الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالاتفاقية الاستعمارية مع الصين؛ من الحقيقة الى السراب

الاتفاقية الاستعمارية مع الصين؛ من الحقيقة الى السراب

0Shares

تدور الكثير من التصريحات والأحاديث هذه الأيام سواء في وسائل الإعلام الدولية أو وسائل الإعلام الحكومية حول اتفاقية  الـ  25 عامًا بين نظام الملالي والصين، وهناك الكثير من الافتراضات والتكهنات في هذا الصدد. غير أن المصادر الرسمية لنظام الملالي ووزارة الخارجية لم تكشف عن أي معلومات محددة بشأن هذه الاتفاقية حتى الآن.

الاتفاقية الخفية في كواليس الصمت 

عندما سئل موسوي، المتحدث باسم وزارة خارجية نظام الملالي، في مؤتمره الصحفي المنعقد يوم الاثنين الموافق 13 يوليو 2020، في هذا الصدد،  تملص من الإدلاء بإجابة محددة واكتفى بترديد الشعارات والتبجح.

وادعى أن النظام الإيراني سوف «يبطل بهذه الاتفاقية كافة الأسلحة الدعائية والضغوط الاقتصادية والعقوبات التعسفية».  ووصف التصريحات والاحتجاجات التي تجري داخل نظام الملالي في هذا الصدد بأنها هجمات من المؤكد أن لها أصل أجنبي معادي للثورة يلعب دورًا فيها.

وما يمكن فهمه من الوضع الحالي، وعلى وجه التحديد المواقف الرسمية لنظام الملالي ووسائل إعلامه، هو أن كل شيء يتعلق بهذه الاتفاقية يتم في صمت خلف الكواليس، ويدور تبرير المسؤولين في الحكومة حول أن هذه الاتفاقية لا تزال قيد الصياغة ولم يتم الانتهاء منها بعد.

بيد أن أحد أعضاء مجلس شورى الملالي، وهو آزاديخواه ادعى في الجلسة العلنية المنعقدة في 12 يوليو أن هذه الاتفاقية قيد  التنفيذ حاليًا.

ومن الطبيعي أنه إذا وصلت هذه الاتفاقية إلى مرحلة جادة وعملية،  فإن أمريكا التي تتبنى سياسة الضغط الأقصى على نظام الملالي سوف يكون لها بعض ردود الأفعال وسوف تتصدى لها. 

خامنئي،  مؤسس هذه الاتفاقية الغادرة

والجدير بالذكر أنه قد تم وضع أسس هذه الاتفاقية في عام 2015 خلال الاجتماع المنعقد بين الرئيس الصيني وخامنئي أثناء زيارة الأول لإيران.

وحول تاريخ هذه العلاقة، ذكرت وكالة نظام الملالي الرسمية للأنباء في 4 يوليو 2020: "إن الرئيس الصيني،  شي جين بينك أثار موضوع التعاون الثنائي بين البلدين لمدة 25 عامًا أثناء الاجتماع بخامنئي، الذي قال ضمن موافقته : "إن الاتفاق بين رؤساء جمهوريتي إيران والصين لتوطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لمدة 25 عامًا خطوة لا غبار عليها على الإطلاق وتتسم بالحكمة".

ووصف آقا محمدي، العميل الخاص لخامنئي وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام،  ما يسمى بالاتفاقية بأنها «علامة على يقظة الولي الفقيه ورؤيته بعيدة المدى».

ولتبرير هذه الاتفاقية،  كشف النقاب عن غير قصد عن إحباط خامنئي وأكد أنه لا ينوي التشاور مع الأمريكيين ويتجرع كأس السم!

وعلى أي حال، مهما كانت تفاصيل هذه الاتفاقية، فمن الواضح أنها اتفاقية أكبر من كونها استعمارية وغادرة؛ نظرًا لأن الولي الفقيه في موقف ضعف والحاجة المطلقة ويحتاج بشدة إلى أصغر منفذ للهروب من الاختناق الاقتصادي.

وبناءً عليه،  فإن إبرام أي اتفاقية مع أي دوله في ظل ظروف كهذه يأتي من وضع غير متكافئ على الإطلاق، ولا شك في أنها اتفاقية مهينة وتعسفية. كما اعترفت صحيفة "همدلي" الحكومية في 13 يوليو 2020، بهذا المعني على لسان أحد الخبراء السياسيين في نظام الملالي.

وكتبت: «إن إبرام  اتفاقية لمدة 25 عامًا تنطوي على أبعاد مختلفة لتوطيد العلاقات مع الصين دليل على أن إيران تعيش في وضع حرج لا مفر منه وأنها أبرمت هذه الاتفاقية للتغلب على هذا الوضع القائم».

هل تمثل الاتفاقية مخرجًا لنظام الملالي؟  

والسؤال المهم الذي يطرح نفسه الآن هو: على أي حال، وبأي  تفاصيل تُعلن عن هذه الاتفاقية من عدمه،  فهل هذه الاتفاقية تمثل مخرجًا لنظام الملالي الآيل للانهيار، حتى ولو مؤقتًا؟

للإجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نتذكر مصير نظام الشاه، فكما أشار قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في رسالته الأخيرة.

حيث قال: «حتى لو كان خامنئي مثل الشاه يحظى بدعم من أمريكا وأوروبا والصين والصين العظمى، فإن إسقاط هذا النظام الفاشي والإطاحة به مسألة وقت. فهذا النظام يعاني من المآزق والأزمات من كل صوب وحدب،  والكلمة الأخيرة للشعب الإيراني المجيد. وقادة الانتفاضة وأبطالها وجيش التحرير الوطني الإيراني هم من يقررون مصير البلاد». 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة