الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرإيران.. حالات فلكية للابتزاز والنهب تحت عنوان المدارس الخاصة من قبل مسؤولي...

إيران.. حالات فلكية للابتزاز والنهب تحت عنوان المدارس الخاصة من قبل مسؤولي النظام

0Shares

لا يكتفي مسؤولو النظام الإيراني بنهب المصادر والثروات للشعب الإيراني فحسب، وإنما حولوا كل مجال في مخلتف المجالات الاقتصادية والاجتماعية إلى ذريعة لابتزاز المواطنين ونهبهم. ومن تلك الذرائع لهذه المهنة! المربحة لهم، يمكن الإشارة إلى التعليم والتربية.

وبينما ينص المبدأ 30 لدستور النظام على أن التعليم والتربية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة يتمان بشكل مجاني، إلا أنهم وبتأسيس أنواع المدارس الخاصة التي يصل عددها إلى نحو 20مدرسة، ينشغلون في هذه المهنة المربحة فيما يتعلق بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة في التعليم والتربية.

 

تأسيس مدارس فاخرة بتكاليف ورسوم باهظة

يتم تأسيس هذه المدارس الفاخرة، بتكاليف ونفقات ضخمة ورسوم باهظة من أجل دراسة أبناء وأقارب المسؤولين الحكوميين وكبار العناصر في الوزارات والمؤسسات الحكومية.

وهناك مدارس فاخرة برسوم هائلة نظير مدرسة حنان التابعة للملا المحتال محمد خاتمي برسوم بالغة 37مليون تومان ومدرسة الإمام صادق(ع) التابعة لعائلة محمدرضا مهدوي‌كني الرئيس السابق لمجلس الخبراء برسوم بالغة 25مليون تومان ومدارس أخرى نظير إحسان وعلوي وروزبه ونيكان وكمال وتزكيه ومدرسة مطهري التابعة للملا إمامي‌كاشاني خطيب صلاة الجمعة المؤقت لخامنئي في طهران حيث تبلغ رسومها ما يترواح بين 27 إلى 30مليون تومان.

كما توجد مدارس غير حكومية أخرى نظير روشنغر وسلام و«انرجي هسته‌يي» (الطاقة النووية) وفرهنگ حيث تبلغ رسومها 25 إلى 26مليون تومان سنويا، وتمت الإشارة إليها في تقرير لصحيفة فرهيختكان يوم 25سبتمبر/أيلول 2018 وفي الجدول التالي.

1صحيفة فرهيختكان الحكومية 25سبتمبر-أيلول 2018 ـ قائمة الرسوم الباهظة للمدارس المتعلقة بمسؤولي النظام

صحيفة فرهيختكان الحكومية 25سبتمبر-أيلول 2018 ـ قائمة الرسوم الباهظة للمدارس المتعلقة بمسؤولي النظام

 

مدارس قائمة على المراباة وغير شفافة

تتمتع هذه المدارس ومن خلال ملكيتها لكبار المسؤولين والعناصر في النظام بإمكانيات هائلة نظير المراباة والدعم الحكومي.

والذريعة من أجل تأسيس هكذا مدارس هي أنهم في صدد تأهيل الكوادر للنظام والتي يعتمد أساس تعليمها على المراباة والتخصيص.

وكتبت صحيفة فرهيختكان في تقريرها إلى الظروف غير الشفافة في هذه المدارس وقالت:

«ولكن القاسم المشترك لجميع هذه المدارس، رغم أنها تدعي بوجود خلافات بينها (حيث توجد خلافات حول بعض المجالات التعليمية والثقافية والسياسية) هو أنه يوجد في كلها عدم الشفافية المالية. بمعنى أنه وإذا ما زرتم الموقع الألكتروني لأشهر هذه المدارس، فتجدون أنه لا توجد أرقام وأعداد تشير إلى الرسوم، وأحيانا لا توجد لدى آباء وأمهات الطلاب وثيقة تدل على المبالغ المدفوعة من قبلهم. ولكن الاطلاع على هذه القضية (نسبة الرسوم المأخوذة) ليس صعبا ومعقدا ويكفي الحديث مع آباء وأمهات الطلاب قليلا، وهو أقل إجراء يبدو أن المؤسسات والمسؤولين المراقبين لا يقومون بذلك أو لا يرغبون فيه أو حتى يعجزون عنه. ومن خلال تساؤل بسيط يمكن الاطلاع على المخالفات المالية لهذه المؤسسات … والأصحاب الحقيقيون لهذه المدراس … هم من مسؤولي النظام عموما» (فرهيختكان ـ 25سبتمبر/أيلول 2018).

 

حصة ضئيلة للتعليم من ميزانية البلاد

إن الآلية لنمو هذه المدارس هي أنه يتم تخفيض نسبة الميزانية للتعليم والتربية سنويا وتتم زيادة التخصيصات للمؤسسات الأمنية والمسماة بالثقافية للنظام من أجل قمع المواطنين داخل البلاد وتصدير التطرف خارج البلاد.

وفي الوقت الحاضر انخفضت حصة التعليم في حكم الملالي بنسبة أقل من 50بالمائة.

وإذ أذعن باحث حكومي بهذه الإحصاءات قال: «حتى في البلدان التي هذه النسبة أقل فيها غير أن حصة التعليم من قبل الحكومة تفوق 90بالمائة عموما. ونظرا لتخصيص الميزانية لتسوية الحسابات للمؤسسات المالية نلاحظ أن المشكلة لا تكمن في توفير الميزانية وإنما في تركيز صنع السياسات لتخصيص الميزانية (وكالة أنباء إيرنا ـ 8سبتمر/أيلول 2018).

وتأتي دراسة أبناء المسؤولين الحكوميين في المدارس الفاخرة التي تكلف رسومها عشرات الملايين من التومانات وتتم إدارتها من خلال المراباة والدعم الحكومي، في الوقت الذي يتعرض فيه نصيب الفرد في الفضاء التعليمي للبلاد لنقص بالغ 70بالمائة.

وأذعن رئيس لجنة بناء المدن لمجلس بلدية طهران المزيف قائلا: «تم تخطيط نصيب الفرد للفضاء التعليمي الخاص بنا طبقا لحاجيات عائدة إلى قبل 40عاما. وفي السنوات المنصرمة كانت الحالات لنصيب الفرد أقل من 30بالمائة وفي الوقت الراهن 70بالمائة. وفي المستقبل ونظرا لارتفاع نسبة النسمة يتم التكهن أن النقص في نصيب الفرد يصل إلى 85بالمائة» (وكالة أنباء مهر ـ 23سبتمبر/أيلول 2018).

ونوعية التعليم في المدارس الابتدائية منخفضة إلى حد تذعن عنده إحدى وسائل الإعلام الحكومية بأنه لا يجيد تلاميذ الصف الثاني الابتدائي الحروف الأبجدية.

وفي 16سبتمبر/أيلول 2018 كتب موقع ميدان هو الآخر عن الظروف المعيشية للمعلمين في المدارس الحكومية وظروف التعليم في المدارس الابتدائية يقول: «والمعلم الذي يتقاضى أجرًا تحت خط الفقر، لن يأتي عمله في الصفوف المزدحمة بنتيجة مرجوة تحديدا. ولدينا أبناء درسوا عاما في المدرسة واليوم يدرسون الصف الثاني الابتدائي غير أنهم لا يعرفون حرفا من الحروف الأبجدية.

 

خصخصة المدارس، حالة تبين فجوة عظيمة بين الطبقات

من الواضح أنه وعندما يتحول التعليم والتربية إلى أداة للابتزاز والنهب وعندما في النظام التعليمي المبني على الطبقات يدرس أبناء المسؤولين الحكوميين في المدارس غير الربحية الفاخرة، وبالنتيجة في مثل هذه الظروف يحرم الكثير من أبناء الغالبية الفقيرة في المجتمع من الدراسة والتعليم.

وحرمان الأبناء من الدراسة وترك الدراسة بشكل متزايد من قبل النسبة الملحوظة من الطلاب خاصة الطالبات، أديا إلى ارتفاع نسبة الأمية أو نحو الأمية لما لا يقل عن 25مليون شخص.

وتوضح خصخصة التعليم والمدارس في البلاد مدى شدة الفجوة بين الطبقات في المجتمع الذين تتمتع فيه الأقلية الضئيلة التابعة للنظام بكل شيء لعيش فاخر ومترف، بينما ترزح جماهير المواطنين تحت خط الفقر بغالبية 80بالمائة وهم محرمون من أدنى الإمكانيات البسيطة للعيش حيث يضطر أبناؤهم إلى التعليم والدراسة في المدارس المتهالكة أو في الأكواخ.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة