الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران .. مواجهة لابد من أن يحسمه الشعب ومجاهدي خلق

إيران .. مواجهة لابد من أن يحسمه الشعب ومجاهدي خلق

0Shares

بعد مرور أکثر من 40 عاما من المواجهة الضروس والحامية بين النظام الإيراني  الاستبدادي وبين منظمة مجاهدي خلق، وبعد أن کان هذا النظام يأمل بأن يتمکن مع مرور الزمان من القضاء على المنظمة وإنهاء دورها أو تحجيمه على الاقل، لکن يبدو إن الذي يحصل على أرض الواقع على العکس من ذلك تماما، إذ أن الصراع الجاري بين الطرفين حاليا هو على أشده وهو نتاج تراکمي لعملية الصراع المستمرة التي نجحت المنظمة وبکل جدارة في إدارة دفة الصراع وتمکنها من الوقوف بکل قوة وإباء وشموخ بوجه النظام وإثبات حقيقة إنها ليست مجرد تنظيم سياسي إعتيادي کسائر التنظيمات المعارضة الاخرى، بل هي ند وبديل قائم کما أثبتت ذلك عمليا طوال ال40 عاما المنصرمة.

 

المحاولات المستميتة التي بذلها نظام الفاشية الدينية في طهران من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق MEK وإقصائها، إنما کانت بسبب من شعبيتها وجذورها المترسخة في داخل مختلف شرائح الشعب الايراني، ويجب هنا أن لاننسى بأن النظام قد بذل جهودا جبارة من أجل دق أسفين بين الشعب الايراني وبين منظمة مجاهدي خلق وخلق هوة بينهما حتى يضمن تقليل التأثيرات السياسية ـ الفکرية للمنظمة على الشعب وينجو بسبب ذلك من إحتمالات الانتفاضة أو الثورة ضده، ولکن فات هذا النظام إن المنظمة ومنذ تأسيسها في عام 1965، حرصت أشد الحرص على ضمان إستمرار العلاقة والربطة الجدلية المترسخة القائمة بينها وبين الشعب والسعي الى ترسيخه وتقويته أکثر فأکثر من خلال الاخلاص والتفاني من أجل طموحات وأماني وتطلعات الشعب والسعي لتحقيقها بکل السبل الممکنة.

 

مرور العامل الزمني الذي کان النظام دائما يراهن عليه ويواظب على إستخدامه وتوظيفه کعامل لخدمة بقائه وإستمرار حکمه البغيض، إنقلب عليه وبالا مع منظمة مجاهدي خلق MEK التي يبدو واضحا جدا إنها قد إنتبهت الى هذا الامر ولذلك فإنها وعلى عکس النظام تماما سعت لجعل العامل الزمني ومن خلال مواصلة النضال ضده وتوسيع دائرة الصراع وفتح جبهات إضافية ضده، عاملا لغير صالحه وهذا ماقد أثبتته فعليا ولاسيما خلال إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017 وإنتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني2019، حيث جاءتا لتٶکدان بأن 40 عاما من الظلم والجور والحرمان قد جعل الشعب لايطيق هذا النظام ولايمکن أن يتحمله والامر المميز والذي يلفت النظر أکثر من غيره هي إن المنظمة قد حققت نجاحا منقطع النظير في کسب وتوعية الاجيال الشابة الجديدة وجعلها على دراية کاملة بالمحتوى والمعدن الاجرامي لهذا النظام، إذ إن النظام کان يتصور بأن الاجيال السابقة هي من کانت تراهن على مجاهدي خلق وتٶمن بها وإن مرور الزمن سيتيح له أن تنتهي هذه الاجيال أو يتضاءل ويضعف دورها فتضمن بذلك الخلاص منها، غير إن الذي حصل هو إن المنظمة قد قامت بکسب الاجيال الشابة وجعلها تٶمن بنفس الروحية والزخم المعنوي الذي کانت الاجيال السابقة تٶمن به، وإن الهجمات التي قام بها شباب الانتفاضة على القواعد العسکرية وعلى المراکز والاوکار الامنية ولدينية للنظام قد کانت بمثابة تأکيد قطعي للنظام بأن رهانه على الزمن قد فشل فشلا ذريعا وإن إنتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني 2019، هي بداية النهاية للنظام لکونها تٶسس لمواجهة لابد للشعب ولمنظمة مجاهدي خلق MEK من أن ينجحا بحسمها ورمي النظام في مزبلة التأريخ.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة