الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران..الأكاذيب المتعلقة بمعالجة الوضع عند العجز الشديد

إيران..الأكاذيب المتعلقة بمعالجة الوضع عند العجز الشديد

0Shares

شارك الملا روحاني يوم السبت الموافق 21 مارس 2020  في اجتماع مكافحة وباء كورونا، وحاول مرة أخرى بسرد الأكاذيب أن يوحي بأن الوضع المتدهور أمر بسيط ولا خوف منه. حيث قال:  إذا توقف الناس عن السفر لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 15 يومًا، فإن الوضع سيتغير بحلول 1 أبريل 2020.

 

هذا وجعل روحاني نفسه في موقف حرج وعرض نفسه للسخرية من الجميع نظرًا لأنه كان قد قال في وقت سابق إن الأمور ستكون على ما يرام يوم السبت، ولذلك حاول هذه المرة أن يقول الشيء نفسه بمزيد من الحذر وألا يورط نفسه.

 

ثم سعى روحاني إلى تبرير عدم قدرة النظام على الحجر الصحي بالإشارة إلى أن «مؤامرة أعداء الثورة تنطوي على توقف الأعمال والنشاط الاقتصادي في إيران».

ولذلك، تظاهر بأن الحجر الصحي يعني وقف النشاط الاقتصادي وأن هذا ما ينشده المعارضون للنظام القروسطي.

وهكذا، يتضح أن نظام الملالي هو النظام الوحيد  من بين جميع الدول والحكومات في العالم – التي استخدمت الحجر الصحي باعتباره الطريقة الأكثر فاعلية لمكافحة تفشي فيروس كورونا – الذي يولي رعاية كبيرة بالنشاط الاقتصادي واقتصاده المزدهر.  

 

 وفي حقيقية الأمر، لا يرجع رفض نظام الملالي للحجر الصحي إلى أن هذا النظام يفتقر إلى الإمكانيات المادية، ولكن كما أشارت السيدة مريم رجوي مرة أخرى في رسالتها الأخيرة، فإن "جزء من رؤوس أموال الشعب الإيراني المسروقة التي تكدست في التكتلات الاحتكارية لقوات حرس نظام الملالي أو المؤسسات التابعة لخامنئي تكفي لتغطية النفقات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا ودفع رواتب العمال والممرضات والمعلمين والموظفين.

 

وفي هذه الحالة، فإن أصحاب المعاشات ليسوا مضطرين للعمل لتوفير الضروريات اليومية ".

 

 التصريحات المتناقضة الجبرية التي لا نهاية لها

كان رئيس جمهورية نظام الملالي قد ادعى في خطابه السابق أن 20 في المائة من طاقة المستشفيات في كيلان خالية، لكنه اعترف ضمنيًا هذه المرة بازدحام المستشفيات وطالب المواطنين بعدم الذهاب إلى المستشفيات إلا في الحالات الملحة للغاية.

 

كما تحدث روحاني عن ضرورة وأولوية  توفير  الأقنعة ومعدات مكافحة الفيروس للشرطة والقوات القمعية المنتشرة في الشوارع، وهذا يعتبر إشارة صريحة إلى أن نظام الملالي لا يولي اهتمامًا بمكافحة فيروس كورونا، بل بالمحافظة على قواته القمعية.

 

 لكن ما يؤكد على سرد النظام أكاذيبه بمعالجة الوضع بشأن كارثة كورونا هو منع انتشار الحقائق وحظر المعلومات التي نشرتها الشبكة الافتراضية الآن على نطاق واسع، ولم تسمح  لهذا النظام العبثي بنشر أكاذيبه والتستر على الحقائق.

 

  كما أن الملا حسن روحاني هدد في هذا الصدد بمعاقبة المتجاوزين في الفضاء الإلكتروني، إلا أن هذه التهديدات ليست سوى نباح عن بعد.

 

إذ إن حجم الكارثة خطير جدًا لدرجة أن نظام الملالي ليس قادرًا على التستر بهذا التمهيد السخيف فحسب، بل يبدو أنه يتعمد تسريب الإحصاءات الشبه حقيقية بشكل غير رسمي متبعًا سياسية التقليل من خطورة الوضع، والإعلان عن الإحصاءات الرسمية بالتقطير لكي يهيء الرأي العام تدريجيًا لقبول الواقع المخيف.

 

فعلى سبيل المثال، قال رئيس جامعة الأهواز للعلوم الطبية إن كل 15 ساعة يتوفى شخصٌ في خوزستان مصابًا بفيروس كورونا.

 

ويقول : نظرًا لأن عدد سكان خوزستان يبلغ 5 ملايين نسمة، فإن عدد الوفيات سيتراوح ما بين 50 إلى 70 ألف شخص إذا أُصيب 70 في المائة من السكان بالفيروس على اعتبار أن الفيروس يقتل 3,5 في المائة من المصابين.

 

ولكن إذا قدرنا الوضع بناءً على الإحصاء الذي قدمه الشخص المذكور، فإن عدد الوفيات سيتجاوز 120 ألف شخص، على الرغم من أن صراع خوزستان مع فيروس كورونا أقل من غيرها من المحافظات في البلاد.

 

كما ذكر موقع "خبر فوري" الحكومي في 20 مارس 2020  أن شخصًا واحدًا يتوفى مصابًا بفيروس كورونا كل دقيقة.  وبناءًا على هذا التقدير، فإن عدد الوفيات اليومي يبلغ 1440 فردًا. ويأتي هذا الحدث في ظل ظروف يُقال فيها أن الموجة الجديدة من وباء كورونا قادمة. 

 

 الاستجداء بشكل مخجل لرفع العقوبات

ومن ناحية أخرى وجه روحاني رسالة استجداء للشعب الأمريكي يطالب فيها بحث الحكومة وممثليهم في الكونجرس على رفع العقوبات وتوفير الإمكانيات لعلاج المصابين بفيروس كورونا في إيران. ويشير روحاني في هذه الرسالة إلى أن تحجيم الوضع العلاجي في إيران سيؤثر على العالم بأكمله.

 

ولاشك في أن الجميع يعلم أن توجيه رسالة إلى شعب آخر، في عالم السياسة، لتغيير سياسة حكومة هذا الشعب، إجراء لا معنى له أو أنه من باب الدعاية على أكثر تقدير، كما أن المخاطب الرئيسي في هذا الاستجداء هو الرئيس الأمريكي والحكومة الأمريكية بشكل يدعو للخجل. وفي الحقيقة، رد ترامب على الفور، قائلًا: " ليس من شأن وباء كورونا أن ينقذكم من العقوبات". 

 

وبالإضافة إلى ذلك،  أعلن بومبيو رسميًا في مؤتمر صحفي قبل 10 أيام على انتهاء مهلة الإعفاءات من العقوبات المفروضة على نظام الملالي، أن أمريكا لن تمدد الإعفاءات.     

 

ومن ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكي في رسالته بمناسبة عيد النوروز  في عبارة ذات مغزى: " لقد أكد الشعب الإيراني أنه يريد زعماء يمثلونه، لا زعماء يعملون من أجل مصلحة نظامهم الفاسد".

 

 والجدير بالذكر أن رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي خاطبت المجتمع الدولي في وقت سابق، قائلةً: "يجب على مجلس الأمن والدول الأعضاء إدانة نظام الملالي بسبب التستر على الحقائق المتعلقة بتفشي فيروس كورونا وتعريض حياة الشعب الإيراني والدول الأخرى للخطر.

كما طالبت بالإسراع في اتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ حياة السجناء ولاسيما السجناء السياسيين للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية كبرى.

 

 وقد حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي رسميًا بنضال الشعب الإيراني للإطاحة بهذا النظام الفاشي ويدعم رغبته في إرساء جمهورية حرة وديمقراطية قائمة على الاقتراع العام والمساواة بين الرجل والمرأة  وفصل الدين عن السياسة وإيجاد إيران غير نووية ". ( رسالة مريم رجوي في اجتماع مجلس الشيوخ الأمريكي، 12 مارس 2020)

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة