الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران .. نظام الملالي المنكوب بالأزمات في حاجة ماسة إلى ارتكاب جريمة...

إيران .. نظام الملالي المنكوب بالأزمات في حاجة ماسة إلى ارتكاب جريمة الإعدام

0Shares

أدى تفاقم الأزمات المتزامن ووصولها إلى ذروتها بدءًا من تفشي وباء كورونا حتى الانهيار الاقتصادي وتصاعد الصراع بين العقارب، والرعب من اندلاع الانتفاضة إلى ارتجاف نظام الملالي بشكل غير مسبوق. واستوجبت مواجهة هذا الوضع أن يبذل الملالي جهودًا مضينة والدخول في صراعات شديدة.

فنظام الملالي يكثف هجماته ودعايته ضد مجاهدي خلق من ناحية، ويزيد من الضغوط على عائلاتهم والسجناء السابقين من أعضائهم.

ومن ناحية أخرى بدأ موجة جديدة من عمليات إعدام السجناء العاديين. وفي هذا الصدد، بادر في خطوة غير مسبوقة بإعدام شخص كان مسجونًا منذ عام بتهمة تناول المشروبات الكحولية فقط، حيث لم يتمكن هذا النظام الفاشي من اتهامه بأي جريمة أخرى.

وتشير ملاحظات محامي الضحية إلى أن النظام اللاإنساني كان في عجلة من أمره لإعدامه، مما يعني أنه في أمس الحاجة إلى تنفيذ الإعدام في أسرع وقت.

جريمة معادية للإسلام ومناهضة للإنسانية بكل ما في الكلمة من معنى

إن الإعدام بتهمة تناول المشروبات الكحولية ينطوي على تباين واضح وضوح الشمس مع الأحكام الفقهية والشرعية التي يرجم بها الملالي المجرمين أبناء الوطن.

وكما قال زعيم المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في رسالة بهذه المناسبة: "إن الإعدام بتهمة تناول المشروبات الكحولية يتنافى مع الإسلام والقرآن والإنسانية. وهذه البربرية الداعشية خاصة بولاية الفقيه. إذ لم يصرح أي من الأنبياء والأئمة وقادة الإسلام الثوري وخطاب التشيع المنحاز إلى مصالح الجماهير هذا الحكم على الإطلاق في أي مكان أو زمان. 

وقد انعكس هذا الإعدام الإجرامي الداعشي خارج حدود إيران أيضًا وأثار استياء وغضب الكثيرين وأثار حفيظتهم. فعلى سبيل المثال، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا جاء فيه:

" لقد كشف مسؤولو نظام الملالي مرة أخرى عن الطبيعة اللاإنسانية لمنظومتهم القضائية من خلال تنفيذ حكم الإعدام على رجل لمجرد تناوله المشروبات الكحولية. وهذا الرجل هو آخر ضحايا الإعدام في سجن وكيل آباد".

والجدير بالذكر أن موقف منظمة العفو الدولية تسبب في خزي أولئك الذين عبروا في الأيام الأخيرة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن أسفهم من هلاك المجرم قاسم سليماني.

والآن يرى العالم بأسره إلى أي مدى يعتبر نظام الملالي حيوان متفرس بطبعه، حيث نهب مليارات الدولارات من ممتلكات الفقراء الإيرانيين، بيد أنه يقطع أيادي من انتهكوا القانون لإطعام أنفسهم وأطفالهم أو يحكم عليهم بالسجن  لسنوات عديدة. كما أنه يحكم على مواطن بالإعدام لمجرد تناول المشروبات الكحولية. 

كما أن تنفيذ حكم الإعدام في مشهد ليس من فراغ؛ فمشهد هي المدينة التي بدأت منها شرارة انتفاضة 2018 . لذا يخشي نظام الملالي من اشتعال نيران الانتفاضة مرة أخرى، حيث أنه يدرك جيدًا أنها لن تنطفئ وتترصد الوقت المناسب لتشتعل.

كما يحذر وكلاء وعملاء نظام الملالي كل يوم من أن هناك انتفاضة أكثر عمقًا وضراوة من انتفاضتي يناير 2018 ونوفمبر 2019 مترصدة في الكمين انتظارًا للإنطلاق كالطوفان في الوقت المناسب. وليس أمام الولي الفقيه أي وسيلة لمواجهتها سوى تكثيف القمع والترهيب. 

إن الإعدام بتهمة تناول المشروبات الكحولية هو كلمة السر للمطحونين والتمهيد لإعدام المعتقلين أثناء انتفاضة نوفمبر 2019 أيضًا، فنظام الملالي الفاشي أصدر الحكم بالإعدام في حق ثلاثة من الشباب الثوار الذين شاركوا في انتفاضة نوفمبر، بيد أنه لم يجرؤ حتى الآن على تنفيذ هذا الحكم الظالم، لأن إعدام الثوار من شأنه أن يكون الشرارة التي يخشى منها النظام الفاشي إلى حد بعيد. 

المفارقة وإخفاق نظام الملالي

وهكذا فإن نظام الملالي متورط في مأزق مستعصي الحل، فهو من ناحية في حاجة ماسة إلى تنفيذ الإعدام وتكثيف القمع الاجتماعي وترويع أبناء الوطن في ظل ضعفه الشديد وعجزه عن مواجهة المناخ المتفجر في المجتمع.

بيد أن الإعدام أو الاعتقال بذريعة الحجاب والسفور وما شابه ذلك من شأنه أن يكون الشرارة التي تدفع بالمجتمع إلى نقطة انفجار لا رجعة فيها.

وكان خامنئي يتطلع إلى بناء سد لنفسه من تل جثث ضحايا كرونا ضد موجات الانتفاضة بتبني استراتيجية الخسائر البشرية الفادحة من خلال الزج بأبناء الوطن في حقول ألغام كورونا.

وأن يخلق بيئة أمنية لنفسه من خلال افتراس المنكوبين والحزانى، إلا أن هذه الاستراتيجية الشيطانية المناهضة للبشرية فاشلة كما توقع قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي، وبشهادة نمكي، وزير الصحة والعلاج في نظام الملالي.  

وينطوي فشل الاستراتيجية بطبيعة الحال على عواقب استراتيجية فتاكه. وهذه هي نفس الحقيقة التي حذر منها نمكي استنادًا إلى تقرير الأصدقاء في الأمن، حيث قال: " إن الناس يتجهون نحو الانتفاضة بسبب الفقر والعوز".

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل بإمكان نظام الملالي أن يحول دون اندلاع الانتفاضة من خلال التمادي في ارتكاب مثل هذه الجرائم والإعدامات؟ من المؤكد لا، حيث أن تجربة انهيار جميع الديكتاتوريات والأنظمة المعادية لشعوبها على مر التاريخ ترد على هذا السؤال بـ "لا".

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة