الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتالتجمع السنوي والنظام الايراني قضية الحق والباطل

التجمع السنوي والنظام الايراني قضية الحق والباطل

0Shares

بقلم :  رنا عبدالمجيد

 

يلفت النظر کثيرا التأکيدات والاشارات المستمرة من جانب قادة ومسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية الذي إنعقد في 30 يونيو/حزيران 2018 في باريس، حيث کان له تأثيرات وتداعيات قوية على مستوى الداخل الايراني وعلى الصعيد العالمي من حيث تسليطه الاضواء وبصورة إستثنائية على الانتفاضة ونضال الشعب الايراني وعلى مسألة البديل الديمقراطي للنظام والمتمثل في المقاومة الايرانية، وبهذا السياق، ولم يکن بمستغرب أن يتم مسائلة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في البرلمان الايراني بشأن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية وتزامن زيارته معه، فأجاب قائلا بأن إقامة منظمة مجاهدي خلق ( MEK )مؤتمرا في باريس هو عمل عدائي للغاية. وأضاف أيضا إنه تحدث في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الفرنسي حتى يوم الأول من سبتمبر بشأن هذا الموضوع.

التجمعات السنوية للمقاومة الايرانية بصورة خاصة وبقية نشاطاتها وفعالياتها بصورة عامة، صارت بمثابة مرجعية سياسية ـ فکرية للشعب الايراني ومصدرا ومنبرا للتعرف عن کثب على الاوضاع في إيران من جانب المجتمع الدولي، ولأن النظام قد إنتبه الى هذه الحقيقة وصار على دراية کاملة بها ولاسيما من حيث تأثيراتها البالغة في توعية الشعب الايراني وتحفيزه وشحذ هممه من أجل النضال ضد النظام وممارساته القمعية في سبيل إسقاطه وبدء مرحلة جديدة في الحياة السياسية الفکرية في إيران.

التخوف والرعب من نشاطات المقاومة الايرانية ومن التجمع السنوي العام لها بشکل خاص، صارت حالة طاغية على النظام، وإن کشف وفضح العملية الارهابية الفاشلة الاخيرة التي کان عقلها المدبر السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا، أثبت الى أي حد صار النظام يتخوف من المقاومة الايرانية ودورها المتعاظم وتأثيره الکبير جدا على الشعب الايراني، بل وإن الشعارات السياسية التي تم ترديدها في الانتفاضة الاخيرة أثبتت للعالم کلها الى أي مدى وصل دور المقاومة الايرانية على الداخل الايراني.

التجمع السنوي للمقاومة الايرانية صار واحدا من هموم وکوابيس النظام، ولاسيما بعد أن بات واضحا مدى الاهتمام الکبير به داخليا وخارجيا، وکأنه يمثل الحق والنظام يمثل الباطل، ويبدو إن النظام يعمل کل مابوسعه من أجل الحد من دور وتثير المقاومة الايرانية ومن إنعکاسات التجمع السنوي العام لها، ولکن هذا هو الوهم والسراب الذي يرکض النظام دائما ورائه من أجل الامساك به وحجبه عن الشعب الايراني وعن العالم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة