الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتالجريمة التي صارت معيارا

الجريمة التي صارت معيارا

0Shares

خلال فترة أقل من ثلاثة أشهر وفي صيف عام 1988، إرتکب نظام الملالي في إيران، واحدا من أسوأ وأبشع وأکثر جرائمه دموية ووحشية وقسوة عندما بادر الى تنفيذ أحکام الاعدام بأکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق بناءا على فتوى مجنونة لاعلاقة لها بالدين تم إصدارها من جانب خميني، وعلى الرغم من إن النظام لم يتوقف عن إرتکاب الجرائم والمجازر غير إن تلك الجريمة ظلت الاکثر لفتا للأنظار والاکثر إثارة والاکثر إحراجا للنظام، ولم يتمکن النظام وعلى الرغم من مساعيه المختلفة من إخفاء هذه الجريمة والتغطية عليها وظلت قضية تٶرقه وتشکل له صداعا مستمرا.

 

مجزرة السجناء السياسيين 1988 ، إعتبرت الابشع لعدة أسباب من أهمها:

ـ تم إرتکابها بسبب المبادئ التي إعتنقها السجناء وليس بسبب جرائم إرتکبوها.

ـ جرت بحق أفراد کانوا يقضون فترات محکوميتهم بموجب أحکام قضائية صادرة من النظام نفسه.

ـ لم يتم منح حق الدفاع للضحايا عن أنفسهم.

ـ إستغرقت عملية مسائلة کل واحد منهم قبل تنفيذ حکم الاعدام دقائق معدودة بحيث لم تتجاوز الخمسة دقائق في الحد الاقصى.

ـ تم إخفاء قبور الضحايا بعد أن تم دفن أغلبهم في قبور جماعية.

ـ الجريمة شارك في أغلب قادة النظام ممن لايزالوا يمارسون مهامهم لحد الان.

هذه الجريمة التي إعتبرتها منظمة العفو الدولية جريمة ضد الانسانية وطالبت بمحاکمة مرتکبيها، کان لتجاهلها من جانب المجتمع الدولي وعدم محاسبة النظام وفتح ملف الجريمة، سببا لکي يتمادى النظام أکثر فأکثر في جرائمه ويوغل فيها ولاسيما بعد أن لمس صمتا وتجاهلا دوليا إنعکس سلبا على الشعب الايراني إذ أن النظام إعتبر الصمت الدولي دليلا على إن المجتمع الدولي قد أشعل له الضوء الاخضر لکي يستمر في جرائمه دونما توقف.

ضرورة فتح ملف هذه الجريمة البشعة التي تجاوزت کل الحدود والمعايير، أمر يفرض نفسه لعدة إعتبارات من أهمها:

ـ إنها تصحح خطئا دوليا کبيرا إرتکبه المجتمع الدولي دونما حق عندما إلتزم الصمت حيال إرتکاب النظام لمجزرة طالت أکثر من 30 ألف سجينا بسبب من أفکارهم ومعتقداتهم.

ـ فتح ملف هذه الجريمة ومحاسبة مرتکبيها تعتبر بمثابة المعيار لأنها ستمهد تلقائيا لفتح ملف الجرائم الاخرى للنظام وطالما کان هناك تستر على هذه الجريمة فإن ذلك يٶدي للتستر على معظم الجرائم الاخرى.

ـ فتح ملف هذه المجزرة من شأنه أن يعيد ثقة الشعب الايراني بالمجتمع الدولي من القضية الايرانية ومن شأنه أن يساهم في دفع عملية النضال التي يخوضها الشعب والمقاومة الايرانية ضد النظام بخطى کبيرة للأمام الى الحد الذي من الممکن تهيأة أجواء إسقاطه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة