الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالاحتجاجات والانتفاضات الاجتماعية في إيران، خطوة إلى الأمام

الاحتجاجات والانتفاضات الاجتماعية في إيران، خطوة إلى الأمام

0Shares

تشير نظرة إلى قائمة الحركات التي استمرت لليومين الماضيين، بوضوح إلى أن البلد بأكمله وجميع شرائح المجتمع بدءًا من العمال وسائقي الشاحنات وإلى البازاريين والكسبة، وإلى المعلمين وطلاب المدارس والجامعات والمزارعين والقرويين الطافح كيل صبرهم خرجوا إلى الساحة بشكل متزامن ويطالبون بحقوقهم المسلوبة.

 

ما هي الإحداثيات الحالية للانتفاضة؟
• أهم ميزة، وهي رمز للتقدم الأكثر أهمية في هذه الإضرابات والاحتجاجات، هو حقيقة أن مختلف شرائح المجتمع يعلنون احتجاجاتهم وحركتهم من قبل، ويدعون إلى ذلك، ويحددون تاريخًا، وينفذونها في الوقت المناسب. وهذا على الرغم من أن النظام يستخدم جميع أدواته وجهده للحؤول دون ذلك، لكنه لا يستطيع فعل ذلك. كما هدّد المدعي العام للنظام، سائقي الشاحنات المضربين بأحكام الإعدام، ولكن رغم ذلك استمر الإضراب.

• الميزة الثانية هي تزامن هذه الإضرابات، مما يبين تحالفًا عمليًا بين الطبقات المختلفة، وهذا يمارس في كل مرة، وفي كل مرة يزيد من توطيد هذه العلاقة، وهذا أمر خطير للغاية بالنسبة للنظام، وإذا تحقق الانضمام، فعند ذلك لا يبقى أي أثر من النظام حسب قول عناصر النظام نفسها!
• الميزة الثالثة هي الطبيعة الوطنية للاحتجاجات.
•الميزة الرابعة هي استعداد هذه التحركات للترابط، وهذا ما ورد في تغريدة السيده مريم رجوي ، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، يوم الثلاثاء 13نوفمبر، حول الإضرابات والاحتجاجات من مختلف طبقات الأمة حيث قالت:

«دوي مسموع في أرجاء الوطن لاعتصام المعلمين وإضراب السائقين وتظاهرة المواطنين المنهوبة أموالهم. العمال يعبّرون عن غضبهم في مسيراتهم في الشوارع. صوت شعب منتفض يُسمع في دوي شعارات عمال هفت تبه: ”نحن كلنا معًا، نحن شعب لا يُقهر“. هذه انتفاضة حتى النصر».

 

نتائج الحركة من ديسمبر الماضي إلى نوفمبر الحالي
الحقيقة هي أن النظام استخدم كل جهوده لإطفاء نار الانتفاضة، لكنه لم يصل إليها ولن يحقق ما يريد. النظام عاجز وخائف في قمع هذه التحركات لأنه يعرف:

• القمع المباشر يعمّق الحركة ويجعلها أكثر راديكالية.
• ولهذا السبب، فإنه يسعى إلى القمع غير المباشر: فهو يزيد من وتيرة عمليات الإعدام و … لكننا نرى أنه أمر دون نتيجة، حيث يتم تنفيذ الحركات والإضرابات مع دعوات سابقة، وفي كل مرحلة تأخذ منحى تصاعديًا نحو التوسع والتنظيم والمزيد من التماسك. وفي إضراب المعلمين، رأى الجميع أن هذه المرة طلابهم وأولياء الطلاب قد دخلوا تدريجيًا.

 

ما هو الاتجاه العام لهذه التحركات؟
وفقاً لما يقوله مسؤولو هذا النظام، يمكن تلخيص اتجاه هذه التحركات بأقصر كلام ممكن:

انتشار
انسجام
تنظيم
الراديكالية والحالة الثورية
وقد تم تلخيص هذه السمات والتوجه المستقبلي للنظام على لسان مزارع مضطهد وشجاع من أهالي طبس الذي عبر عن الوضع الحالي للأزمة وقال  لوزير الزراعة للملالي بشكل قاطع وبلهجة متشددة: الآن الأمر متروك لكم وبلدكم  !

حقيقة عظيمة
هناك حقيقة عظيمة جدًا في هذا الوسط وهي الظروف الثورية والمتفجرة للغاية للمجتمع الإيراني.
تقع قضية إيران داخل مثلث يتكون من ثلاثة جوانب:
1.أحدهما هو الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الإيراني وظروف الناس.
2. والآخر الشروط الدولية، وهي العقوبات، والعلاقة مع أوروبا، ومجموعة العمل المالي، وما إلى ذلك.

3.والجانب الآخر من هذا المثلث هو المقاومة المنظمة للشعب الإيراني، أي مجاهدي خلق ومعاقل الانتفاضة التي هي في الواقع ثمار جيش التحرير الوطني الإيراني.
هذا المثلث حقيقي لدرجة أن خامنئي أقرّ بذلك.

ظروف المجتمع شديدة الانفجار، كما اعترف رحماني فضلي، وزير الداخلية في 5 نوفمبر، ووصف استمرار الانتفاضات الاحتجاجية أحد أهم التهديدات للنظام ، قائلاً:
«عندما نصنف التهديدات، فإن هذه الأنواع من التهديدات والحركات التي واجهناها على مدى الأشهر القليلة الماضية هي من بين أهم التهديدات ما يحتّم عدم استسهالها».
وأعرب وزير الداخلية في حكومة روحاني عن قلقه بشأن دور منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في توسيع ودعم حركات الاحتجاج الشعبية، وأضاف «من ناحية أخرى، تسعى منظمة مجاهدي خلق إلى استغلال هذه الاضطرابات».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة