الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران..نعش الاتفاق النووي على مفترق طرق

إيران..نعش الاتفاق النووي على مفترق طرق

0Shares

روحاني يتسول إعادة الاتفاق النووي

بتنصيب الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، بدأ روحاني يتسول الاتفاق النووي مستخدمًا عبارة "إن الكرة اليوم في ملعب واشنطن " , وأضاف :"إذا أوفوا بالتزاماتهم، فسوف نوفي بالتزاماتنا. لقد مات ترامب ونجا الاتفاق النووي. إن الاتفاق النووي على قيد الحياة اليوم وأفضل حالًا من الأمس". (وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 20 يناير 2021). 

 

وتهكمت صحف الزمرة المهيمنة على ادعاء حسن روحاني بأن الاتفاق النووي على قيد الحياة، وأشارت إلى أن الحقائق القائمة أكثر صعوبة مما تعتقد حكومة الملالي أن بإمكانها العودة إلى الاتفاق النووي السابق دون دفع التكاليف الاستراتيجية؛ لمجرد الاعتماد على تغيير رئيس الجمهورية في أمريكا.

 

 التعبير عن الإحباط وخيبة الأمل من تصريحات أنتوني بلينكن

كتبت صحيفة "رسالت" في 21 يناير 2021: 

"قال أنتوني بلينكين، مرشح جو بايدن لمنصب وزير الخارجية الأمريكية، يوم الثلاثاء إن واشنطن مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي إذا أوفت إيران بالتزاماتها التي نص عليها هذا الاتفاق. ولكنه أدلى بتصريح آخر في هذا الصدد يشكك في جوهر ادعائه، … إلخ. 

وأكد مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية الأمريكية على أن العودة للاتفاق النووي مرهونة بوفاء إيران بالتزاماتها ليكون مجرد بداية لإبرام اتفاق نووي أكثر إحكامًا وديمومةً.

 

 التهديد بآلية الضغط على الزناد

إن هذه الصحيفة اعتبرت العودة المزعومة لأمريكا إلى الاتفاق النووي مرادفة لتفعيل أمريكا لآلية الضغط على الزناد، وكتبت : " النقطة المهمة هي أن بايدن صرح في آخر مقابلة له مع صحيفة "نيويورك تايمز" الحكومية بأن خيار استئناف تنفيذ جميع العقوبات على إيران سيكون على مائدة المفاوضات حال عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي. ويقصد بايدن من ذلك الإشارة إلى قدرة أمريكا على اللجوء إلى آلية الضعط على الزناد وقتما تشاء وتحتت أي ذريعة".

 

بعض التخمينات

بإلقاء نظرة على المواقف الأخرى للصحف الحكومية نتوصل إلى التخمينات التالية: 

– على عكس تسرع حسن روحاني ووزير خارجيته، لا ينبغي أن نتوقع إقبال أمريكا على الخوض في قضية الاتفاق النووي بهذه السرعة وأن يكون رفع العقوبات من أولوياتها.

– الشغل الشاغل لأمريكا هو الحيلولة دون اقتناء نظام الملالي للسلاح النووي.

– الاتفاق النووي الأول قد مات وعظامه فاسدة. وأي نوع من العودة إلى الاتفاق النووي تهدف إلى جر نظام الملالي إلى عقد اتفاقات نووية ترمي إلى كبح جماح برنامجه المتعلق بالصواريخ وتدخلاته الإقليمية.

– حتى إن العودة الرمزية لأمريكا للاتفاق النووي من الممكن أن ثمثل تهديدًا مرة أخرى بالانعطاف فجأة نحو تفعيل آلية الضغط على الزناد ضد نظام الملالي.

– وترى صحيفة "شرق" في 21 يناير 2021 أن سياسة بايدن تجاه إيران "معقدة ومتعددة الطبقات ومرحلية" وكتبت: "لا ينبغي لنا أن نتوقع إجراءات هامة من جانب بايدن".

– كما تتوقع صحيفة "كيهان شريعتمداري" في 21 يناير 2021 أن سياسة فرض العقوبات الأمريكية ستستمر:

" ما يفهم من تصريحات بلينكن هو استمرار السلوك العدائي على الرغم من إيران. والجدير بالذكر أن قانون كاتسا الأمريكي لفرض العقوبات كان قد بدأ في عهد إدارة أوباما. كما أن عقوبات قوانين سيسادا وآيسا وفيزا هي مخلفات من إدأرة أوباما أيضًا. وفي الواقع تعتبر هذه العقوبات في مجملها بمثابة إعلان حرب على إيران وأن الإجراءات العدائية الأمريكية ستستمر".

– حتى أن صحيفة "وطن إمروز" كتبت في 21 يناير 2021: "إن إدارة جو بايدن تسعى إلى تحقيق نفس الهدف الذي كانت تسعى إليه إدارة ترامب في إطار الاتفاق النووي، أي التوصل إلى اتفاق أكثر شمولية بحيث يغطي جميع مكونات القوة الإيرانية ويزيل الغموض عن القيود النووية الواسعة النطاق لبلادنا".

 

 أيام صعبة لنظام ولاية الفقيه

إن هذا الأمر لا يقتصر على وسائل إعلام الزمرة المهيمية فحسب. فقد سلطت صحيفة "آرمان" في 21 يناير 2021، الضوء على مواقف حشمت الله فلاحت بيشة. حيث أن هذا العضو السابق في مجلس شورى الملالي قد حذر، قائلًا: "إذا لم يُدرج بايدن العودة إلى الاتفاق النووي في قائمة جدول أعماله، فإن هذا يعني أن عناصر الشغب وبث الفوضى ستنشط مرة أخرى إلى حد ما".

إن هذه المجموعة من الصور التي تنطوي على مواقف وتحليلات مختلف الزمر في النظام المنتمي لولاية الفقيه، تشير إلى أن نظام الملالي سيواجه أيامًا صعبة. أيامٌ يجب عليه فيها أن يمشي على الشوك حافي القدمين. وفي نهاية المطاف لن يجد أمامه سوى خيارين، وهما: إما أن يستمر في التهديد والترويع بالسلاح النووي وقبول الإجماع العالمي وتفعيل آلية الزناد في نهاية المطاف، أو يستسلم للتفاوض على قدرته الصاروخية والإرهاب والسقوط في نفق من التنازلات المتتالية. وفي كل من الحالتين، سيواجه في نهاية النفق انتفاضة الشعب الإيراني الشاملة والإطاحة الحتمية بنظامه الفاشي برمته.

والحقيقة المؤكدة هي أن سياسة الاسترضاء ستظل حاملة نعش الاتفاق النووي الأول، ولا أمل على الإطلاق في إحيائه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة