الإثنين, مارس 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران..وعود روحاني الجوفاء في مواجهة سيول مطالب الشعب؛ الجارفة

إيران..وعود روحاني الجوفاء في مواجهة سيول مطالب الشعب؛ الجارفة

0Shares

خلال الأشهر الماضية، ادعى المعمم حسن روحاني في مختلف المناسبات أنه سيشتري لقاح كورونا من الخارج وتوفيره لأبناء الوطن، ولتبرير سياسة حكومته المتعمدة في الإحجام عن شراء اللقاح المعتمد من البلدان الأوروبية وأمريكا تذرَّع بقضية العقوبات وتجميد أموال نظام الملالي في الخارج.

ولكن اتضح بعد فترة أن عدم شراء اللقاح لا علاقة له بالعقوبات ولا بتكاليف النقل ومشاكله، ولا يتعلق بالاعتبارات السياسية والاقتصادية للحكومة، بل هو نهجٌ واستراتيجيةٌ محددةٌ انبثق من مقر خامنئي، وهو خطوة تبناها امتدادًا لنفس الاتجاه نحو التضحية بسلامة أبناء الوطن بهدف الحفاظ على النظام الفاشي. نظرًا لأنه بعد الحملة المليونية في هاشتاغ "اشتروا اللقاح#" التي أجبرت روحاني ووزير الصحة في حكومته على التراجع؛ اضطر خامنئي إلى تصدر المشهد في 8 يناير 2021، وقال صراحةً في مواجهة مطالب الشعب: " ممنوع دخول اللقاح الأمريكي والبريطاني في البلاد". 

والآن، لجأ المعمم روحاني إلى الوعد الواهي الذي لا أساس له من الصحة "الربيع والصيف" فلربما تحدُث انفراجة في نظامه الفاشي من هذه المجموعة إلى تلك خلال الأشهر القليلة المقبلة.

 ومن الواضح أنه يكذب، ويعرف أفضل من أي شخص أن اللقاح الذي سيتم إنتاجه محليًا على افتراض أنه سيكون جاهزًا خلال الأشهر الـ 6 المقبلة لن يكون له أي قيمة ولن يثق به أحد مالم تعتمده منظمة الصحة العالمية. وفي الوقت نفسه، الموجة الرابعة من وباء كورونا على وشك التلاطم.

وفيما يتعلق بتصاعد تفشي المرض وموجته الجديدة، قال حريرجي، مساعد وزير الصحة: " توقع الدكتور نمكي أننا سنواجه موجة في شهري فبراير ومارس قد تكون لا قدر الله مقلقة ومدمرة للغاية في ضوء الموسم وأوضاع العيد والأحداث المقبلة واحتياجات المواطنين، والوضع الاقتصادي الراهن وعوامل مختلفة أخرى".(قناة "شبكه خبر"، 13 يناير 2021).

وقوبلت تصريحات خامنئي المتعلقة بحظر استيراد اللقاحات من أمريكا وأوروبا برد فعل واسع النطاق في إيران وحول العالم، وانهال عليه الكثير من الناس بالإهانات واللعنات على شبكات التواصل الاجتماعي.

وفضلًا عن ردود فعل الناس، هناك بطبيعة الحال بعض العناصر في نظام الحكم لم يقبلوا أي تبرير وعذر للعمل الإجرامي الذي تبناه خامنئي واعترفوا خوفًا من ردود الفعل الاجتماعية بأن الإحجام عن شراء اللقاح وعدم تطعيم أبناء الوطن سيؤدي إلى تعرضهم لأزمة طاحنة.

وفي هذا الصدد، كتب محمدرضا ظفرقندي، رئيس منظمة ، في تغريدته: "إن الإسراع في توفير اللقاح المناسب والعلمي لأبناء الوطن، ولاسيما الفئات غير المحصنة أمر مكفول وبديهي. وأي تأخير سيؤدي إلى المزيد من ارتفاع عدد الإصابات الوفيات ووصول المرض إلى ذروته مرة أخرى، وفي حالة حدوث ذلك لابد من الاستجواب. فالتضليل والجدل والجعجعة من جانب واحد لن يمنع أبناء الوطن والوسط الطبي من المطالبة بهذا الحق".

والتضليل والجدل والجعجعة الذي يشير إليهم هذا الخبير الحكومي هو نفس التضليل الذي بدأه خامنئي شخصيًا، قائلًا إنه لا يثق في اللقاحات المعتمدة عالميًا. وردد رفاقه الملالي نفس التصريح.

إن التصريحات المتناقضة التي أطلقها المعمم روحاني وحكومته، ومن بينها تأييد سعيد نمكي لتصريح خامنئي المتعلق بحظر اللقاح، هي محاولات للمضي قدمًا في سياسة تكبيد أبناء الوطن خسائر بشرية فادحة بوباء كورونا. وهي سياسة تهدف إلى بناء سد لإعاقة اندلاع الانتفاضة، مما أثار حفيظة أبناء الوطن واستيائهم الشديد، وأضطرت بعض العناصر ووسائل الإعلام الحكومية إلى الاعتراف بذلك. 

إن الغضب والاستياء الاجتماعي بسبب أداء نظام الحكم الفاشي في مكافحة وباء كورونا وحظر خامنئي لشراء اللقاح؛ تراكمي وواسع النطاق لدرجة أن صحيفة "ابتكار" كتبت في 19 يناير 2021: "نتيجة لتكرار الأداء في كل مرة عندما تقع أحداث مماثلة،  تُستدعى ذكريات الماضي غير البعيد، ويفرضون عبئًا مضاعفًا على الجمهور. وهذا الاتجاه يخنق المجتمع ببطء ويخرطه في الكراهية الشديدة لنظام الحكم. كراهيةٌ لا يمكن على الإطلاق توقع عواقبها المدمرة. غير أنه لا شك في أن هذه الكراهية المتراكمة سوف تنفجر يومًا لا محالة وربما تصبح سيولًا جارفًا. 

نعم، لا شك في أن السيول الجارفة سيأكل الأخضر واليابس ويقلب عاليها واطيها. طوفانٌ من الغضب والكراهية العامة سيقضي على أساس نظام ولاية الفقيه ويطهر أرض إيران من تلوث الملالي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة