الثلاثاء, أبريل 16, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالخوف من انتفاضة الشعبين العراقي واللبناني في مواقف المسؤولين والإعلام الإيراني

الخوف من انتفاضة الشعبين العراقي واللبناني في مواقف المسؤولين والإعلام الإيراني

0Shares

هناك شيء واحد مشترك بين انتفاضة الشعبين العراقي واللبناني، وبشكل أدق يمكننا أن نقول أنه التضامن المشترك، المتمثل في الانتفاضة ضد النظام الإيراني  وعناصره في هذين البلدين. وهما البلدان اللذان ادعى هذا النظام أنهما  يمثلان العمق الاستراتيجي له.  حيث قال خامنئي : إذا لم نتواجد بقوة في هذه الدول، فسنضطر إلى محاربة العدو في شوارع كرمانشاه وهمدان وأصفهان وطهران غدًا. والآن تهتز الأرض في هذه البلدان تحت أقدام نظام الملالي وعناصره. فعلى سبيل المثال نجد الشعب في العراق يسحق عناصر النظام ومظاهره، ونجد الشعب في لبنان يهتف ويقول " الموت لنصر الله والموت لحزب الله". ويتمثل رد فعل نظام الملالي تجاه هذه الانتفاضات في العواء المخيف وتكرار نفس الهراء الذي قاله تجاه انتفاضة الشعب الإيراني في شهر يناير 2017.

 

وفي أول رد فعل له على انتفاضة الشعب العراقي، حاول نظام الملالي أن يقلل من شأنها ويظهرها على أنها من صنع الأجانب. وتحقيقا لهذه الغاية، زج هذا النظام ببعض عناصر حرسه إلى الميدان بحجة أنهم خبراء، بينما كان المنتفضين الغاضبين يحرقون مراكز العناصر والأحزاب المنتمية لنظام الملالي في مختلف المحافظات. 

 

مقدم البرنامج في تلفزيون نظام الملالي في 25 أكتوبر 2019: "إن الاحتجاجات والتجمعات اليوم في العراق لا تضاهي بالاضطرابات التي حدثت الأسبوع الماضي، فعلى الرغم من دعوة جميع التيارات المعارضة للحكومة والنشطاء المناهضين للأمن الوطني، بما في ذلك التيارات البعثية الأمريكية إلا أن الحد الأقصي للمشاركين لم يتجاوز  أكثر من عدة آلاف شخص في بغداد، إضافة إلى أنهم نظموا تجمعات سلمية.  كما أنه في لبنان فشلت جهود  بعض الأحزاب المحلية والسفارات الأجنبية ولاسيما السفارة الأمريكية في ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية. 

 

النظام الإيراني يبدي مخاوفه من انتفاضة الشعب العراقي.. خطر يهدد كيان النظام

 

ويقول الحرسي هادي محمدي: لقد حاولوا ركوب موجة الاحتجاجات التي نظمها الناس في مختلف المجالات والمطالب الملحة للغاية التي طالبوا بها في هذه البلدان . واتخذت التطورات في العراق ولبنان شكلاً جديدًا من أشكال الفتنة التي تبثها القوى الاستعمارية مثل أمريكا وحلفائها على المستوى الإقليمي. وهذا يعني حتى الآن أنهم إذا كانوا عن طريق القوات المنتمية لهم قد استخدموا تيارًا مبيدًا للبشرية مثل تيار داعش وما شابه، إلا أنهم حاولوا هذه المرة استخدام قوات المشاة المتخصصة في الإبادة من داخل الطاقات الشيعية أو المقاومة أو المناطق الشيعية، وهذه المرحلة تعتبر مرحلة جديدة".

 

ومن جانبها كشفت صحيفة "كيهان" في 26 أكتوبر النقاب عن رعب نظام الملالي مشيرة إلى الانتفاضة العراقية المفككة، وكتبت: " إن التطورات في العراق ولبنان والاحتجاجات في الشوارع في هذين البلدين اتخذت شكل الفتنة وتحولت إلى احتجاجات مفككة".

 

كما كتبت صحيفة "جوان" التابعة لقوات الحرس: "إن بعض المصادر الإخبارية تتحدث عن توجيه المظاهرات ودفعها نحو الاضطرابات". وأشارت هذه الصحيفة  إلى  حالة من حالات من غضب الشعب العراقي تجاه عناصر نظام الملالي، وكتبت:  "بعض العناصر أحرقوا  مقرات تيار الحكمة الوطني العراقي ومقرات ميليشيا عصائب أهل الحق في محافظة" المثنى ".

 

مظاهرات العراق .. العراقيون يمزقون صور خامنئي ویهتفون ضد قاسم سلیمانی

 

كما اعترفت صحيفة "مردم سالارى" الحكومية بأن الشعب العراقي يرى أن نظام الملالي هو الذي قتل المتظاهرين، وكتبت: " إن قتل أكثر من 150شخصًا أثناء المظاهرات وإصابة الآلاف أثناء المظاهرات العراقية جاء نتيجة لإطلاق النار من قبل القناصة التابعين لنظام الملالي، وحملوا إيران المسؤولية عن كل ما حدث". 

لكن الواقع  الأكثر وضوحًا وأوسع نطاقًا  من أن يتمكن نظام الملالي بهذا  الهراء أن يطمئن نفسه وعناصره في الداخل والخارج هو ارتفاع صرخات الرعب من جميع منابره. بما في ذلك ما حدث في صلوات يوم الجمعة في 26 أكتوبر.

 

ففي صلاة الجمعة بمدينة قم، قال الملا أعرافي: "يجب على الناس أن يعوا أن الأعداء المتضررين من جبهة الثورة وخطاب الثورة الإسلامية والمقاومة يحاولون إيذاء دول المواجهة في المقاومة ومحور المقاومة، لذا يجب أن يكون الشعب يقظًا وذكيًا. وقد عشنا هذه القصة أثناء فتنة عام 2009 ورأينا أيادي الأجانب ومؤامرات وفتن الأمريكيين والإسرائيليين وعملائهم والسعوديين والمنافقين في العديد من هذه الأحداث، ويجب على الشعب أن يدرك ذلك".

 

وفي صلاة الجمعة في خرم آباد أيضًا، عبر وكيل خامنئي صراحة عن رعبه من اجتياح المنطقة، قائلًا: "انظروا ماذا يفعل أعداؤنا؟ فدائمًا ما يحاول أعداؤنا بث اليأس في الداخل ، وفي الخارج توجد جبهة المقاومة الإسلامية في بعض الدول الآن؛ فأنظروا ماذا يفعل الاستكبار العالمي، أمريكا وعناصرها والدول العربية الرجعية في الدول الموجودة فيها المقاومة الإسلامية مثل لبنان والعراق، والناس لديهم سلسلة من المطالب المشروعة، ولديهم مشاكل اقتصادية، حيث ينتشر الفساد والبطالة، فانظروا ماذا يفعل الاستكبار. فالاستكبار  يركب الموجة من أي نافذة، وينتهز الظروف ويريد أن يقضي على جبهة المقاومة الإسلامية التي تحمل إيران رايتها . وأنظروا ماذا يفعل العدو داخل بلادنا أيضًا". 

 

قتلة المتظاهرين .. من هم الذين شكلوا "خلية القمع " للتصدي للاحتجاجات السلمية فی العراق

 

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام وسلطات نظام الملالي لم ينشروا  أي خبر عن إشعال النار في صور خامنئي الفاسق، ورفع شعارات "الموت لقاسم سليماني" و "نظام الملالي بره بره"، إلا أن ردود أفعالهم المذعورة تشهد على أن عناصر نظام الملالي شموا رائحة الإطاحة والاجتياح داخل وخارج إيران على يد الشعب المنتفض بشكل غير مسبوق.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة