الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران.."بركان" جماهيري يرسم ملامح الثورة

إيران..”بركان” جماهيري يرسم ملامح الثورة

0Shares

ما تزال سيستان وبلوشستان تعيش حراكاً ، بعد الانتفاضة البطولية لأبناء مدينة سراوان في 23 فبراير.

العنفوان الجماهيري يشهد انتشاراً ليس فقط في المناطق المحيطة بسراوان مثل "سوران" وخاش، بل أيضًا في زاهدان، مركز المحافظة، على بعد 300 كيلومتر من جهة، وإيرانشهر من جهة أخرى.

ولبى الشباب في زاهدان وإيرانشهر وخاش وكريم آباد وشيراباد وقلعة بيد ومناطق أخرى في سيستان وبلوشستان نداء الانتفاضة وانخرطوا سريعاً في الحراك.

وفي سرد سريع لبعض من تفصيلات الحراك الجماهيري، فقد قام شباب سرجنكل زاهدان بمهاجمة قاعدة الحرس والاشتباك مع الحرس المذعور، بينما لم يكن طلب التعزيزات من الحرس مجدياً بعد إطلاق النار عليهم، لينتهي الأمر باستيلاء المواطنين الغاضبين على قاعدة الحرس.

كما أغلق الأهالي طريق كورين في زاهدان، واستولوا على قاعدة الحرس في كورين، ودمروا سيارة الحرس عند دخولهم القاعدة، ليلجأ الحراس إلى سطح القاعدة بدافع الخوف وبدأوا في إطلاق النار على المواطنين.

وعلى الرغم من إطلاق النار المستمر من قبل عناصر الحرس المجرمين، إلا أن الشباب المنتفض قاوم الهجوم ولم يغادروا القاعدة، وفي تلك الأثناء اقتحم أهالي قرية شورو التابعة لكورين مخفر هذه القرية واستولوا عليه.

وفي زاهدان استمرت الاشتباكات حتى صباح 25 فبراير، وأطلق الحرس المرعوب النار بشكل أعمى في جميع الاتجاهات، وما كان من الشبان إلا أن أشعلوا نيرانًا في مساحات واسعة، مما أدى إلى قطع طريق عربات القوى القمعية، وعناصرها، ما أدى إلى إرباكها.

وفي وسيلة أخرى من وسائل الاحتجاج، قام الأهالي في مدينتي زاهدان وإيرانشهر بتنفيذ إضراب دعماً لانتفاضة الشباب، حيث أغلق التجار وأصحاب المتاجر محلاتهم.

تفاعل الأحداث بشكل سريع، أدى إلى حالة من اليأس لدى النظام، بعدما عجز عن احتواء الانتفاضة على الرغم من استخدام وسائل عنيفة ضد المنتفضين، كإطلاق النار والقتل وجلب الدروع، إضافة لقطع الإنترنت، وتحليق طائرات هليكوبتر فوق زاهدان بهدف الترهيب.

رعب من نيران ستحرق النظام

اشتدت انتفاضة سيستان وبلوشستان إلى درجة اعترف فيها الحاكم المذعور في زاهدان بأن الشباب "هاجموا مخفر كورين وقلعة بيد بالأسلحة الخفيفة وقاذفات القنابل اليدوية"، وأسفر ذلك عن قتل شرطي في الهجوم.

وفي محاولة منه لتبرير انتهاكات رجال الأمن، وإطلاق النار، وقتل أعداد من الأهالي، قال المدعو "موهبتي" محافظ سيستان وبلوشستان الخائب، الخميس 25 فبراير: "في أي مكان في العالم يتم مهاجمة مقار الجيش والحكومة، بينما الحكومة تسمح برصاصة لا تطلق؟!".

وفي إشارة منه بشكل ضمني إلى الجبهة الداعية إلى إسقاط النظام، والتي تمثل انتفاضة سيستان وبلوشستان في إطارها شرارة غضب من الشعب الإيراني كله، يقول المحافظ "أعداء النظام يحاولون تعريض أمن سيستان وبلوشستان للخطر ويفعلون كل شيء من أجل هذا الغرض، يجب أن نعتني بشبابنا حتى لا يصبحوا جزءاً من لعبة العدو".

وأضاف "نحن الآن في جو لا تسود فيه العقلانية، ولكن تسود العواطف والإثارة، يجب أن نكون يقظين"، في إشارة إلى بسالة الشباب المنتفضين وشدة غضب الناس، ويسترسل محذراً قادة نظام الملالي الذين يعيشون حالة من التشتت، ومنشغلون في التشاحنات والصراعات فيما بينهم أكثر من أي وقت مضى، "إذا حدث شيء غير سار، لا سمح الله، سيحترق الرطب واليابس والأصوليون والإصلاحيون و(جميع) المسؤولين معًا؛ "العدو مهتم بإشعال النار!".

انتفاضة تشكل ملامح المرحلة

انتفاضة المواطنين البلوش الشجاعة، كشفت عن العديد من ملامح بارزة، وحقائق باتت تمثل المرحلة الحالية التي يعيشها المجتمع الإيراني، وتتمحور حول:

1– مرة أخرى ظهرت امكانات الانتفاضة الغاضبة المتفجرة للمجتمع الإيراني، ورأى الجميع كيف أن شرارة كبيرة تشعل حريقًا كبيرًا في وقت قصير.

2. وصلت راديكالية هذه الانتفاضة إلى درجة أن الحركة الاحتجاجية استهلّت بمهاجمة قواعد الحرس للنظام والمراكز الحكومية، على عكس الاحتجاجات المعتادة التي تبدأ بالمسيرات والهتافات.

3– ظهور عناصر مسلحة وشباب مسلحين على نطاق واسع مما تسبب في ذعر وعجز القوى القمعية واستيلاء الأهالي على العديد من قواعدها.

4– سرعة انتشار حريق الاحتجاج والانتفاضة إلى مدن ومناطق أخرى كانت كبيرة جداً.

5. أدى الدعم الشعبي الواسع، والإضرابات الداعمة للانتفاضة من قبل شرائح مختلفة من السكان، إلى توفير المظلة الاجتماعية اللازمة للانتفاضات.

6– الانتفاضة أظهرت اضمحلال وعجز قوى النظام القمعية، حيث اتضح مجدداً بأن القوات القمعية المحلية لم تستطع احتواء الانتفاضة في المدن، سيما بعد اضطرار النظام لإرسال قوات قمعية من مدن أخرى، وهو ما يشير إلى أزمة السلطة في النظام.

تؤكد انتفاضة المواطنين وشباب سيستان وبلوشستان من خلال أنماط الاحتجاج، وسرعة التصاعد، وبسالة المواجهة، بأنها مظهر من مظاهر الانفجار الكبير المحتوم في جميع أنحاء إيران، انتفاضة ستقتلع النظام من جذوره، وتشكل نهاية الملالي المستبدين الفاسدين، وتعد بغد مشرق لمستقبل إيران، يتجلى في إقامة إيران حرة ديمقراطية مزدهرة خالية من كل أشكال التمييز والقمع لكل أبنائها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة