السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالانتخابات الإیرانیة؛ الهزیمة الساحقة والموقف الحرج لخامنئي

الانتخابات الإیرانیة؛ الهزیمة الساحقة والموقف الحرج لخامنئي

0Shares

أخیراً أعلنت وزارة داخلية النظام الإیراني عن نتائج الانتخابات بعد تردّد وتأخیر صاحبا الإعلان.

وفقاً لوزیر النظام رحماني فضلي قد شارك 24.5 مليون شخص فقط على مستوى البلاد في المسرحیة الانتخابية من بين حوالي 58 ملیون شخص مؤهل، ما یعادل نسبة مشارکة بلغت 42.5 في المائة وهو أدنى معدل للمشاركة شهدته انتخابات النظام المزيفة علی مدار 41 عاماً الماضية.

ووفقًا لوزارة الداخلية، بلغت نسبة المشاركة في طهران 25 في المائة فقط، وهو یعني الاعتراف بعدم مشارکة نسبة 75 في المائة المتبقّیة مما أثار اهتماما دولیاً حول هزیمة النظام وفشله الذریع والذي تداولته وسائل الإعلام الدولیة.

لا یُخفی علی أحد أنّ الرقم المعلَن من قبل وزارة داخلیة النظام مزّور وقد تمّ تکبیره عدة مرات. حتی مصادر النظام نفسه قد خمّنت نتیجة تبلغ حوالي 20 في المائة فقط في وقت سابق.

لكن مع هذا فإنّ إعلان رقم أدنی من 50 في المائة والاعتراف الرسمي بأن أكثر من 57 في المائة من الشعب لم يشارك في مسرحیة الانتخابات هو استثناء بحد ذاته. فالنظام لطالما اعتبر  انتخاباته بمثابة استفتاء ومؤشر دالّ علی شرعيته.

في الواقع عانی النظام أیّما معاناة للإعلان عن الرقم النهائي، لأنه یعلم جیداً أنّ الاعتراف بهکذا إحصائیة من شأنه أن يدمر النظام في جميع المجالات سواء الاجتماعیة والسياسیة وعلی وجه التحدید السیاسة الخارجية ويفاقم أزماته الداخلية.

لهذا السبب لم تفصح وزارة داخلیة النظام عن نسبة المشاركة والتي كانت جاهزة في غضون ساعة أو ساعتين في حين أنها أعلنت عن نتائج معظم الدوائر الانتخابیة. لأن التصریح بأي رقم هو بمثابة الاعتراف بالفشل ومدعاة للسخریة.

التأخير في الإعلان أثار الكثير من الأحادیث والتكهّنات في الأوساط الصحفیة التابعة لعصابة الإصلاحيین المزعومة حول التلاعب بنتیجة الانتخابات. في هذا الصدد کتبت صحیفة "جهان صنعت" بتاریخ 23 فبرایر:

«الحكومة ترفض الإعلان عن أي إحصائيات تظهر بشكل مباشر أو غير مباشر العدد الإجمالي للناخبين. تصرف الحكومة هذا هل یهدف إلی ترك طریق الإعلان عن عدم صحة الأصوات مفتوحاً؟ الوضع الذي يتبادر إلى الذهن في هکذا حالة هو أنّ العدد الإجمالي للأصوات التي تمّ جمعها من المواطنین الإيرانيین لم يكن كبيراً وأنّ النظام یودّ تکبیر العدد».

هذا التصریح یثبت ما قاله مجاهدو خلق منذ زمن بعید حول تزویر نتائج الانتخابات والتلاعب بالأرقام من قبل النظام في کافة انتخاباته المزیّفة.

 

خامنئي یشیر إلی مصدر الضربة!

 

في خضم أزمة نتائج الانتخابات، أطلّ خامنئي في وقت مبكر من صباح الأحد الموافق 23 فبرایر، وعلى غرار الإعلان عن دعمه لقرار رفع أسعار البنزین وإصدار قرار قمع المتظاهرین في 17 نوفمبر 2019 حاول تخليص نفسه من الوضع المتأزم عن طريق التظاهر بالقوة والتماسك واختلاق الرضی والسرور عن مشارکة الشعب والنتیجة الحاصلة.

وبالتالي أشاد کذباً  بـ «الحضور المبهر للشعب الإيراني في اختبار انتخابات العظیم، وإحباط المحاولات الانتهازیة والدعائية الواسعة للأعداء»، لكنه امتنع في الوقت نفسه عن وصف الانتخابات بـ «الملحمة» أو أیة أوصاف مشابهة اعتاد النظام علی استخدامها.

هذا وقد اعترف خامنئي ضمنياً بهزیمة النظام وفشله الذریع من خلال التذكیر بما قام به العدو ضد الانتخابات. تکمن النقطة المحورية في اعتراف خامنئي في إشارته غیر المباشرة إلی مجاهدي خلق عندما قال:

«یجنّدون الآلاف لمتابعة قضايا إيران المختلفة، يجب أن يكون لدينا الملايين على استعداد تام للدفاع والهجوم، يجب علينا أن نردّ بالمثل. هناك الکثیر من الدعایة وشتی الطرق والأمور التي یمکن للأمة الثوریة فعلها».

تصريحات خامنئي هذه هي أولاً بمثابة إعلان صریح منه علی أنه یعلم مصدر تلقّي الضربات، وثانياً هي تعبیر عن قمة کرهه وامتعاضه وأنه يتآمر للهجوم علی مجاهدي خلق «بشتی الطرق» المتاحة أمامه؛ أي الإرهاب وإعدام أعضاء منظمة مجاهدي خلق وأنصارها بالإضافة إلى الإجراءات المعتادة کالدعاية الواسعة ضدهم وشیطنة حرکتهم.

 

العلامات الأولية للهزیمة داخل النظام

 

لقد ظهرت آثار الهزيمة فعلیاً داخل النظام حیث حاولت کل من العصابات المتنازعة إلقاء مسؤولیة النتائج علی عاتق العاصبة المنافسة.

في هذا الصدد وصفت صحيفة "فرهیختکان" التابعة لعصابة خامنئي نتيجة الانتخابات «بالمشاركة الفعالة والصامتة ضد حكومة روحاني».

بدورها وتحت عنوان «تصویت الأمة ضد منتقدي الحکومة» سعت صحیفة "وطن امروز" ربط القضية بصراع العصابات محاولةً تغطية هزيمة النظام برمته بالقول إنّ «الأصوليين حققوا نصراً حاسماً بنتیجة 30 مقابل لا شيء لصالحهم».

وفي مقال لها بعنوان «عواقب الانتخابات المحدودة»، أرجعت صحيفة "اعتماد" المحسوبة علی عصابة الإصلاحيين السبب في نتائج الانتخابات إلی إقصاء هذه العصابة من خوض الانتخابات. كما كتبت الصحف الأخرى التابعة للإصلاحیین بما معناه «لم يهزمنا الأصوليون، نحن خسرنا أمام أنفسنا وسياساتنا وسجلنا».

وكتب صحیفة "همدلي": «لقد مرّت طهران بأحد أكثر الانتخابات المعتمة  وغير المسبوقة علی مرّ التاريخ».

هذا الفشل الذریع للمسرحیة الانتخابیة التي وصفها خامنئي وبقیة قادة النظام علی أنها حساسة وحاسمة للغایة، هو انتصار للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ودلالة واضحة علی النجاح الباهر الذي حققته حملة مقاطعة الانتخابات.

كما قالت السیدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإیرانیة: «لقد صوت أكثر من 90 في المائة من الشعب للإطاحة بالفاشية الدينية الحاکمة في إيران من خلال مقاطعة المسرحیة الانتخابية مرحّبین بشعار "الإطاحة هو صوتي" الذي أطلقته معاقل الانتفاضة. هذه الهزيمة الكبيرة ستفاقم الصراعات الداخلية للنظام ومأزقه المميت وتسرّع الإطاحة به علی ید الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية».

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة