الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران..نظرة عامة علی سجل النظام الإیراني بدءاً من الفیضانات وصولاً إلی کورونا...

إيران..نظرة عامة علی سجل النظام الإیراني بدءاً من الفیضانات وصولاً إلی کورونا (2)

0Shares

في الجزء الأول من هذاالتقرير، استعرضنا السجل الأسود لنظام ولاية الفقيه في عام 2019 ضمن أربعة محاور رئیسیة هي: الفيضانات المدمّرة، انتهاء مهلة إعفاء ثماني دول من العقوبات الأمیرکیة لاستیراد النفط الإیراني دامت ستة أشهر، تشدید العقوبات، ارتفاع أسعار البنزین وانتفاضة نوفمبر.

 

أمّا في الجزء الثاني والأخیر من المقال، فسنتطرّق إلی محاور أخری هامة هي کالتالي:

5. إدراج إیران ضمن القائمة السوداء لـ "فاتف"

في أکتوبر 2019، منحت مجموعة العمل المالي الدولیة (FATF)، مهلة رابعة وأخیرة لنظام الملالي لإقرار اتفاقیة "باليرمو" لمکافحة الجریمة المنظمة العابرة للحدود منها عملیات غسیل الأموال، واتفاقیة "سي.إف.تي" (CFT) لمکافحة تمویل الإرهاب.

بعد ثلاث سنوات من قتل الوقت وقطع العدید من الوعود الکاذبة، فشل النظام الإیراني في حلّ خلافاته الداخلية والتوصّل إلى قرار بالإجماع لإقرار الاتفاقیتین والانضمام إلی مجموعة العمل المالي.

وکان مجلس الشوری للنظام، قد أقرّ مشروع الاتفاقیتین بعد تقدیمها من قبل الحکومة، لکنه عاد واحتکم إلی مجمع تشخیص مصلحة النظام بشأن الخلاف الدائر حول الاتفاقیتین، وبقی المشروع مدة مدیدة في الأرشیف دون أن یبدي المجمع رأیه النهائي حول المسألة، إلی أن نفّذّت "فاتف" تحذیرها الأخیر وأدرجت نظام الملالي علی قائمتها السوداء بعد أن منحته المهلة الرابعة علی التوالي.

 

6. الأعمال الإرهابية في العراق وتحطّم طائرة الرکاب الأوكرانية في سماء طهران

 

الأعمال الإرهابية التي قام بها نظام الملالي في العراق بواسطته میلیشیاته بالوكالة ضد الولايات المتحدة ومحاولة استیلائه علی السفارة الأمریکیة في يناير 2019، لم تبق دون ردّ أمریکي.

في أعقاب هذه الأحداث، استهدفت الولايات المتحدة الحرسي المجرم قاسم سليماني قائد قوة القدس الإرهابیة، وشریکه أبو مهدي المهندس في غارة جویة وأردتهما قتیلین، مما أخلّ بتوازن خامنئي وعرقل مخططاته الإجرامیة في المنطقة.

 

تصعید الصراع بین طهران وواشنطن، هیّأ الأجواء لنشوب حرب واسعة النطاق بین الطرفین ساحتها العراق. لكن نظام الملالي والذي يعاني من أزمة اقتصادية وسياسية حادة، اکتفی بإطلاق عشوائي لبعض الصواریخ المهترئة علی قواعد أمریکیة في العراق باتفاق مسبق، مدّعیاً أنه قد نفّذ "الانتقام العظیم" الذي توّعد به للأخذ بثأر "سلیماني" الجزّار.

وهکذا انتهى عرض العضلات الفارغ دون وقوع أیة إصابات في الجانب الأمریکي.

وبعد إسقاط الطائرة المدنیة الأوكرانية بصواریخ الدفاعات الجویة للحرس والتستّر علی حقیقة الأمر لمدة ثلاثة أیام، وضع نظام ولایة الفقیه نفسه في مأزق حرج أثار الرأي العام مرة أخری، وأشعل فتیل انتفاضة جدیدة قادها الطلاب الجامعیون الذین هتفوا بشعارات «الموت لخامنئي»، «كل هذه السنوات من الجريمة، الموت لولایة الفقیه» و«الحرسي یرتکب الجرائم والقائد (خامنئي) یبرّر».

 

7. ارتفاع سعر الصرف

 

تأثّر سعر صرف العملات الأجنبية باستمرار بسبب تقلب قیمة العملة الإیرانية جراء الموجات السياسية والاقتصادية المتتالية علی البلاد، حیث وصل سعر صرف الدولار إلى أكثر من 15 ألف تومان إیراني على الرغم من محاولات البنك المركزي العدیدة للحفاظ على حاجز 12 ألف تومان للدولار الواحد.

على سبيل المثال، مع ارتفاع سعر الصرف في ديسمبر 2019، تمکّن البنك المركزي الإیراني من خفض سعر الصرف من خلال تحديد قائمة من الشروط والأحكام للمعاملات وتقیید الشراء. ولكن بعد إعادة إدراج النظام علی القائمة السوداء لـ FTAF، عاد سعر صرف الدولار إلى  15 ألف و750 تومان.

 

8. توازن اقتصاد النظام في العام الماضي

 

شهدت التطوّرات الاقتصادية الإيرانية في نهاية 2019 وبدایة 2020 تدهوراً بالغاً خرج عن نطاق السیطرة أو التعدیل بواسطة الإحصائيات والأرقام المزوّرة.

فقد انخفض النمو الاقتصادي إلی تحت الصفر مظهراً نمو سلبي بحوالي 7 في المائة، وهو أدنی مستوی یتمّ تسجیله في الآونة الأخیرة بناءً علی اعتراف المصادر الداخلیة للنظام والمؤسسات الدولیة المستقلة.

 

هذا النمو السلبي هو بمثابة صفعة قویة لخامنئي الذي تشدّق بالازدهار الاقتصادي في مستهلّ عام 2019 قائلاً: «يجب أن نزيد إنتاجنا خلال هذا العام».

تلخّص صحيفة "اقتصاد" الحکومیة في 18 مارس 2020 الوضع الاقتصادي المتأزّم في إيران  خلال عام 2019 علی النحو التالي:

«بطبيعة الحال، من خلال نشر إحصائیات مفصلة، يمكننا تحليل تطوّرات المؤشرات الاقتصادية لعام 2019 بدقة أکبر. ومع ذلك، تظهر البيانات الأولية لمركز الإحصاء الإيراني أنّ النمو الاقتصادي لتسعة أشهر من عام 2019 كان سلبياً بنسبة 7.6، والنمو الاقتصادي غیر النفطي أیضاً کان سلبياً وقريباً من الصفر».

 

9. مسرحیة الانتخابات التشریعیة

 

باعتراف العدید من وسائل إعلام النظام وعملائه، قد فشل خامنئي فشلاً ذریعاً في العرض الانتخابي الهزلي الذي فضّله علی صحة الشعب وسلامته.

الإعلان الرسمي عن نسبة مشارکة بلغت 42 في المائة فقط من قبل نظام لطالما أعلن عن أرقام تفوق 60 في المائة، يشير إلى مقاطعة شعبیة غير مسبوقة للعملیة الانتخابیة المثیرة للإشمئزاز.

وبغض النظر عن أنّ الإحصائیة المعلنة من قبل النظام مزیّفة بحد ذاتها، إلا أنّ خامنئي قد أکّد الكراهية الاجتماعية الواسعة إزاء نظام ولایة الفقیه الفاسد باعترافه بعدم مشارکة ما یقارب 60 في المائة من الإیرانیین في الانتخابات التشریعیة معلنین عن رفضهم القاطع للنظام.

 

10. انهیار الصادرات جراء فیروس کورونا وعزل إیران

 

مع تفشّي فیروس کورونا في الصین، انتهز نظام الملالي الفرصة سیاسیاً محاولاً التقرّب من الصین وتوطید العلاقة معها للحصول علی دعمها السیاسي باعتبارها قوة عالمیة عظمی داخل المعادلات الاقتصادیة والسیاسیة العالمیة. وقد أفرط النظام في الأمر إلی درجة أنه تحوّل إلی بؤرة تفشّي کورونا إقلیمیاً وعالمیاً بعد نشره الفیروس القاتل إلی عدة دول حول العالم.

لكن الجريمة الأكبر التي ارتكبها النظام الإیراني في هذا الصدد، تمثّلت في تستّره على دخول الفیروس إلی إیران منذ أوائل ینایر وحتی منتصف فبرایر 2020 بغیة إحیاء ذکری 11 فبرایر 1979 وإجراء مسرحیة الانتخابات التشریعیة.

نتيجةً لاتباع النظام لسیاسة التعتیم والإخفاء، انتشر الفیروس في إیران کالنار في الهشیم مسبباً بكارثية إنسانیة مرّوعة. ولا یزال الوباء یتمدّد بشکل یومي وبسرعة فائقة حاصداً الآلاف من الأرواح.

ولم تنته تبعات دخول كورونا إلى إیران عند هذا الحد، بل أثّرت على صادرات البلاد بشکل واسع أیضاً.

عقب انتشار الفیروس في إیران، أغلقت الدول المجاورة منذ الأيام الأولى حدودها مع البلدة الجارة الموبوءة بالفیروس. نتيجة لذلك، توقفت صادرات الملالي النزرة إلى البلدان المجاورة منها العراق وتركيا وأفغانستان.

جدیر بالذکر أنّ العراق کان یستورد 650 ملیون دولار وتركيا 400 ملیون دولار شهرياً من إيران. في الواقع 40 في المائة من الصادرات و25 في المائة من الواردات الإیرانیة کانت تتم مع الدول المجاورة.

بالإضافة إلی ذلك، تسبب التفشّي الکارثي لفیروس كورونا في إیران، إلی أضرار اقتصادية فادحة لمختلف الأعمال والشركات منها المطاعم، الخدمات الذاتية، الحانات والنوادي والمقاهي، شركات الطيران وعروض السفر، الفنادق، المراكز الثقافية والترفيهية مثل دور السينما والمسارح.

باختصار تمّ إدراج نظام الملالي في القائمة السوداء لغسیل الأموال وتمویل الإرهاب، وتمّ تضییق الخناق علی موارده المالية بشکل متزاید، فتراجعت صادراته النفطیة إلى أدنى المستویات، وواجه الملالي عجزاً في المیزانیة یعادل 50 في المائة، وبالتالي انحسرت الأصوات الخرقاء المطالبة بما يسمى بالاقتصاد "المقاوم".

 

11. موازنة تم التصويت عليها بتدخل خامنئي

في أعقاب تفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة عدة آلاف من الإيرانيين حتى الآن، أصبحت مناقشة الميزانية؛ فضيحة سياسية لحكومة روحاني في البرلمان، وحتى أنصار روحاني لم يصوتوا لصالحها. تدخل خامنئي وأصدر قرارًا حكوميًا لتهدئة الأزمة ولتجاوز هذه الميزانية الفقاعية وليلتف على مجلس الشورى و إرسال مشروع قانون الميزانية إلى مجلس صيانة الدستور. في نهاية المطاف ، عادت الميزانية مرة أخرى إلى مجلس صيانة الدستور ثم اعيدت إلى لجنة التنسيق والمواءمة لمجلس الشورى.

اعترض عدد من النواب على تدخل خامنئي في الأمر، الذي كان في حد ذاته بدعة جديدة وحتى بناء على قرارات قانونية خاصة كان أمرًا غير شرعي، ولكن الحقيقة هي أن تدخل خامنئي في الميزانية ، قبل كل شيء، يشير إلى إن الوضع السياسي والاقتصادي للنظام خارج عن السيطرة.

 
عام 1398 (2019)  في نظرة

ومع ذلك، في العام الماضي، لم يكن للشعب سوى الفقر والبؤس  الذي جلبه نظام ولاية الفقيه. لكن من ناحية أخرى، أظهر الشعب الإيراني بانتفاضته في نوفمبر في المدن المنتفضة وتقديم 1500 من شبابه أن الانتفاضة مستمرة وأن خامنئي ونظامه لا يستطيعان احتواء هذه القدرة المتفجرة. أدرك نظام الملالي أن هناك أشخاصًا وشبابًا يقاتلون وينتفضون ولا يتخلص منهم. فتحت استراتيجية معال الانتفاضة طريقها وأثبتت صلاحيتها ميدانيًا.

نعم ، لقد عزم أبطال معاقل الانتفاضة على حرق قصر المتاجرين بالدين في نار غضبهم ومطالبتهم بالعدالة ، وبناء إيران حرة ومزدهرة على أنقاضها. إن العام المبارك الجديد مع ربيعه يبشر بالنصر.
 

ولخصت السيدة مريم رجوي ، الرئيسة المنتخبة للمقاومة في رسالتها النوروزية، السنة الماضية في بضع جمل:
"
في العام الماضي لم يمر أسبوع إلا وكان خامنئي ونظامه يواجهان أزمات قاتلة.
في انتفاضتي نوفمبر ويناير، واجه النظام حصارًا من حالة الاستياء الشديد. ثم أقدم خامنئي على إجراء انتخابات مزوّرة. لكن هذه المسرحية تحولت إلى أكثر حالات الفشل في المهازل السياسية للنظام. كما أن هلاك السفاح قاسم سليماني قد جعل النظام يفقد صوابه.

 

انتفاضة الشعبين العراقي واللبناني، قد زعزعت أركان الملالي في عمقهم الاستراتيجي. تم إدراج قوات الحرس على قائمة الإرهاب الأمريكية. وتم فرض عقوبات على البتروكيمياويات وهي من أهم الموارد المالية لتمويل مكتب خامنئي.

 

وخلّف قيام قوات الحرس بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بالصواريخ وقتل ركابها الأبرياء، فضيحة نكراء للملالي. كما تم وضع النظام في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي وتم غلق متنفس الملالي أكثر. وتراجع تصدير النفط إلى أقل حد ممكن.

 

وبات الملالي يواجهون نقصًا في الموازنة بنسبة 50 بالمائة وانهارت مزاعم مثيرة للسخرية بـ«الاقتصاد المقاوم».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة