الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتعن الجهود الامريکية لتقويض النشاطات الايرانية

عن الجهود الامريکية لتقويض النشاطات الايرانية

0Shares

بقلم نزار جاف

 

لابد من الاعتراف بجدية الولايات المتحدة الامريکية في تحرکاتها من أجل تقويض النشاطات الايرانية التي هي مبعث قلق وتوجس لدول المنطقة قبل واشنطن، وعندما نعترف بجدية هذه التحرکات فذلك لأنها جمعت البرنامج النووي وبرامج الصواريخ الباليستية والمشروع الايراني والذي دخل مرحلة التنفيذ في المنطقة في سلة واحدة، وهو أمر کانت البلدان الغربية بصورة عامة والولايات المتحدة تنأى بنفسها عنها سابقا، ولاريب من إن هذا الجمع والشروع في الضرب على الخاصرة الايرانية في لبنان والعراق واليمن، من شأنه أن تدفع المواجهة الامريکية ـ الايرانية الى مرحلة أکثر تقدما من حيث خطورتها ودفعها بإتجاه الحسم.

أکبر خطأ إرتکبه الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا عند التوقيع على الاتفاق النووي في أواسط عام 2015، هو فصلهمبين البرنامج النووي الايراني وبين المشروع الذي يقوم تلاميذ خميني بتنفيذه في المنطقة على يد الاحزاب والميليشيات التابعة لهم وبإشراف وتوجيه مباشر من الحرس الثوري الايراني، ولاسيما وإن الرئيس الامريکي السابق أوباما کان في عجلة من أمره لعقد تلك الصفقة قبل إنتهاء ولايته الثانية حيث نجح رجال الدين في طهران کما يبدو بإبتزازه وإستغلاله بالصورة المطلوبة وکانت النتيجة إطلاق طهران ليدها في المنطقة والمزيد من التوسع وترسيخ وتقوية النفوذ بدرجة إن التصريحات الاستفزازية صارت تنطلق من جانب المسٶولين الايرانيين بخصوص إنهم قد وصلوا الى البحر المتوسط وإن أربعة عواصم عربية صارت بيدهم وإنه ليس تجربة الحرس الثوري فقط صار يستنسخ في بلدان المنطقة بل وحتى نظام ولاية الفقيه ذاته!!

هذه الجهود المبذولة والتي تم خلالها ربطا رسميا بين البرنامج النووي وبين المشروع الايراني في المنطقة، مع أهميته وجديته البالغة ولکن لايمکن أن يحقق الهدف الکبير والاهم المطلوب منه ليس بتقويض النشاطات الايرانية المثيرة للشبهات فقط بل وحتى بإحداث التغيير في طهران ذاتها وذلك من خلال إدخال العامل الايراني بصورة رسمية في هذه الجهود، ذلك إن هناك لحد الان مايمکن وصفه بتعامل شبه رسمي وحذر مع هذا العامل إذ أن دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية والتغيير لابد أن يرافقه بالضرورة الاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، حيث إن الجهة والطرف الذي يقود عملية النضال والمواجهة المحتدمة ضد النظام في طهران، تتجلى في هذا المجلس، وإن عدم إعطاءه الاهمية والدور الحيوي الذي يمثله ويجسده في المعادلة الايرانية، فإن ذلك يشکل نقطة ضعف وخلل في الجهود الامريکية الرامية لتقويض النشاطات الايرانية المشبوهة في المنطقة والعالم، فهل ستنتبه واشنطن لهذا الامر وتدفع بموقفها"الادبي"من المقاومة الايرانية الى المستوى والصفة "الرسمية"؟

 

إيلاف

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة