الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران .. قمة الفضیحة في سياق التکتّم ..ما سبب طرد أطباء بلا...

إيران .. قمة الفضیحة في سياق التکتّم ..ما سبب طرد أطباء بلا حدود؟

0Shares

في سياق ممارسة التعتیم والتکتّم الإجرامي في حق الشعب الإیراني، قام نظام الملالي بطرد فريق "أطباء بلا حدود" جاء من فرنسا إلی إیران لمساعدة مصابي فیروس کورونا.

وقد أفادت وسائل إعلام النظام في وقت سابق عن قدوم الوفد الطبي إلی إیران بناء علی دعوة تقدّم بها النظام الإیراني إلی منظمة "أطباء بلا حدود" طالباً منها المساعدة فیما یخصّ مکافحة الفیروس، وبعد توافق الطرفین قدم الفريق إلى إيران وأقام مستشفی ميدانياً بسعة 48 سریراً في أصفهان بمعداته الخاصة لمعالجة مرضی کورونا.

لكن يوم الثلاثاء الموافق 24 مارس، تراجع مسؤولو نظام الملالي عن طلبهم بشکل مفاجئ، وأوقفوا أنشطة الفريق  وطلبوا منه مغادرة البلاد والعودة إلى فرنسا.

الأمر الذي أثار استغراب المنظمة الإنسانیة التي وصفت قرار النظام بالمفاجئ وعلّقت علی القرار قائلةً: «سنتصرّف وفقاً له، مع أننا لم نفهمه»! حسب ما جاء علی لسان رئیس برنامج الطوارئ في المنظمة "میشال اولیفییه لاشاریته".

بطبيعة الحال، لا یمکن لـ "أطباء بلا حدود" أو أي شخص آخر غير مدرك لطبيعة هذا النظام الإجرامي وعلاقته العدائية بالشعب الإيراني أن یفهم سبب هذا القرار المفاجئ.

فالمنطق السلیم یملي علی المرء أنّ الحكومات أیاً کانت سترحب بالمساعدات الإنسانیة وهي تواجه مثل هذه الأبعاد الکارثیة لتفشّي مرض فتاك.

لكن نظام ولایة الفقیه مستثنی من هذه القاعدة العامة؛ لأن أرواح الناس وسلامتهم لا تعدّ أولوية بالنسبة لنظام یکرّس کل جهوده في سبیل التکتّم علی دوره الإجرامي في نقل الفيروس إلی إیران ونشره في جمیع أنحاء البلاد، ثم التستّر علی الوضع الإنساني الکارثي جراء تفشّي الفیروس وموت مئات الأشخاص الأبریاء یومیاً في کافة أرجاء البلاد دون تقدیم أية مساعدات طبیة لهم، والعمل المستمیت علی إخفاء هذا الواقع المروّع.

یعارض نظام ولایة الفقیه المناهض للإنسانیة تواجد أي مراقب أجنبي علی الأراضي الإیرانیة مما قد یؤدي إلی خرق جدار الحظر والرقابة المحیط بإیران بأکملها، وبالتالي یمکّن شعوب العالم من رؤیة جانب من الظلم والقمع اللذین یمارسهما النظام المجرم ضد الشعب الإیراني المضطهد.

 

التبریرات السخیفة والمفضوحة

 

لجأ مسؤولو النظام وأجهزته الدعائية إلى مجموعة من التبريرات السخیفة فیما یخصّ طرد فريق أطباء بلا حدود.

في هذا الصدد وعبر بیان، حذّرت إحدی مؤسسات الباسیج تُدعی «منظمة أصفهان للتعئبة الإعلامية» حسب ما تسمیها وکالة أنباء قوات الحرس، من تواجد وفد أطباء بلا حدود في إیران قائلةَ:

«یجب أن تمتثل المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الشعب الإيراني بأي شکل من الأشکال، لجميع البروتوكولات الطبية والأمنية، کما یجب ألا تعرض هذه المساعدات الإنسانیة القادمة من البلدان الأخری، الأمن النفسي والعقلي للمجتمع إلی الخطر».

المقصود أنّ السلطات الإیرانیة لا تقبل المساعدات الإنسانية الأجنبية إلا في حال خضوعها للبروتوكولات الأمنية أو "الاعتبارات الأمنية" للنظام الإیراني.

أمّا بالنسبة لعدم تعرّض «الأمن النفسي والعقلي للمجتمع إلی الخطر» فالمعنى واضح أیضاً. وهو أنّ في حال اطّلع المراقبون الأجانب علی الوضع الراهن في إيران وأبلغوا عنه في تقاریرهم، فإنّ أصدائه من شأنها أن تثير المجتمع الإيراني الغاضب وعلی أهبة الانفجار، وتحرّکه ضد الطغمة الحاكمة وهو ما لا یحبّذه النظام.

حتی اتهام أطباء بلا حدود بالتجسّس، یعزز المعنی الذي ذکرناه. لأنّ أي نشر لحقائق الواقع الإيراني وما یشهده من نضال محتدم بين الشعب الإيراني والطغمة الحاكمة، يطلق عليه صفة «التجسّس» بناءً علی المعجم اللغوي للنظام الفاشي الحاکم في إیران.

فضلاً عن أنّ الجهاز الدعائي التابع للنظام یروّج باستمرار لأخبار حول تحدید واعتقال  «ناشري الشائعات» و«مثیري الرأي العام» في الفضاء الإلکتروني.

وفي إطار قضیة طرد الفريق الطبي، وصف الحرسي "حسین شریعتمداري" رئیس تحریر صحیفة "کیهان" الناطقة باسم خامنئي، في مقابلة له مع وکالة أنباء "فارس" المرتبطة بالحرس الإیراني، قرار طرد أطباء بلا حدود بأنه "دلیل علی الحکمة" مشیراً إلی ضرورة «توخّي الحذر والحیطة».

وقال "شریعتمداري" «إن منظمة أطباء بلا حدود مقرها باریس لذا لا یمکن الوثوق بها لأنّ جمیع الجماعات المعادیة لإیران لها قاعدة في فرنسا»، في إشارة إلی منظمة مجاهدي خلق.

وبرّر بعض مسؤولي النظام طرد أطباء بلا حدود من البلاد، بالقول إنّ مساعداتهم ضئیلة وغیر ضروریة، وإنّ مستشفیات البلاد تضمّ أكثر من 10 آلاف سرير شاغر.

ومن الواضح أن هذه الأكاذيب الشنيعة والمتناقضة، تتعارض مع الواقع المریر الذي يعیشه الشعب الإيراني حالیاً.

کما أنها تتعارض في ما بینها کاشفةً عن زیف ما یصرّح به مسؤولو النظام أنفسهم، بمن فیهم روحاني الذي أعرب عن قلقه إزاء أزمة کورونا خلال جلسة للمرکز الوطني لمواجهة کورونا صباح یوم الثلاثاء (24 مارس) علی الرغم من إدعاءاته الکاذبة حول انخفاض أعداد المصابین بالفیروس في البلاد قائلاً:

«إذا فجأة ارتفعت ذروة المرض في فترة زمنية قصيرة لا قدّر الله، فإنّ إمکانیات رعايتنا الصحية لن تکون كافية».

بالإضافة إلى ذلك، بات العالم بأسره مدرك لحقیقة الواقع الإيراني إلی حد ما بفضل مساعي منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية المستمرة لفضح حقیقة النظام والکشف عن جرائمه البشعة.

وفي السیاق نفسه، ذکرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية طلب النظام الإیراني غرضاً من صندوق النقد الدولي لمکافحة فیروس کورونا وكتب معلّقة علی طرد فريق أطباء بلاحدود:

«كيف تقول الجمهورية الإسلامية "نعم" للدعم المالي وتقول "لا" لمساعدات أطباء بلا حدود؟».

 

في النتیجة، فإنّ طرد أطباء بلا حدود «يثبت إصرار الملالي على استمرار تکتّمهم الإجرامي خاصة بشأن إحصائیات وفیات کورونا، ویؤکد حقيقة أنّ المشكلة الرئيسية في إيران هي وجود ديكتاتورية فاسدة لا یهمها شیء سوی الحفاظ علی سلطتها.

 

أرواح الناس لا قيمة لها عند هذه الدیکتاتوریة، هي تستقبل فقط المساعدات التي تصل إلیها دون أي إشراف لتکون في خدمة الحرس وقادة النظام» علی حد تعبیر السيدة مريم رجوي الرئیسة المنتخبة من قبل المقاومة الإیرانیة.

نعم، نظام الملالي المتمعّن في الإجرام یتقبّل جمیع الفضائح الدولية دون إحساس بالخجل، لكنه يحاول بشتی الطرق وبأي ثمن کان إخفاء آثار جرمه، تماماً مثل ما فعل بشأن إسقاط طائرة الرکاب الأوكرانية بصواریخ الدفاعات الجویة للحرس، عندما تحمّل جميع الفضائح لکنه رفض تزويد السلطات الدولیة المعنیة بالصندوق الأسود للطائرة باعتباره  الدليل القاطع علی جریمته.

 

ما الذي ینبغي فعله إزاء هذا النظام المجرم؟

 

یجب علی أنصار المقاومة الإیرانیة وأعضاء معاقل الانتفاضة، تزوید منظمة مجاهدي خلق بالحقائق والأدلة الدقیقة المتعلّقة بكارثة کورونا علی مستوی مدنهم وقراهم وأحیائهم في أسرع وقت ممكن، کإجراء ضروري یجب اتخاذه إزاء هذا النظام المخادع والمعادي للإنسانیة والذي يکذب علی مرأی ومسمع من العالم، ويقلب الحقائق ویزوّرها دون أن یقیم وزناً لأرواح الآلاف من الأبرياء.

کما أنه ینبغي العمل وفقاً لما قاله قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي: «ارفعوا صوت الاحتجاج في کل الشوارع والأزقة. إيران صرخة متأججة. دعوا العالم يرى ويسمع. لیرى ویسمع أنّ الشعب الايراني لا يريد كورونا ولا یرید الملالي».

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة