الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالأبعاد الجديدة لتسونامي الغضب والاستياء في إيران

الأبعاد الجديدة لتسونامي الغضب والاستياء في إيران

0Shares

لقد قلنا وكتبنا مرات عديدة أن المجتمع الإيراني هو مجتمعٌ مستعدٌ للانتفاضة بسخط متفجر. ويجب أن تؤخذ كلمات "انتفاضة" و "سخط" و "انفجار" على محمل الجد. ويجب أن ندمج هذه الكلمات الثلاث في ظاهرة جديدة، وأن نصفها بكلمة "تسونامي". 

ولا يخفى خبر ظهور هذا التسونامي وما يحيط به عن أعين وسائل الإعلام المنتمية لسلطة الملالي. والجدير بالذكر أنه لا يُسمح لوسائل إعلام نظام الملالي بتصوير هذا التسونامي بمجمله، وفي بعض الأحيان يكتفون بتسجيل لقطاتٍ مبهمةٍ منه بوحدات بكسل منخفضة ومشوهة، وعندما تضعونها إلى جانب بعضها البعض أو تُضفون عليها المزيد من المشاهد الأكثر غموضًا، تصبح صورة التسونامي أكثر وضوحًا في الطريق. 

 "الخاسرون أموالهم الغاضبون"

حذرت صحيفة "همدلي" الحكومية في 25 أبريل 2021، نظام الحكم بأكمله من بوادر هذا التسونامي.

"وحيث أن جدار الغضب الشعبي تكوَّن بشكل تراكمي، فلكي نسلط الضوء على هذه القضية سوف نشير إلى علامات تكاثر العنف في مجتمعنا، … إلخ. فعلى سبيل المثال، يعتبر فقدان المستثمرين جزءًا كبيرًا من مدخراتهم بالريال في سوق الأوراق المالية فشلًا اقتصاديًا، ويولِّد في حد ذاته الغضب الشعبي. ولكن في المرحلة التالية، نجد خاسري البورصة غاضبون من أن الآلیات الرسمیة القائمة قد أصبحت أداة لخسارتهم اقتصاديًا، ولم تنتهي القصة عند هذا الحد، إذ أن عدم تحسين الأوضاع واستمرارها على ما هي عليه وعدم قيام ولي الأمر باتخاذ إجراءات جديدة لتعويض هذا الفشل الاقتصادي أو تقليصه أدى إلى زيادة نار غضبهم اشتعالًا. كما أدت المواجهة العنيفة مع الخاسرين مثلما حدث في الوقفات الاحتجاجية الأخيرة إلى تفاقم هذا الغضب".

 القنبلة الاجتماعية

وتقصد الصحيفة المذكورة من "المواجهة العنيفة مع الخاسرين الغاضبين" الإشارة إلى الهجوم الذي شنته قوات الشرطة تنفيذًا للأمر على الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الخاسرون في شركة آذويكو في 24 أبريل 2021. وما يجعل هذا المشهد لافتًا للنظر ليس الهجوم الوحشي لضابط الشرطة، بل هو المقاومة والصمود البطولي للفتاة الإيرانية. فتاةٌ مثل غيرها من الفتيات الإيرانيات اللواتي يعتبرن قنبلة اجتماعية قوية لتفجير هذه السلطة الفاشية، وأظهرن إمكاناتهن بوضوح في انتفاضة نوفمبر 2019 على وجه التحدید. وهن مجموعة من المواطنين الذين خسروا كل شيء. أناسٌ لم يعد لديهم ما يبكون عليه ويمثلون خطرًا كبيرًا على الديكتاتوريين. 

فعندما يواجه المواطنون المطحونون هذه الوحشية ردًا على مطالبهم، فهذا يعني أن هذا النظام يسعى إلى تفاقم الغضب، حتى أنه عندما تعجز الآليات القانونية القائمة عن الاستجابة لهذا الجزء من المطالب، یبدو الأمر کما لو أن جدار الغضب يزداد ارتفاعًا مرة أخرى. (المصدر نفسه).

 تسونامي الغضب

وتصف وسيلة الإعلام الحكومية المذكورة البرق المروع لمظاهر الانتفاضة الشعبية بالغضب والعنف. وتم استخدام كلمة الغضب في هذا المقال من باب الرأفة، بيد هذا الغضب ليس بالغضب العادي، إذ أنه غضبٌ اجتماعي واسع الانتشار من النوع الذي شاهدناه وشاهدته سلطة الملالي الفاشية أيضًا في شوارع إيران في انتفاضة نوفمبر 2019. ويجب أن نطلق عليه "تسونامي الغضب". غضبٌ يكتب عنه أُجراء السلطة رعبًا منه: "لقد فات الأوان اليوم ويجب علينا الإسراع قدر الإمكان في أن نفكر في حل".

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة