الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران .. نظام الملالي أمام أوضاع لايمکن إصلاحها

إيران .. نظام الملالي أمام أوضاع لايمکن إصلاحها

0Shares

إلقاء نظرة على الاوضاع القائمة في إيران والتمعن فيها مليا، فإن المرء يجد نفسه أمام أجواء کئيبة ومکفهرة وشعب يکاد أن ينفجر غضبا، ونظام مذعور يستنفر کافة أجهزته القمعية، الفقر والجوع والحرمان في سائر أرجاء البلاد، التقارير تتوالى وهي تنقل أنباءا عن تدهور الاوضاع في مختلف النواحي وأخرى تتحدث عن کون أکثرية الشعب يعيشيون تحت خط الفقر کما إعترف أکثر من مسٶول في النظام بذلك وکان آخرهم نائب رئيس النظام حيث أقر قبل أيام بأن 40% يعيشون تحت خط الفقر مع ملاحظة إن هذا الرقم هو رقم غير صحيح وإن الرقم الحقيقي أکبر من ذلك بکثير، هکذا هي الاوضاع الجارية اليوم في إيران في ظل حکم نظام الفاشية الدينية، وکل التقديرات تؤکد من إنها سائرة ومن دون أدنى شك نحو الاسوء والاسوء.

 

في ظل حکم نظام ولاية الفقيه الذي يزعم من إنه نظام نموذجي يصلح لکل زمان ومکان ومناصر للفقراء والمحرومين، فإنه وبعد مرور أربعة عقود على تأسيسه، فإن مختلف الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية وبإعتراف قادة ومسؤولي النظام أنفسهم بالغة السوء وإن المراقبين السياسيين يشددون على إن النظام يواجه أزمة خانقة لم يسبق أن واجه مثيل لها منذ تأسيسه، ووجه الخطورة التي يواجهها في هذه الازمة، يکمن في الانتفاضة الجماهيرية التي إندلعت بوجهه منذ 28، ديسمبر/کانون الاول2017،  والتي ترکت آثار وتداعيات قوية جدا على الواقع الايراني من مختلف الجوانب بحيث مهدت وبصورة واضحة جدا لإنتفاضة 15نوفمبر/تشرين الثاني2019، وإنتفاضة 11 يناير/کانون الثاني2020، حيث کان من أهم معالم هذه الانتفاضات الثلاثة إن الشعب ومنظمة مجاهدي خلق کانا يقفان في جبهة وخندق واحد ضد النظام، وإن ماقد أفرزته هذه الانتفاضات من تنظيمات سياسية ثورية نظير معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة وشباب الانتفاضة، بينت بأن نظام الملالي قد أصبح في مواجهة أوضاع وواقع لايمکنه أبدا من التصدي لها وإصلاحها.

دخول النظام الايراني والبلاد في أزمة خانقة على کافة الاصعدة، أکبر شهادة عملية تؤکد فشل وإخفاق النظام وعدم نجاحه في إدارة البلاد بعد أکثر من 40 عاما من الحکم، ولئن کان هذا النظام يستطيع في الاعوام الماضية التغطية والتستر على الکثير من عيوبه ونواقصه، فإنه لايتمکن من ذلك لأن الاوضاع تخطت الحدود المألوفة وصارت في منطقة الخطر، ويبدو واضحا من إن ماکانت منظمة مجاهدي خلق تؤکد عليه من أمور ومعلومات مختلفة عن داخل إيران خلال الاعوام السابقة، کانت کلها صحيحة خصوصا عندما يشير معظم قادة النظام الى إن الذي قاد بالاوضاع الى هنا هو تجاهل الاوضاع السلبية خلال الاعوام السابقة وعدم التصدي لها بروح الحرص والمسؤولية، تماما کما کانت منظمة مجاهدي خلق تقول.

کل شئ في إيران، في سائر أرجاء إيران يشير الى إن الاوضاع تسير بإتجاه تحديد نهاية النظام، وإن الداخل الذي صار معبئا ومهيئا بصورة کاملة من أجل مواجهة النظام وإسقاطه، فإننا نجد إن أوضاع النظام خارجيا هي الاخرى بالغة السوء ولايجد النظام من ثغرة أو مجال لکي يناور ويلعب عليه، وخلاصة الکلام النظام محاصر من کل جانب بأسباب وظروف وعوامل لاخلاص منها أبدا إلا بالانهيار والسقوط.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة