دشن مغردون إيرانيون هاشتاقا ساخرا عبر موقع تويتر، انتقدوا خلاله التصريحات العدائية التي أطلقها كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني، وقائد فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإرهابي، قاسم سليماني، حول استهداف حركة الملاحة الدولية بمضيق هرمز، واعتبروا هذه التصريحات لا تعدو كونها ضجيجا بلا طحن.
وأوضح المشاركون، أن هذه التهديدات تُظهر مدى يأس نظام الملالي إزاء الضغوط الأمريكية التي تستهدف تغيير سياساته التخريبية بالمنطقة.
واستخدم المغردون الموروث الشعبي للسخرية من سياسات النظام الإيراني بأسره، التي جلبت على المواطنين عقوبات وأزمات عدة بالسنوات الأخيرة، حيث حمل الهاشتاق الجديد عنوان "برادر شغال"، أو "شقيق ابن آوي"، في إشارة إلى أحد الأمثال الشعبية المتداولة بين الإيرانيين، والمعروف بـ "سگ زرد برادرشغال است"، أو "الكلب الأصفر شقيق ابن آوي"، والذي يستخدم في حال المقارنة بين شيئين على درجة واحدة من القبح، لا توجد أفضلية لأيٍّ منهما.
واعتبر أغلب المغردين الإيرانيين أن تلك التصريحات العدائية التي أطلقها روحاني بخصوص استهداف حركة الملاحة، وأيدها سليماني، تعني عدم وجود فروق جوهرية بين التيارات والأجنحة السياسية المنضوية تحت عباءة نظام ولاية الفقيه، حيث تختلف المسميات شكليا ولكن العقلية التخريبية واحدة.
وأشار حساب إيراني يدعى "سرمد جاويد"، إلى أن تلك التصريحات لا تعدو كونها "تفاهات"، مشيرا في الوقت نفسه إلى عدم قدرة طهران على خوض حرب مع جميع دول العالم، في ظل تزايد الضغوط الدولية ضد سياستها العدائية مؤخرا.
وصب جاويد جام غضبه على النظام الإيراني بسبب "مغامرات الملالي العسكرية بالخارج، والتي باتت بمثابة احتلال في بلدان عدة مثل سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان".
وذكر حساب آخر يدعى "بدرعليز"، أن مجرد توجيه قاسم سليماني الشكر لروحاني بعد تهديده باستهداف حركة الملاحة الدولية، يعني ببساطة عدم وجود ثمة اختلاف بين التيارين الإصلاحي والأصولي المنضويين ضمن تركيبة نظام الملالي، لافتا إلى أن محاولات النظام الإيراني إشاعة عسكرة الحكومة مجرد محاولات لـ"التمويه".
واستغل عدد آخر من المغردين الهاشتاق المذكور، في الكشف عن انتهاكات السلطات الإيرانية تجاه المحتجين في شتي أنحاء البلاد؛ بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية، وتردي الأوضاع المعيشية إلى حد غير مسبوق، وسط انشغال نظام الملالي بدعم نفوذه العسكري خارج الحدود، الأمر الذي أصبح يستنزف ثروات وموارد الشعب الإيراني، المطحون بفعل تداعيات السياسات الحكومية الفاشلة.
وكان الرئيس الإيراني هدد، الثلاثاء الماضي، خلال تصريحات له على هامش زيارته لسويسرا، بمنع تصدير شحنات النفط من الدول المجاورة إذا ما استجابت الدول لطلب الولايات المتحدة بعدم شراء نفط إيران الخام.
وأشاد قاسم سليماني، بتصريحات الرئيس الإيراني، وأكد في رسالة وجهها لروحاني، أمس الأربعاء، أن "الحرس الثوري مستعد لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية إذا حظرت الولايات المتحدة مبيعات النفط الإيرانية"، قبل أن يصف تصريحات روحاني بـ "الحكيمة"، والتي جاءت في توقيتها المناسب، على حد قوله.
وهدد قائد آخر بالحرس الثوري الإيراني الإرهابي، وهو العميد إسماعيل كوثري، نائب قائد قاعدة "ثار الله"، في مقابلة مع وكالة "نادي المراسلين الشباب" بأن "إيران لن تسمح بمرور أي شحنة نفط في مضيق هرمز إذا كانوا يريدون وقف صادرات النفط الإيراني"
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت منذ أيام أن الولايات المتحدة عازمة على دفع إيران لتغيير سلوكها، من خلال وقف صادراتها النفطية بشكل تام، رغم اعتراض الدول المستوردة.
من جانبه، تعهد الجيش الأمريكي، اليوم الخميس، بحماية السفن في الخليج العربي، في رد حازم على تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة ناقلات النفط.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأمريكية الكابتن بيل أوربان، في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشيتد برس"، رداً على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي هدد خلالها بمنع صادرات نفط دول المنطقة، إن "القوات الأمريكية وحلفاءها الإقليميين مستعدون لضمان حرية الحركة وتداول التجارة الحرة وفقاً للقانون الدولي".
نقلا عن العين الإخبارية
