الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقارير إيران.. الاكتئاب في البلد.. لماذا «لا يوجد أي شعور بالفرح»؟!

إيران.. الاكتئاب في البلد.. لماذا «لا يوجد أي شعور بالفرح»؟!

0Shares

أشار واحد من العناصر الحكومية يحمل عنوان أستاذ جامعي وعالم في العلوم الاجتماعية في مقابلة مع وكالة أنباء إيلنا يوم 24أيار/ مايو 2018 إلى أبعاد ظاهرة الاكتئاب في البلاد ويقول في ظل حكم الملالي: «لا يوجد أي شعور بالفرح في البلاد» و«تسير المعتقدات الشخصية والاجتماعية نحو الشعور بالحزن … وفي الحقيقة يجب أن نقبل أنه لا توجد أي شعور بالفرح في البلاد. أين الموسيقى؟ أين المرح والضحك وأين السرور والمرح؟!».

ويقارن المواطنين الإيرانيين مع المواطنين الهنود ممن يصفهم بمواطنين فقراء معتبرا نسبة الشعور بالفرح بينهم أكثر من المواطنين الإيرانيين.

 

البطالة وعدم الثقة بالمستقبل من أسباب الاكتئاب في البلد

وإيضاحا لهذا الوضع يعتبر هذا الخبير في النظام قضية البطالة من الأسباب الرئيسية للشعور بالحزن والاكتئاب في المواطنين خاصة بين الشباب ويذعن قائلا: «لطالما الشباب عاطلون عن العمل فلن يذوقوا طعم الشعور بالفرح».

ويعتبر الثقة بالمستقبل ركنا آخر للشعور بالفرح في المجتمع ويقول في هذا الشأن إن المواطنين والشباب ليست لديهم صورة واضحة عن المستقبل، فكيف يمكن لهم أن يكونوا فرحين؟!

وبحسب خبير حكومي آخر يعيش 85بالمائة من المواطنين الإيرانيين حالة سيئة من ناحية الاكتئاب والظروف النفسية (موقع ساعت24 ـ 12آذار/ مارس 2018).

 

18مليون من المواطنين يعانون من المشاكل الناجمة عن المشكلات النفسية

وطبقا لهذه الحقيقة وتقرير وكالات الأنباء التابعة لمجلس شورى النظام في 18تموز/ يوليو 2017 من بين 80مليون إيراني يعاني نحو 12.5مليون شخص من الأمراض النفسية حيث يراجع ما لا يقل عن 2.2مليون شخص مراكز علم النفس.

كما أذعنت وسائل الإعلام والعناصر الأخرى للنظام بهذه الحقيقة المروعة في أكثر من مناسبة. وبحسب أنوشيروان بندبي رئيس منظمة الخدمات الاجتماعية، يعاني في الوقت الراهن 34بالمائة من المواطنين ونحو 18مليون شخص من نسمة البلاد من المشاكل الناجمة عن المشكلات النفسية بشكل مباشر أو غير مباشر.

ومن الواضح أن مشكلات المرضى المصابين بالأمراض النفسية لا تقتصر على أنفسهم فحسب وإنما يؤثر أي مرض في أية عائلة على جميع أفراد العائلة.

وطبقا للدراسات يتعرض معظم المصابين بالمشكلات النفسية والأشخاص المكتئبين لمشكلات نظير البطالة والفقر وفقدان المأوى ومكان العيش.

وأسباب أساسية نظير الفقر واللاعدالة الاجتماعية بشكل شديد وعدم التمتع بالحقوق الأساسية كالصحة والمسكن وفقدان البيئة المناسبة وما شابه ذلك أسفرت عن تفشي الشعور بالحزن بين المواطنين وإصابتهم بالاكتئاب والمشكلات النفسية وذلك بأبعاد مروعة حيث يذعن بذلك.

وطبقا لهذه الأسباب المفروضة على المواطنين وحسب ما يفيده الطب العدلي يقع في طهران شجار بكل دقيقة واحدة كما يتم تسجيل 1600قضية شجار مؤد إلى الإصابة بالجروح.

أجل، بينما ترزح غالبية المواطنين الإيرانيين تحت خط الفقر ويفتقر 30بالمائة منهم إلى رغيف خبز ولقمة عيش وهم جياع، وفي حين أن الغلاء بلغ ذروته وتفرغ مائدة المواطنين من المواد يوما بعد آخر، من الطبيعي أن يكون هؤلاء المواطنين غير فرحين وتتفشى بينهم هذه التوترات النفسية والاجتماعية بينهم.

وفرحة المواطنين في الدرجة الأولى مرهونة بالرخاء والتمتع بالحرية ولكن وفي حكم لا توجد فيه الحرية ولم يمنح النظام القمعي أي مجال ولو كان ضيقا للفرحة الاجتماعية، فمن الطبيعي تفشي عدم الشعور بالفرح بين المواطنين ليحل محله الحزن والغم والكآبة وخيبة الأمل تجاه المستقبل.

 

قيود ثقافية واجتماعية مفتعلة من قبل الملالي، دليل آخر لتفشي الاكتئاب في المجتمع

وتعتبر في إيران الرازحة تحت حكم الملالي القيود الثقافية والاجتماعية من أسباب إصابة المواطنين بالاكتئاب وعدم الشعور بالفرح بينهم.

وأصبحت نسبة القمع وفرض الثقافة الخاصة للملالي على المواطنين بطريقة، تفشت الظاهرة في المدارس حيث تمارس الضغوط على الطلاب إلى درجة تفشى فيها بينهم الانتحار ليببت أمرا شائعا بحيث أن وسائل الإعلام الحكومية تنشر في الكثير من الأيام أنباء عن إقدام الطلاب وخاصة الطالبات على الانتحار.

ورغم هذه الضغوط على المواطنين الإيرانيين وحتى على التلاميذ في المدراس الابتدائية، غير أن عدم الشعور بالفرح يعتبر وجها لعملة حياتهم والوجه الآخر هو أملهم إزاء مستقبل يسوده الأمل والمرح.

أما الأمل فهو دافع الكثير من المواطنين للاحتجاج والانتفاضة بحيث أنه وخلال انتفاضة كانون الثاني/ يناير 2018 شاهدنا أنه ورغم ما يقوم به النظام بحق المواطنين من الجرائم غير أن المواطنين عقدوا العزم للإطلاحة بهذا النظام الفاسد والباعث على الحزن.

وبالنتيجة ما يحظى بالأهمية وما هو حقيقي ويتغلب على الشعور بالحزن والكآبة، هو عزمهم وإرادتهم لتطهير أرض إيران من دنس حكم الملالي مما يعني أكبر دليل على الشعور بالحيوية والمرح والفرح بين المواطنين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة