الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران .. خامنئي؛ والانتخابات والتضحية بعناصر بيادق السلطة

إيران .. خامنئي؛ والانتخابات والتضحية بعناصر بيادق السلطة

0Shares

بعد شهرين من انتفاضة يناير 2019، تفاقمت الأزمات المستعصية الحل أكثر من ذي قبل مثل الخراجات القذرة  المنبثقة من جسم النظام الظلامي الحاكم في إيران.  أزمات ليست مستعصية الحل ولا مخرج منها انطلاقًا من الطبيعة الرجعية للنظام فحسب، بل إنه سقط في مستنقع هذه الأزمات بشكل مقنن على المنحدر الحاد.

 

وتمثل قائمة انتخابات مجلس شورى النظام الإيراني أحد هذه الأزمات التي سلطت الضوء على أبعاد جديدة للصراع على السلطة بين زمر نظام الملالي.

ويجب أن ندرك أن السبب في تضخيم هذه الأزمة يكمن في تصاعد الانتفاضات الشعبية المتتالية التي تركز على الهدف الرئيسي بأدق شكل ممكن دون أي هفوة. وانتفاضة الطلاب إلى جانب مختلف طبقات المجتمع في 11 يناير 2020، دليل واضح على هذه الحقيقة. 

 

 الاتجاه نحو الانكماش

 

إن نتيجة أداء مجلس صيانة الدستور تتجسد في استئصال عدد كبير من الزمر المنافسة.  وخامنئي الذي يعرف أكثر من أي شخص آخر أن أي توتر في المجتمع من شأنه أن يتحول إلى انفجار.  ومع ذلك لا خيار له سوى دفع التكلفة الباهظة لتوحيد سلطته بالإصرار على رفض صلاحية العناصر النخالة في النظام.     

وحسبما قال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، عباسعلي كدخدائي، فإن هيئات الرقابة رفضت  صلاحية 90 شخصا من النواب الحاليين واستبعدتهم بسبب التورط في قضايا مالية. وفي مناورة للهروب إلى الأمام ادعى، قائلًا : "نحن لا ننظر إلى الفصيل ومجموعة الأفراد ولا ننظر إلى الإصلاحيين أو الأصوليين، بل إننا نهتم بما يحتويه  الملف من مستندات". وأضاف: " حتى الآن لدينا أكثر من 17 فرد يتنافسون على كل مقعد في المجلس".  (وكالة "جمهوري إسلامي" الحكومية للأنباء، 15 يناير 2020)

ولا يفوتنا أن نشير إلى أنه عندما يكون هناك 90 فردا من الأعضاء الحاليين في مجلس نظام الملالي الذين قد كان مجلس صيانة الدستور هذا قد وافق على صلاحيتهم، متهمون في قضايا فساد مالي وما زالوا حتى الآن على رأس العمل في المجلس ؛ يمكننا أن ندرك من قمة الجليد هذه، حجم الفساد والنهب الذي حل بالبلاد في ظل نظام الملالي.  

 

 الوطن للجميع

 

روحاني، رئيس نظام الملالي، الذي لم يتبق له مخرج في ظل حصار الأزمات المتزايدة، ومن بينها تحطم الطائرة المدنية وبدء آلية الضغط على الزناد وقضية الاتفاق النووي والانتفاضات الشعبية، جاء ليعترض على استعراض مجلس صيانة الدستور للعضلات بشأن رفض الصلاحيات. وقال في اجتماع مجلس الوزراء: "لا تقولوا للشعب بأن 17 فردًا يتنافسون على كل مقعد في المجلس، فهناك 170 فرد و 1700 فرد غير مرشحين، فالألف  و 700 فرد (1700 فرد) من عدة أحزاب، و الـ 17 فردًا من عدة أحزاب، فهل هم جميعًا من حزب واحد؟  فهذه ليست انتخابات في ظل هذا المنهج، كما لو أنك تختار 2000 قطعة من صنف واحد في متجر واحد وتدعي أن ذلك تنوّع. فهذا صنف واحد . فماذا عن الجناح المقابل؟  (موقع "انتخاب" الحكومي، 15 يناير 2020)

ومضى روحاني معبرًا عن هدفه الرئيسي، قائلاً: " من غير الممكن إدارة البلاد بحزب واحد. فالوطن للجميع".   

 

روحاني يطالب بالتحصيص

 

ولكي يزيد روحاني، رئيس نظام الملالي من الضغط على الفصيل المنافس اتخذ بطريقة تدعو للسخرية موقف المعارض للزمرة المنافسة بإثارة مغامرة تحطيم الطائرة المدنية التي اسقطتها قوات حرس نظام الملالي بالصواريخ، وادعى قائلًا: 

"لا يمكن أن يخطر ببالي ضرب طائرة مدنية في المجال الجوي بجوار المطار الدولي، ففي أيام الحرب لم يحدث هذا الأمر. ويجب على القوات المسلحة أن توضح ملابسات الحادث وما دار في اجتماعات الخبراء منذ البداية . ويجب على الشعب أن يفهم أنه لم تكن هناك نية للتكتم على الأمر» وعلى الرغم من أن روحاني أصدر بيانًا عن موقف حكومة الملالي من تحطيم الطائرة الأوكرانية بالتزامن مع قوات حرس نظام الملالي، إلا أنه انتهز الآن فرصة وقوع خامنئي الهش في حضيض الذل في توازن القوى الجديد لنظام الملالي، إضافة إلى هتاف الناس اليومي في الشوارع والجامعات والمدارس بالإطاحة بالولي الفقيه، ليبادر بتحصيص السلطة.  

 

 التضحية بعناصر نظام الملالي

 

لا روحاني في وضع يسمح له أن يحول دون الاستئصال والتصفية والتضحية بالبعض في الانتخابات، ولا خامنئي قادر على الحفاظ على سيادته في ظل هذا الاتجاه. إذ إن استئصال 90 فرد من الأعضاء الحاليين في مجلس شورى الملالي بحجة رفض الصلاحية يعتبر أمرًا إجباريًا على الولي الفقيه بسبب الإحباط المفرط والخوف من عواقب الانتفاضة. تمامًا مثل المريض المتعفن الذي لا خيار له سوى الاستسلام لبتر العضو  للبقاء على قيد الحياة؛ لأنه يجب أن ينتظر اجتياح الموت لقلبه وعقله بعد ذلك. وكذلك الأمر بالنسبة لديكتاتورية الملالي التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، لا خيار لها في المرحلة الأخيرة، سوى إلا أن تُقبل مرة أخرى على التصفية والاستئصال والتضحية بالعناصر المنتمية لها في لعبة شطرنج السلطة، تجنبًا للإطاحة بها على يد المنتفضين.   

والجدير بالذكر أن الشاه قد عاني من هذا الخيار الذي لا مفر منه قبل الولي الفقيه، ولقي مصيره المحتوم الذي كتبه الله على كل الديكتاتوريين. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة