الثلاثاء, أبريل 16, 2024
الرئيسيةمقالاتاعترافات لا مفر منها بكراهية الشعب الإيراني لنظام الملالي

اعترافات لا مفر منها بكراهية الشعب الإيراني لنظام الملالي

0Shares

كلما غرق نظام الملالي في مستنقع أزماته المحلية والدولية، كلما سمعنا عن القلق من  الانفجار الاجتماعي والاعتراف بكراهية الشعب لهذا النظام برمته بشكل أكثر صراحة على لسان مسؤوولي النظام وعناصره ووسائل الإعلام الحكومية. وتقريبًا ما نسمع هذه الاعترافات يوميًا من قادة النظام على مختلف المستويات في مجالات متعددة. 

 

بعد انتفاضة يناير 2018، عندما سمع قادة النظام بأذنيهم هتافات الشعب الحماسية مثل "الموت لخامنئي" و "الموت لروحاني"  و " لا للإصلاحيين ولا للأصوليين "، قالوا في أبواقهم الدعائية أن هذه الشعارات تهتف بها مجموعة ضئيلة أو أنها من صنع مجاهدي خلق.  ولكن كلما مضينا قدمًا، نسمع الاعتراف بمختلف الأساليب بالكراهية الشعبية والعزلة الاجتماعية، حتى في التلفزيون الذي يخضع لرقابة صارمة من جانب نظام الملالي، على النحو التالي:

تلفزيون نظام الملالي في، 9 أغسطس: "مقدم البرنامج: هل هذا يعني أننا يجب أن نتغاضى عن الأدلة؟ يقول البعض إن الأمر بيدي، وأنا الآن أأمر بالمعروف، وأقول هذا ويجب عليك أن ترد على ما أقوله ثم تابع تعليقات الشعب تجد أن كل شيء قد يتحول إلى السب حول هذا الموضوع "

ومن أحد مظاهر كراهية نظام الملالي الصحف الحكومية التي تعترف بأن مقدم البرنامج في تلفزيون النظام في حضور المساعد الصحفي لوزير الإرشاد: ​​" مقدم البرنامج: من المؤسف أن الصحف التي كانت تحظى بالدعم الحكومي تركز في ظل هذه الظروف دائمًا على أشياء أخرى بدلاً من التركيز على الاعتماد على جمهورها وإنتاج محتوى يتناسب مع احتياجات الشعب الحالية،  ونتج عن ذلك أن أعرض الناس عن شراء الصحف هذه الأيام". (تلفزيون نظام الملالي، 10 أغسطس)

"الثقة الشعبية" تحل محل "الرعب من الانتفاضة" في حديث عناصر وقادة الحكومة.

من بين كلام السفاح رئيسي كبير الجلادين في السلطة القضائية في نظام الملالي، الذي تصدر المشهد بعد فضح بعض زوايا الفساد المتفشي في السلطة القضائية في هذا النظام والكشف عن دور آملي لاريجاني وأحد مساعديه في هذا الفساد، قائلاً: "يجب ألا نسمح بفقدان الثقة الشعبية ورأس المال الاجتماعي".

إن الاعتراف بكراهية الشعب لألاعيب الزمرة المعروفة باسم الإصلاحيين  بهدف جلب الناس إلى صناديق الاقتراع بواسطة عناصرها يعتبر من بين الاعترافات الحتمية التي نسمعها حول الوضع المتفجر في المجتمع .

وفي مقالها هاجمت صحيفة "آرمان" من تيار الإصلاحيين الحكوميين، محمد خاتمي، رئيس الجمهورية الأسبق  للنظام ، وكتبت: "كنتم تشتكون من تجاهل كتلة الأمل وروحاني لمطالب الناخبين وعدم اكتراثهم بإنتهاك حقوق المواطنة.  لكن جزءًا يُعتد به من الأعضاء يعتبرون ملاحظاتكم ليست من باب الصدق بل هي من باب الخداع  ومحاولة مضنية ترمي إلى إعادة جذب الناس للمشاركة في الانتخابات المقبلة ".

اعترف عماد أفروغ، وهو عنصر من زمرة روحاني بكراهية الشعب لكافة الزمر الحاكمة، ويقول لمن يقولون " لا للإصلاحيين ولا للأصوليين " أحسنتم صنعًا؛ فالشعب لن يُخدع بعد اليوم. 

وحذر الخبير الحكومي المتحيز لزمرة روحاني، محمد قلي يوسفي، من ادعاء روحاني بأن الشعب يتحلى بالصبر، مشيرًا إلى المناخ المتفجر في المجتمع، قائلًا: "إن هذا الموضوع من شأنه أن يدل على وجود نار تحت الرماد ويزيد اشتعال الأزمة الاقتصادية". وأضاف هذا الخبير الحكومي مشيرًا إلى حرق حيل الحكومة الخادعة للشعب: "على الرغم من اعتماد السياسات المكيافيلية لإقناع الشعب بالمشاكل والقضايا الاقتصادية، إلا أن هذا الأمر يبدو من الوهلة  الأولى أنه  خداع للذات وليس خداع للشعب".

هذا وحذر خبير حكومي آخر، علي ديني تركماني، مشيرًا إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية المأساوية التي حلت بنظام الملالي، قائلاً: "إن النتيجة النهائية لهذا الوضع علاوة على الآلام والمعاناة الناجمة عن فقر وحرمان  بعض الطبقات مثل طبقة العمال والمعلمين والممرضين المحتجين، هي تراجع شرعية النظام الحاكم. وعلى حد تعبير أحد نواب مجلس شورى الملالي، هي تحول  الشعور بالاستياء إلى الشعور بالكراهية".

وبهذه الطريقة، ندرك وراء كل تصريحات المسؤولين  والشخصيات الحكومية صورة تكتنفها حتمية انطلاق الانتفاضة الشعبية وعجز النظام عن مواجهتها، على الرغم من غموض تصريحاتهم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة