الأربعاء, أبريل 17, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالابتزاز النووي وأحلام يقظة

الابتزاز النووي وأحلام يقظة

0Shares

بعد إعلان قرار مجلس شورى النظام بعنوان "العمل الاستراتيجي لرفع العقوبات" خلال الشهر الماضي، نشهد تحركات النظام وتهديدات متسلسلة في اتجاه ما يسميه "تقليص التزامات الاتفاق النووي". الإجراءات التي يعلنها النظام نفسه بحماس ويبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بها.

بالإضافة إلى هذه الإجراءات، يهدد عناصر النظام ووسائل الإعلام بأن "أحد الأهداف الجادة (لقرار المجلس) هو الانسحاب من البروتوكول الإضافي وإلزام الدول الملتزمة باتخاذ بعض الإجراءات التي كان عليها اتخاذها" (تصريحات زاهدي، عضو مجلس الشورى – 29 نوفمبر)..

 

نوايا النظام والحقائق الصلبة

بما يتعلق الأمر برغبات النظام ونواياه، فإن الولي الفقيه، الذي يحلم في تجديد "الخلافة الإسلامية"، يرى القنبلة الذرية هي الوسيلة الرئيسية لتحقيق حلمه، وقد سعى ومازال يسعى من أجل ذلك بكل قوته، وهو حلم حوّله مجاهدو خلق والمقاومة الإيرانية بالكشف عن المشاريع النووية للنظام إلى كابوس له.

بعد عمليات الكشف هذه حاول النظام باستمرار إنكار الحقيقة بالخداع والإصرار، كما أصدر خامنئي ما يسمى بالفتوى بأن صنع القنبلة الذرية ممنوع.

لذلك فإذا كان يهدد حالياً بالانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران، فهو يعطي عنوان القنبلة الذرية، وهذا يدل على هدف سياسي وابتزاز نووي. كما تلقى الجانب الآخر هذه الرسالة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي في بيان صحفي يوم 9 كانون الثاني / يناير إن "النظام الإيراني يستخدم برنامجه النووي لابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الأمن الإقليمي".

 

بالطبع، النظام متناقض في إرسال هذه الرسالة، في حين يتخذ مثل هذا الموقف لتحدي المجتمع الدولي، يرسل في الوقت نفسه على لسان روحاني وحكومته رسالة مفادها أن ما فعلوه لا يعني مغادرة الاتفاق النووي، وإذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات سيعودون إلى المربع الأول خلال ساعة. هذا التناقض متجذر في حقيقة أن النظام لجأ إلى مقامرة خطرة باللجوء إلى المخادعة وإيماءات التهديد. مقامرة تقوم على أحلام يقظة لعودة عهد المساومة والمهادنة؛ حيث يرى فيها النظام مرة أخرى فسحة للبقاء …

 

هل تعود الظروف إلى عهد الاتفاق النووي؟

يتفق جميع المعلقين والمحللين، رغم اختلاف وجهات نظرهم، على أن الوضع لن يعود أبدًا إلى الوراء، وأن عهد أوباما لن يتكرر. لأن موقع النظام أقل بكثير مما كان عليه في عام 2015، لأن الانتفاضات الوطنية في يناير 2018 ونوفمبر 2019 ويناير2020 قلبت جميع المعادلات في الخارطة السياسية والاجتماعية لإيران.

 

والسؤال هنا لماذا لجأ النظام إلى المخادعة والمقامرة التي ليس لديه أي فرصة للفوز؟ يجب البحث عن الإجابة في مأزق النظام المطلق وفي دوامة الأزمات التي وقع فيها. من جهة، أدت العقوبات المتزايدة والفساد المؤسسي الواسع إلى دفع النظام إلى حافة الاختناق الاقتصادي، ومن جهة أخرى، ارتهن الخلاص من الاختناق ورفع العقوبات للنظام بتخليه عن مشاريعه النووية والصاروخية والتدخلات الإقليمية فيما يعتبر هذه الركائز الثلاث بأنها عناصر للقوة وضمان لبقائه، لذلك الحل الوحيد هو الهروب إلى الأمام والخداع والمقامرة. المقامرة التي نشأت في حلم تجديد فترة الاسترضاء مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى السلطة.

ولكن حتى داخل النظام، باستثناء الموالين الخاصين لخامنئي، لا يوجد محلل أو خبير يمكنه الاعتماد على "نجاح" هذه الخدعة.

 

هذا هو السبب في أن جميع الصحف تقريبًا والخبراء "الإصلاحيين"  المزعومين داخل النظام يصرون على أن السبيل الوحيد للخروج هو الذهاب إلى طاولة المفاوضات وحل المشكلات مع الولايات المتحدة.

لكن الحقيقة هي أن القضية الإيرانية هي بالأساس الصراع بين الفاشية الدينية لولاية الفقيه وبين الشعب والمقاومة الإيرانية.

فلا حصول النظام على القنبلة الذرية سيغير الوضع، ولا قدوم إدارة أو رحيلها في الولايات المتحدة تأثير خطير وحاسم عليها.

وكما قال قائد المقاومة: "الوضع الثوري وأزمة السقوط التي هزّت مجلس شورى النظام مثل نهاية نظام الشاه لا يعطي مجالا للنظام. إن الإطاحة الحتمية للاستبداد الديني سواء كان  ترامب أو لا يكون هي من مسؤوليتنا ومسؤولية وأبناء شعبنا ومعاقل الانتفاضة في جيش الحرية "(رسالة من مسعود رجوي – 18 أكتوبر 2020).

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة