الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران ..كارثة كورونا ومحاولة احتواء الوضع المتفجر

إيران ..كارثة كورونا ومحاولة احتواء الوضع المتفجر

0Shares

لا يزال وباء كورونا ينتشر ويودي بحياة المواطنين في جميع أنحاء البلاد. وباتباع نظام الملالي سياسة التقطير في الإبلاغ عن إحصاء المصابين والوفيات أعلن يوم الأحد الموافق 15 فبراير عن وفاة 100 شخص آخر منذ يوم محافظًا على معدل الزيادة بنسبة 20 في المائة، وأوصل عدد الوفيات إلى 724 شخصًا.

 

 الزيادة الكبيرة في معدل الوفيات

 

أعلنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الاثنين أن عدد الوفيات يصل إلى 4900 شخص في 182 مدينة إيرانية مما يعني أن هناك زيادة في عدد الوفيات مقارنة بالأمس، بما يعني حدوث طفرة في الوفيات.

ولا تزال بيانات المسؤولين في المحافظات والأطباء والمتخصصين القائمين على العمل تعكس الجوانب المروعة للواقع، على الرغم من سياسة التستر التي يتبعها نظام الملالي.

فعلى سبيل المثال، يقول المساعد العلاجي بجامعة أصفهان للعلوم الطبية أن نتيجة الاختبارات التي أجريت على الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس تشير إلى إصابة 50 في المائة في المتوسط. 

وأعلن الدكتور ملك زاده، أحد الأطباء المتخصصين في تلفزة نظام الملالي أن نسبة المصابين تصل إلى 70 في المائة، مضيفًا أن الاختبارات الجديدة لم تكشف عن 30 بالمائة من المصابين بفيروس كورونا.

 

 الحكم العرفي وخلق حالة أمنية وحربية

 

حضر حسن روحاني اليوم في اجتماع لجنة مكافحة وباء كورونا، وبمداهنة أيّد كل من خامنئي وقوات حرس نظام الملالي وجهاز الشرطة في إنشاء مقر عسكري بعنوان "المقر الصحي والعلاجي".

وكشفت تصريحات الحرسي باقري في أول اجتماع للمقر المذكور عن الطبيعة القمعية لهذا المقر بشكل غير مسبوق.

حيث قال باقري: " إن لجنتنا الأمنية إلى جانب وزارة الداخلية والمحافظين المحترمين سوف تقوم كإجراء روتيني بعزل المتاجر والشوارع والطرق وغيرها، وسوف يتم تدبير  هذا الأمر خلال الـ 24 ساعة القادمة، إن شاء الله".  

وتماشيًا مع انتشار فيروس كورونا، أصبحت معركة الشعب الإيراني ضد كورونا ولاية الفقيه أكثر وضوحًا.

إذ أعرب تلفزيون نظام الملالي في 13 فبراير عن مخاوفه من الكشف عن الحقائق المتعلقة بفيروس كورونا واعتبر مجاهدي خلق هم مصدر الكشف عن الفضائح وهدفهم هو «خلق مناخ من الاستياء العام بين المواطنين وتشويه صورة المسؤولين وأدائهم».

وفي هذا الحوار اعتبر حريرجي – مثرثرًا بكلام غير مفهوم – أن مصدر الأخبار المتعلقة بتفشي وباء كورونا في البلاد موجود في ألبانيا.

 

 الخوف من الحراك الشعبي والانتفاضة

 

إن نظام الملالي  قلق على وجه التحديد من عيد "جهار شنبه سوري" ليلة الثلاثاء الأخير في السنة الإيرانية.

وفي هذا الصدد، تم الإعلان عن حالة الطوارئ، ووزعت وزارة الداخلية تعميمًا إداريًا  كلفت فيه المسؤولين في البلدية بتقليم أفرع وأوراق الشجر وجمعها من المعابر والحدائق لمنع المواطنين من استخدامها للحرق في هذا العيد.

وهذه الخطوة أمر غير مسبوق خلال السنوات الماضية حتى الآن.

ويذكر أنه استجابة لدعوة قيادة مجاهدي خلق داخل البلاد، في 9 مارس للمواطنين بالتجمع بمناسبة عيد ليلة الثلاثاء الأخير، أطل علينا الحرسي العقيد على محمد رجبي، أحد قادة قوات الشرطة القمعية المعروفه باسم " فتا " ليحث المواطنين على عدم الاستجابة لدعوات التجمع بأي شكل من الأشكال".  

 

تصاعد صراع الأجنحة  

 

من المؤكد أن نظام الملالي سيمُنى بهزيمة نكراء في المعركة المصيرية ضد الشعب والمقاومة الإيرانية. هزيمةٌ تحمل في طياتها الإطاحة بهذا النظام القروسطي وإبادته تمامًا من على وجه الأرض.

وهذا التنبؤ ليس مجرد شعار وطموح، إذ إنه قائم على قوانين لا مجال للطعن فيها  وحقائق لا يمكن إنكارها.

فمن ناحية، نجد الغضب الناري العاصف لأمة فقدت الآلاف المؤلفة من أبنائها لمجرد جشع الملالي ونهمهم في السلطة والنهب.

ومن ناحية  أخرى نجد الهيئة الحاكمة تعاني من الانقسام العميق والضعف، وانهيار الأجنحة الحاكمة المرتجفة من غضب الشعب الحزين وزئيره، ومحاولة كل زمرة إلقاء اللوم على الزمرة الأخرى وتحميلها المسؤولية عن هذه الكارثة الضخمة التي حلت بالوطن؛ كل ذلك بسبب إعصار الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة.

هذا وتعتمد عناصر ووسائل إعلام زمرة خامنئي في اتهامها لحكومة روحاني غالبًا على اللامبالاة، فيما تعتمد الزمرة المتحيزة لروحاني في اتهامها لزمرة خامنئي غالبًا على تستر قوات حرس نظام الملالي. 

وفي هجومه على زمرة خامنئي ووسائل إعلامها التي تتساءل أين روحاني من هذه المشاكل الضخمة، قال ربيعي، المتحدث باسم حكومة روحاني: إن زمرة خامنئي تريد أن تستغل كل شيء حتى وباء كورونا للتمسك بالسلطة". 

 وكتبت صحيفة "اقتصاد سرآمد" على لسان بهرام بارسائي، عضو مجلس شورى الملالي، من زمرة الإصلاحيين، قوله : "إن شركة الطيران هي المتهم الأول في دخول فيروس كورونا وتفشيه في البلاد، وغير ذلك.

ولو كانت قد تمت السيطرة على مداخل البلاد بشكل صحيح وتوقفت الرحلات الجوية للصين لما تحملنا كل هذه النفقات الباهظة".

 والآن لجأ خامنئي من شدة الإحباط والعجز  إلى آخر سلاح له، أي فرض الحكم العرفي، وهي خطوة يائسة تذكرنا بما لجأ إليه الشاه في آخر شهور حكمه ولم تسفر سوى عن التعجيل بالإطاحه به. 

 وتوضح رسالة قائد المقاومة الإيرانية، مسعود رجوي الحقيقة المؤكدة المتمثلة في أن "الملالي مثل الشاه، يريدون التصدي لغضب الشعب وانتفاضته بفرض حكم عرفي، ولكن لا جدوى من ذلك. 

وخلاصة القول، إن أبناء الشعب الإيراني الشرفاء الأبطال لن يستسلموا لكورونا ولاية الفقيه، ولن يقبلوا الخضوع ويقفوا مكتوفي الأيدي. لذا انصبوا الكمائن في كل حي وحارة لعملاء وعناصر العدو".  

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة