الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوماستفحال الأزمات في رأس هرم النظام الإيراني

استفحال الأزمات في رأس هرم النظام الإيراني

0Shares

رفض خامنئي الولي الفقيه للنظام الإيراني يوم الأربعاء، 22 مايو، في خطاب أدلى به أمام جلاوزة النظام في الجامعات، الطلبات المتكررة لروحاني التي أكدها الأخير على مدى الأيام القليلة الماضية للحصول على مزيد من الصلاحيات ومراجعة الدستور، وأكد أن الدستور لا إشكال فيه و «نحن المسؤولين لدينا مشاكل».
فيما رد روحاني يوم السبت 25 مايو في كلمة أمام حشد من مديري وسائل الإعلام الحكومية على خامنئي!
وجدد روحاني مرة أخرى ما طلبه يوم الاثنين 20 مايو  بمنحه صلاحيات قيادة الحرب، على غرار الحرب الثماني سنوات وطرحه بشكل علني على طاولة الولي الفقيه مع طرح بُعبع الاستفتاء.

الرئيس الخائب في جمهورية خامنئي، وفي ردة فعل دفاعية على الصفعة التي وجهها خامنئي له بسبب إثارة مسألة الاستفتاء وطلب منح صلاحيات له، أطنب في الحديث بشأن الظروف الصعبة للغاية التي تمر بنظام ولاية الفقيه والتي وصفها بأنها مشابهة لأيام الحرب بل أسوأ منها، وطرح من جديد موضوع الاستفتاء وصلاحياته. كما اتخذ خطوة إلى الأمام وتحدث عن المحادثات بينه وبين خامنئي بشأن الاستفتاء النووي لبدء المفاوضات حول الاتفاق النووي في عام 2004.
الواقع أن النقاش والصراع الرئيسي ليس حول الصلاحيات، وإنما حول المأزق المطلق الذي يواجهه النظام في جميع المجالات بحيث أصبح مشلولًا لا يستطيع الحركة ولو خطوة واحدة. هذه هي أعذار ومبررات للتغطية على المشكلة الرئيسية وهي «عجز النظام التام وعدم وجود حل له».

روحاني يوازن كلامه بين التزلف والرد
كرّر روحاني خلال كلمته عدة مرات عبارة «الظروف» و«الظروف الصعبة للغاية»، ولإثبات كلمته قال: «إني باعتباري مسؤولا عن البلاد أقول هذا، إذا لم يكن هذا صحيحًا، فخذوني للمحاكمة!» ثم تحدث إجماليًا ولوّح إلى خامنئي وقال لوسائل الإعلام: « هذه ليست حالة الحكومة وحدها. إنكم لا تتحدثون عن قطاعات أخرى لأنكم تخافون!».
الآن، يطرح سؤال؛ بينما اتخذ روحاني، في ولايته الثانية، خط التزلف لخامنئي بشكل أساسي، بحيث أثار حفيظة أعضاء من زمرته، فلماذا دخل في تضاد يوم السبت مع خامنئي وخامنئي أدلى بعبارات من العيار الثقيل ضده؟
بالطبع، فيما يتعلق برغبة روحاني، ما زال يريد مواصلة خط التزلف تجنبًا لدخول صراع مع الولي الفقيه. لكن شدة الأزمات والضغط الناجم عنها لن يسمح له بذلك. فعلى سبيل المثال، في مجلس شورى الملالي أو في صلوات يوم الجمعة، يشنون حملات عليه وعلى حكومته، ويصفونه هو ورجال حكومته بألقاب مثل «الخائن  والجواسيس» وما إلى ذلك، ولم يتركوه وحكومته يسلمون من صفات سيئة، ويلقون كل اللوم عليه وعلى حكومته. لذلك، هذه الطاقة السياسية والاجتماعية القوية تجبره على الرد، وهذا هو السبب في أنه يتناوب بين «التزلف والرد». وقد أدى هذا الموقف إلى مشهد فظيع لتقاذف مسؤولية إدارة النظام المتأزم بين روحاني وخامنئي.

 

اهتزاز النظام وظروف المجتمع الموشك على الانفجار
بالطبع، هذا أحد مؤشرات عدم استقرار النظام. وهذا هو الدينامية الرئيسية لهذا الوضع، في أزمة السقوط والظروف المحتقنة للمجتمع الموشك على الانفجار، والتي يطلق عليها في ثقافة النظام عبارة «عدم ثقة الناس».
وهنا وجّه روحاني تهمة الخيانة للزمرة المنافسة وقال: هل تعتقدون أنكم إذا ضغطتم على هذه الحكومة وحذفتموها، ستكون حكومتكم هي البديل؟
المعركة تدور حول الغضب والاستياء المتفجر لدى المجتمع، الذي تحاول كلتا الزمرتين إنكاره قدر الإمكان، كما أن خامنئي، نفسه في خطبه، يرفض دائمًا ابتعاد الناس والشباب عن النظام، والذي يصفه بطريقة مدلسة تحت عنوان الدين والمذهب.
والحقيقة هي أن رد روحاني على خامنئي والكشف عن تدليسه يدل على إضعاف موقف خامنئي بشدة. لكن بما أنه في المعادلات داخل النظام، وبسبب فشل الاتفاق النووي، فقد تم إضعاف روحاني أكثر من خامنئي ولم تبق من حكومته سوى قشرة، فإنه مضطر لمواصلة التزلف إلي خامنئي، والجانب الغالب في خطابه هو التملق له.

 السبب في هذه الصراعات وتصعيدها ليس الانتخابات وحتى صراع السلطة بين زمر النظام. وإنما السبب الرئيسي هو الصراع بين عامة الشعب والمقاومة الإيرانية من جهة وبين النظام من جهة أخرى. الأمر الذي ينتج عنه الصراع على السلطة أو الأزمة الداخلية للنظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة