الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران .. تحطم سفينة الولي الفقيه في عاصفة كورونا

إيران .. تحطم سفينة الولي الفقيه في عاصفة كورونا

0Shares

بينما تهب عاصفة كورونا السوداء البشعة بهدوء على جميع أنحاء البلاد وتُلقي بالفقراء والمشردين على الأرض مثل أوراق الشجر في فصل الخريف، لا يزال زعماء نظام الملالي يلجأون إلى الأكاذيب المتعلقة بمعالجة الوضع ويحاولون التظاهر بأن الأمور طبيعية، ويتسترون على حجم الكارثة. 

 

روحاني يصر على التظاهر بأن الأمور طبيعية وعلى معالجة الوضع بالأكاذيب

 

ولكن من حيث كيفية الكتمان والتقليل من حجم الكارثة، تجدر الإشارة إلى أن تصريحات الملا روحاني في اجتماع مجلس الوزراء في 11 مارس 2020  ضربت الرقم القياسي في الوقاحة حقًا.

ففي حين أنه وصف جميع الكوارث الناجمة عن وباء كورونا بشائعات هذه الأيام، ولا يجب الاهتمام بها، قال: أحيانًا ما يقولون فجأة أن المحافظة الفلانية أُبيدت، ولكن عندما أتصل بالمحافظ يتضح أن عدد الوفيات 12 شخصًا فقط.

ثم أضاف روحاني بدعابة وقحة: " نعم، قد يتراوح عدد الوفيات لدينا ما بين 10 إلى 12 شخصًا يومًا في حالة ما ". 

وتأتي تصريحات روحاني هذه في وقت ترفع فيه وزارة الصحة والعلاج في حكومة روحاني عدد الضحايا يوميًا حوالي 50 و 60 شخصًا في الإحصاءات الوهمية التي تقدمها بالتقطير.  

هذا ولم يطيق روحاني حتى الإشارات الحتمية لبعض جوانب الحقيقة في وسائل الإعلام المنتمية له وهيئة الإذاعة والتلفزة المشؤومة، وانتقدها بسبب تأثرها بالفضاء الإلكتروني وتسريب بعض الحقائق فيها أحيانًا.

 

 الأزمة الناجمة عن الفجوة الهائلة بين الادعاء والواقع

 

إن الفجوة المتزايدة بين ادعاءات قمة نظام الملالي والحقيقة كبيرة لدرجة أنها لم تتسبب في وصول غضب وكراهية الشعب إلى ذروته فحسب، بل إنها تسببت في إنطلاق أصوات احتجاج العديد من وسائل إعلام وعناصر نظام الملالي داخل النظام نفسه.

وتنطوي هذه الاحتجاجات على انتقاد إهمال قمة النظام الفاشي والتظاهر الأحمق بأن الأمور طبيعية في ظل ظروف وضع فيها خطر الانفجار الحتمي وباء ولاية الفقيه الذي أصاب البلاد منذ 41 عامًا، على حافة الهاوية.  

وتقول عناصر نظام الملالي بغضب : يجب على روحاني أن يتحمل المسؤولية ويتصدر المشهد، بصفته رئيسًا لمقر أزمة كورونا، في حين أن روحاني يقول في تصريحاته في اجتماع مجلس الوزراء بشكل يدعو للسخرية، أنه يقبل تصدر المشهد في اجتماع واحد فقط في الأسبوع.

فيما كتبت شهربانو أماني، عضو مجلس مدينة طهران، في تغريدتها ساخرة من روحاني، حيث كان قد قال إن الأوضاع ستعود إلى طبيعتها بدءًا من يوم السبت الموافق 29 فبراير 2020: "لا نسمع هذه الأيام التي تشهد تدهورًا كبيرًا في الأوضاع، أي خبر عن روحاني ومساعده، ويبدو أن الجميع باشروا العمل منذ يوم السبت لكن الحكومة ذهبت إلى إجازة". 

كما قال بزشكيان، نائب رئيس مجلس شورى الملالي يوم الثلاثاء الموافق 10 مارس 2020 في تلفزيون نظام الملالي نقلًا عن خامنئي: يجب على روحاني شخصيًا أن يتحمل مسؤولية مكافحة وباء كورونا. إلا أن روحاني يعلم جيدًا أنه لا قدرة له على مكافحة هذا الوباء البشع، ولهذا يتملص من المسؤولية بحيل متعددة ويدفع الآخرين لتصدر المشهد. 

    

زيادة تفكك نظام الملالي

 

في هذه الأثناء تظهر آثار تفكك نظام الملالي في كل جنباته. فمن ناحية، طُلب من الموظفين بضرورة التواجد في مكان عملهم بشكل طبيعي، ومن ناحية أخرى، يتم التأكيد على كافة المواطنين بعدم مغادرة منازلهم.

وبنظرة على بعض تصريحات واعترافات عناصر الحكومة ووسائل الإعلام الحكومية في يوم 11 مارس فقط ندرك مدى الارتباك والسياسات المتناقضة والعجز والتفاعل الاستبدادي لكافة عناصر النظام، على النحو التالي:

بزشكيان: "22 عضوًا من أعضاء مجلس شورى الملالي، مصابون بفيروس كورونا من بين 100 عضو أجري لهم الاختبار". 

صحيفة "همدلي": "إن رئيس مركز مكافحة الأزمة في البلاد شخصيًا مصاب بفيروس كورونا، ياله من أمر مضحك حقًا ! ". 

فرهيختكان: "إذا استمر هذا الوضع على ما هو عليه لمدة 20 يومًا أخرى فلابد من أننا سوف نتعرض لخسائر فادحة غير مسبوقة، بغض النظر عن انهيار الرأي العام وزيادة انعدام الثقة في المسؤولين".  

صحيفة "جهان صنعت": "لدينا ما لا يقل عن 10 ملايين شخص معرضين بشكل كبير للإصابة بالفيروس". 

والكلمة الأخيرة؛ أدلى بها ”شهاب الدين بي مقدار“، عضو مجلس شورى الملالي، حيث قال : "فلنعطي لكل فرد من متلقي الإعانات 400 ألف تومان ، ونغلق البلاد". 

 

 المصدر الرئيسي لخوف النظام

 

في هذه الأثناء، يبدو أن خوف نظام الملالي ليس من وباء كورونا، بل من المواطنين المطحونين الذين أدركوا أنهم لا يجب أن يتوقعوا شيئًا من هذا النظام المافيوني سوى العداء والنهب، لدرجة أنه ينتهز هذه الكارثة فرصة سهلة لخلق السوق السوداء ونهب الشعب. 

وهذا هو السبب في أن الشباب الشجعان والثوار انتفضوا في مختلف بقاع البلاد من أجل حجر المدينة ومنطقتهم صحيًا ومساعدة المواطنين المرضى.

وفي مقابلة متلفزة مساء الثلاثاء الموافق  10 مارس 2020 قال أحد المشاركين في هذه المقابلة، وهو عنصر أمني يدعى ولي الله ميرزائي، المدير العام لمكتب الشؤون الأمنية بوزارة الداخلية ردًا على سؤال المذيع حول قيام البعض بإغلاق طرق ومداخل المدن: إن ما يحدث في هذا الصدد انتهاك للقانون ويجب التصدي له، ولن نسمح بذلك وقد أبلغنا المحافظين بالتصدي لمثل هذه الإجراءات التعسفية  بالقانون".      

لكن نظام الملالي أكثر عجزًا وتفككًا من أن يستطيع أن ينفذ تهديداته ضد الشعب الذي انتفض لإنقاذ نفسه. الشعب الذي أدرك بكل جوارحه أنه لن تتم الإطاحة بهذا النظام الفاشي سوى بعزم أبنائه جميعًا ونضالهم المشترك".  

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة