الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتالارهاب لن يغير مجرى التأريخ

الارهاب لن يغير مجرى التأريخ

0Shares

بقلم:ليلى محمود رضا

 

يوم السبت 30حزيران/ يونيو، لم يکن يوما تقليديا يشهد نشاط طرف سياسي معارض لنظام ما، بل کان أشبه مايکون بملحمة استثنائية غير مسبوقة تجسد فعليا و بصورة حية آمال و تطلعات و إرادة شعب و مقاومة وطنية من أجل صنع غد أفضل و مستقبل مشرق لبلادهم، زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي التي کانت بالکاد تتمکن من مواصلة خطابها بسبب التصفيق و الشعارات الحماسية التي کانت جموع الحضور تهتف بها بحيث تدوي في القاعة و تلفت أنظار العالم الى عزم و إرادة لاتستکين او تلين إلا بالتغيير الجذري و الحقيقي في إيران، کانت تلقي کلاما من سويداء قلبها وهي ليس تخاطب الحضور فقط وانما الشعب الايراني برمته و العالم أجمع، کانت کلماتها تلقي صدى في القلوب و النفوس و العقول، ولهذا فقد رأيت زعيمة و قائدة تنطق و تتحدث و تعبر عن شعبها و تحدد الطريق الامثل الذي يقودهم نحو النصر و التغيير.

هذا اليوم لم يکن في الواقع يوما تقليديا، إذ وفي الوقت الذي کانت قاعة فيلبنات الضخمة تکاد أن تتزلزل من وقع وصدى والحماس منقطع النظير لأکثر من مائة ألف إيراني، وکان الشعب الايراني يتابع عن کثب وهو في غمرة إحتجاجاته المتواصلة ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مايدور في هذا التجمع غير العادي والذي کان أشبه بإنتفاضة دولية ضد النظام، فقد کانت المخابرات البلجيکية والالمانية مشغولة بتفاصيل العملية الارهابية التي کانت المخابرات الايرانية بصدد إجرائها من أجل تفجير هذه القاعة حيث ألقت القبض على المتورطين في العملية وفي مقدمتهم القائد والمشرف عليها، الدبلوماسي الارهابي والذي هو السکرتير الثالث في السفارة الايرانية في النمسا.

هذا التجمع الضخم الذي کان بعنوان"الانتفاضة والبديل الديمقراطي"، شکل أرقا وصداعا لنظام الايراني الذي يعيش حالة من الخوف والتوجس منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، عندما إنتفض الشعب بوجهه بقيادة منظمة مجاهدي خلق ولازالت الاحتجاجات الشعبية متواصلة ومستمرة ضده، فإن تزامنه مع الاحداث الداخلية الساخنة دفع النظام لکي يقوم بوضع خطة شيطانية دموية بالغة الخطورة، إذ أن تفجير قاعة مکتظة بأکثر من 100 ألف إنسان، کانت ستکون مجزرة غير مسبوقة ضد هکذا تجمع معارض، وإن هذا النظام الذي سبق وإن قام بأعمال مماثلة بهدف إسکات المعارضة أو إنهائها کما جرى مع مجزرة صيف عام 1988، التي أعدم في غضون أقل من ثلاثة أشهر أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق بهدف ثني المنظمة وإصابتها بالاحباط عن مواصلة نضالها، ولکن الذي رأيناه هو إن نضال المنظمة قد تضاعف، وإن هذه العملية الارهابية الاخيرة للنظام حتى لو کانت قد تحققت"لاسامح الله"، فإنها لم تکن تستطيع أبدا أن تغير من مجرى التأريخ وتنقذ هذا النظام من المصير الاسود الذي ينتظره.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة