الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيران إيران .. حقوق الإنسان ونظام الملالي.. جرائم وانتهاكات لا حصر...

إيران .. حقوق الإنسان ونظام الملالي.. جرائم وانتهاكات لا حصر لها

0Shares

لا يزال الشعب الإيراني يرزح تحت حكم النظام الإيراني ، الذي كرّس الإجرام والإرهاب عنواناً له، فتزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تتواصل انتفاضة الشباب الإيراني، مع فقدانه أکثر من 1000 شهید، و12 ألف معتقل وآلاف من الجرحى خلال انتفاضة نوفمبر التي شهدتها جمیع أنحاء البلاد في السنة الجاریة.

 

لمحة عن اليوم العالمي لحقوق الإنسان

 

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باریس في 10 ديسمبر 1948 باعتباره معاهدة دولية، عندما صوتت لصالحه 48 دولة من الدول الأعضاء تأییداً وامتناع ثماني دول عن التصویت، ومنذ ذلك الحين تمّ تسمية هذا اليوم من قبل اليونسكو بـ «اليوم العالمي لحقوق الإنسان».

واحتوى الإعلان على 30 مادة وكان نتيجة مباشرة للحرب العالمية الثانية، حيث يعكس إعلان حقوق الإنسان، الحقوق الأساسیة التي يجب أن يتمتع بها البشر بشکل عام.

 

نظام الملالي وانتهاك حقوق الإنسان

 

وقد حدّد هذا الإعلان أبسط حقوق الإنسان،والتي أتت ضمن 30 مادة، يدعو فیها الحكومات إلى احترام حقوق مواطنيها، إلا أن هذا الأمر لم يراعيه نظام الملالي، الذي يطبق على أنفاس الشعب الإيراني منذ 40 عاماً والشعب الإیراني، فيما یتعرّض لانتهاکات خطیرة لأبسط حقوقه الإنسانیة والمدنیة في ظلّ حكم ولایة الفقیه الکهنوتي.

 

إدانة جرائم النظام

 

في 14 نوفمبر 2019، أي قبل يومين من اندلاع الاحتجاجات العامة في إیران، أدانت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إيران للمرة الـ 66 لانتهاكها لحقوق الإنسان، فيما تم تأييد الإدانة بسبب الانتهاكات التي یمارسها النظام المجرم مثل انتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وارتفاع معدّلات الإعدام ولا سيّما فرض عقوبة الإعدام علی القاصرین فضلاً عن التعذيب والمعاملة القاسية في السجون.

 

استمرار الانتفاضة

 

وفي 15 نوفمبر، أثار الإعلان الرسمي الحکومي عن تقنین وتنفیذ خطة رفع أسعار البنزین في إيران غضب الرأي العام، حيث اجتاحت المظاهرات والاضطرابات احتجاجاً علی هذا القرار ما يقارب من 200 مدینة في إیران، وعلی الرغم من شدة القمع الذي مارسته آلة القتل الدمویة للنظام بحق المتظاهرین إلّا أنّ الاضطرابات لا تزال مستمرة.

 

ممارسات قمعية

 

منذ اليوم الأول للانتفاضة بدأت الممارسات القمعیة الوحشیة ضد المتظاهرین علی أیدي قوات الأمن والشرطة بأمر مباشر من الجلّاد خامنئي، حيث تمّ قطع شبكة الإنترنت في البلاد بالكامل ثمّ بدأت الإبادة الجماعیة الأکثر وحشیة في القرن الواحد والعشرين بعيداً عن  التغطية الإعلامية العالمیة.

 

قتلى وجرحى بالآلاف

 

كما فتحَ عناصر الأمن النار على الناس العزّل، واستشهد معظمهم إثر إصابة في الرأس أو الصدر بالرصاص المباشر، وفي أقل من أسبوع قُتل أكثر من 1000 شخص، بینما بلغ عدد الجرحى 4 آلاف، وتقدّر أعداد المعتقلین بأكثر من 12 ألف شخص.

وفي بعض المدن قُتل عدد من الشبان بالذخیرة الحیّة الموجّهة مباشرة نحو الرأس، وتمّ استخدام الدبابات لمواجهة موجة الاحتجاجات العامة في "ماهشهر" و"شيراز"، وفتحت المروحیات النار علی الناس وقتلتهم في "شيراز".

 

جرائم وانتهاكات وسط تعتيم

 

وقام نظام الملالي بارتكاب تلك الجرائم، وسط تعتیم إعلامي حول الاحتجاجات، حيث ظهرت أنباء تفيد بأنّ قوات الحرس والاستخبارات قامت باختطاف المصابین ونقلهم إلی السجون وتعذیبهم، کما قامت بسرقة جثث الشهداء، فيما تمّ الکشف عن أسماء 400 ضحیة، من بينهم أسماء عشرات من الأطفال والمراهقين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً قد قتلوا بالرصاص المباشر لقوات الأمن.

 

إزهاق الأرواح تحت التعذيب

 

كما تشير التقارير إلى أنّ مجموعة من المعتقلين استشهدوا تحت التعذيب، في إحدى هذه الحالات قُتل الشابّ الکردي "کاوه ویساني" بن "فتح الله" تحت التعذيب على أيدي قوات الأمن.

وقُبض على "کاوه" يوم الأحد 17 نوفمبر أثناء الاحتجاجات العامة في مدینة "سنندج"، وبعد مضي أكثر من أسبوعين عُثر على جثته في "سنندج" یوم الجمعة 6 دیسمبر، حيث كانت آثار التعذيب والكدمات نتیجة الضرب المبرّح واضحةً على جثة "کاوه ویساني".

 

صراخ المعتقلين

 

کما وردت أنباء عن سماع صراخ المعتقلين في قسم الاستخبارات (جناح 8) في سجن "کوهردشت" بمدینة "کرج" نتیجة لتعرّضهم للضرب والتعذيب، فيما تم إعادة جثمان بعض الشهداء إلى عوائلهم مقابل المال (ثمن الرصاص!). لکن تمّ إبلاغ عوائل الشهداء بالتهديد بعدم التحدّث إلى وسائل الإعلام وعدم إقامة العزاء.

 

إدانة جرائم النظام

 

واستنکرت منظمات حقوق الإنسان هذه الجرائم غیر المشروعة، وأدانت أعمال قتل وذبح الشعب الإیراني علی أیدي قوات خامنئي القمعية، فيما دعت إلی اتخاذ إجراءات فوریة لوقف هذه الممارسات الوحشیة وتقدیم السلطات الإیرانیة للعدالة.

 

تحقيقات عاجلة

 

وحذرّت مفوضة الأمم المتحدة السامیة لحقوق الإنسان "ميشيل باشلیه" الحكومة الإيرانية من استخدامها للعنف المفرط لتفریق الاحتجاجات السلمیة، وقتلها للمعارضین وعدم نشرها لأعداد الضحایا بشکل دقیق.

كما دعت إلی إجراء تحقیقات "فوریة ومستقلة وحیادیة" في الانتهاکات المحتملة وقتل المتظاهرین وأعربت عن قلقها من الافتقار المستمر للشفافیة بشأن أعداد القتلى والمصابین ومعاملة الآلاف من المعتقلین خلال موجة الاحتجاجات في إیران، ودعت "باشیلیه" إلی محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل والقمع.

 

العفو الدولية تفضح النظام

 

من جانبها قالت منظمة العفو الدولیة في تقريرها الثالث حول القتل المروّع للشعب والشباب الإيراني على أيدي قوات الأمن خلال انتفاضة نوفمبر، إنه وفقاً لتقاریر موثوقة تلقّتها المنظمة قُتل 208 أشخاص علی الأقل في الاحتجاجات الأخیرة، وعلى الرغم من ذلك تعتقد المنظمة أنّ عدد القتلی الحقیقي أعلی بکثیر ولا یزال التحقیق جاریاً.

 

ازدياد أعداد القتلى

 

وقال "فيليب لوثر" مدیر الأبحاث في منظمة العفو الدولیة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «إنّ ارتفاع عدد القتلى هو مؤشر ینذر بالخطر لمدی المعاملة القاسیة ضد المتظاهرین العزّل من قبل السلطات الإیرانیة ویکشف عن بشاعة الاعتداء علیهم وعدم احترام السلطات الإيرانية لأرواح البشر.

 

دلائل قوية

 

 ولفت إلى أنه بناء علی مقاطع فیدیو كثيرة تم تحليلها من قبل فریق التحقّق الرقمي لمنظمة العفو الدولية، فإنّ قوات الأمن الإيرانية استخدمت الأسلحة الناریة عمداً ضد المتظاهرین العزّل، بما يؤكد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الحملة الدموية ضد المحتجين.

 

لا يجب التقاعس

 

هذا ودعا النوّاب الفرنسيون الحكومة الفرنسية إلى عدم التقاعس واتخاذ موقف حاسم لإدانة هجمات القمع الرهیبة التي طالت الشعب الإیراني.

وقال عضو في الجمعية الوطنية الفرنسية لرئيس الوزراء: «إنّ صمت المجتمع الدولي إزاء ما یجب أن یُسمی بـ "المذابح" عجیب، مطالبا: "ينبغي على فرنسا من خلالکم أن تدين بوضوح أكثر الجرائم التي ارتكبها نظام الملالي في إيران، كما ينبغي علیها أن تحثّ الأمم المتحدة على التحقيق في الجرائم التي ارتكبت".

 

معايير حقيقية مهمة

 

وتؤكد المقاومة أن حرية التعبير وحرية الرأي هي أول ما تستهدفه الدیکتاتوریات في هجومها على الشعوب بغية الإبقاء على الجوع والفقر والتخلف، ومن ناحية أخرى فإنّ هذه الأمور هي المعيار الحقیقي لتقييم مدی احترام الحرية في أي بلد.

 

الحرية وحقوق المجتمع

 

وذكرت أنه لا یمکن توفیر أهمّ الشروط الأساسیة لحیاة حرّة وأبیّة في مجتمع لا يتمتّع فيه الناس بحرية التعبير، وحریة الکتابة، وحریة اختيار الدين والمذهب، وتقوم فیه السلطات بقمع وتهديد أمن الشعب من خلال خلق أجواء ملؤها الخوف والفزع ، مفتقرة لأبسط مقوّمات الرفاهیة وإمکانیة ازدهار الشعب.

 

حياة القمع والإرهاب

 

وبيّنت أن النظام لم یتوقف عن انتهاك أبسط الحقوق الإنسانیة والمدنیة للشعب الإيراني علی مدار 40 عاماً من حکم الولي الفقیه المناهض للإنسانیة، ولن يتوقف طالما أنّ هذا النظام الفاسد يحكم بلدنا، وطالما أنّ قوات الحرس والمؤسسات القمعية التابعة له موجودة في إيران، لا یمکن احترام أبسط حقوق الإنسان المعترف بها في المجتمع البشري منذ 71 سنة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة