الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران..انهيار العمق الاستراتيجي لنظام الملالي في حلقة حصار شعوب المنطقة

إيران..انهيار العمق الاستراتيجي لنظام الملالي في حلقة حصار شعوب المنطقة

0Shares

لقد تم التشكيك بشدة في الوجود والتأثير الإرهابي لنظام الملالي، وتلقى العمق الاستراتيجي للنظام الفاشي ضربات قوية في جميع الأراضي التي كان يرى الملالي أنها جزء من إقطاعياتهم ويتمتعون بحرية التصرف فيها.

 

الاحتجاج في سوريا ولبنان وأفغانستان على وجود نظام الملالي في المنطقة

لقد وجهت سلسلة التظاهرات التي قام بها السوريون في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في محافظة السويداء، حيث تدفق الناس في الشوارع لليوم الرابع على التوالي مطالبين بإقالة بشار الأسد رافعين شعار "نظام الملالي بره بره"؛ ضربة قوية لنفوذ هذا النظام الفاشي في سوريا.

 

كما أنه في الأيام الأخيرة، شهدت أفغانستان ، التي كانت مطمعًا لنظام الملالي لأسباب جيوبوليتيكية مهمة، مظاهرات شعبية مختلفة ضد نظام الملالي.

  حيث أحرق الأفغان صور خامنئي المشؤومة ومزقوها رافعين شعار "الموت لخامنئي"، وهتفوا ضد ممارسات نظام الملالي الإجرامية. والجدير بالذكر أن هذه المظاهرات بدأت في أعقاب العمل الإجرامي الذي قام به النظام الفاشي بإلقاء اللاجئين الأفغان في نهر هريرود وقتل أكثر من 40 شخصًا، وتصاعدت المظاهرات بعد أن فتحت قوات الأمن التابعة لنظام الملالي النار على سيارة تنقل المواطنين الأفغان وأضرمت النيران فيها، مما أسفر عن إحراق بعض الأفغان.  

وبالمثل، تدفق اللبنانيون في شوارع لبنان مرة أخرى، بعد صمت طويل بسبب وباء كورونا، ورفعوا شعارات مناهضة للحكومة، وعلى وجه التحديد ضد حزب الشيطان اللبناني، حليف نظام الملالي في لبنان والمؤتمر بأمره.  ومزق المتظاهرون صور حسن نصر الله زعيم حزب الشيطان اللبناني  ورددوا هتافات مناهضة لنظام الملالي .

 

كما أن استئناف العراقيين الشجعان لمظاهرات تشرين في العراق، والقيود المفروضة على جماعات نظام الملالي الإرهابية بالوكالة في العراق ومن بينها الحشد الشعبي، وعزل هذه المجموعة من المفاوضات بين أمريكا والعراق، وهلم جرا، من بين مظاهر عزلة وتهميش نظام الملالي في العراق. 

 

بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الحقائق الأخرى، ولاسيما بعد هلاك المجرم قاسم سليماني، تشير إلى أفول خامنئي والتشكيك في ولايته في العراق.

وحريٌ بنا في هذا الصدد أن نشير على سبيل المثال، إلى عدم الترحيب بالحرسي قاآني، خليفة المجرم الهالك قاسم سليماني، وطلب تأشيرة له لزيارة العراق ؛ وهذا الأمر غير مسبوق في زمن المجرم الجلاد سليماني.

 

كما اضطرت جماعة عصائب الإجرامية إلى إغلاق مكاتبها في وسط وجنوب العراق تحت ضغط من الشعب العراقي، وهذا مؤشر على ضعف نظام الملالي في العراق.

 

العقوبات الأمريكية الجديدة، والمساعدة في طرد نظام الملالي من المنطقة

قدم الجمهوريون يوم الأربعاء الموافق 10 يونيو 2020 مشروع قانون جديد للكونجرس الأمريكي يسمى بـ "حزمة العقوبات الشاملة" ووصفوها بأنها "أكبر العقوبات على نظام الملالي". ويتضمن هذا المشروع العديد من القضايا، مثل حظر التسلح والنفط والبتروكيماويات وصناعة السيارات والملاحة البحرية وعقوبات آلية دعم التبادل التجاري (أينس تكس)، وهلم جرا.

 

وتناولت وسائل إعلام نظام الملالي هذا المشروع بخوف وارتجاف شديد للغاية، وحذرت من عواقبه. فعلى سبيل المثال، وصف موقع "فرارو" الحكومي هذا المشروع في 9 يونيو 2020 بأنه خطة جديدة ترمي إلى إفلاس نظام الملالي. 

ومن المؤكد أن العقوبات الجديدة في جميع المجالات سوف تزيد من تضيق حلقة حصار نظام الملالي وتضعه في مأزق مميت ربما يكون أكثر من ذي قبل. وسوف نشاهد عواقب ذلك في الشوارع في القريب العاجل.

وقال الجنرال كينيث ماكنزي في مؤتمر بالفيديو يوم الأربعاء الموافق 11 يونيو 2020 مع معهد الشرق الأوسط في واشنطن مشيرًا إلى أن إيران تمثل أكبر تهديد للاستقرار والأمن في المنطقة:

" إن نظام الملالي يمول الإرهاب والجماعات الإرهابية، وحليفٌ لحكومة بشار الأسد، وأثناء إرسال الأسلحة المتطورة للحوثيين في اليمن، قاد الهجمات على ناقلات النفط الدولية في مضيق هرمز، وشن هجمات على المنشآت النفطية السعودية والقوات الأمريكية في العراق. ( العربية، 11 يونيو 2020)   

 

كما أن مشهد المفاوضات الأمريكية مع الحكومة العراقية الجديدة من بين الأمثلة التي يمكننا مشاهدة عزلة نظام الملالي فيها بوضوح. 

ويبدو أن أمريكا في هذه المفاوضات، تطالب ببعض المطالب التي من المؤكد أنها ليست في مصلحة نظام الملالي مقابل تقديم بعض الامتيازات الاقتصادية للعراق. والجدير بالذكر أن موقف الحرسي شريعتمداري الذي هدد عندما كان يعرب عن استيائه وتنهداته وندمه الشديد من هذا الحدث بثقافة المستقل غير المنتمي لمجموعة معينة لأمر معبر للغاية :

" إن التصويت على استمرار وجود الأمريكان، والقضاء على القوى الشعبية وتهميش الحلفاء الحقيقيين (هي المطالب الأمريكية الرئيسية الثلاث في المحادثات) وقد يقدمون للعراقيين في الأشهر الأولى مساعدات من نوع المساعدات المالية الأمريكية في المنطقة، بيد أن حلاوة هذه الدولارات سوف تستبدل في القريب العاجل بمرارة عودة الإرهاب وانعدام الأمن ووحش داعش.

وفي هذه الحالة لن يتم عمل أي شيء مع الحليف البعيد، الحشد الشعبي المخلوع.  (كيهان خامنئي،9 يونيو 2020)

 

العزلة والمحرك الجيوبولوتيكي وبركان الانتفاضة

تكشف سلسلة التطورات الأخيرة بوضوح عن ضعف نظام الملالي في البلدان التي كانت مركزًا لهجمات الملالي لسنوات عديدة.

فنظام الملالي لم يعد قادرًا الآن كما كان الحال في الماضي على الاعتماد على الإرهاب واحتجاز الرهائن، وهلم جرا  بسبب الضغوط الشديدة للانسحاب من سوريا والعراق، والإفلاس الشديد الناجم عن العقوبات وعجزه عن تحمل التكاليف الفلكية لمرتزقته في الدول، وعن الاستمرار في الابتزاز في المنطقة. وسوف ينعزل فعلًا بشكل غير مسبوق.  

 

وتظهر هذه العزلة أن سياسة التأثير الإقليمي والعمق الاستراتيجي لنظام الملالي قد تلقت ضربات قوية.

 

ومن المؤكد أنه لا يمكن تصور فصل ضعف نظام الملالي وانهيار هيمنة الولي الفقيه في المنطقة عن احتجاجات وانتفاضات الشعب الإيراني الأخيرة، ولاسيما في نوفمبر 2019.  وأكد السيد مسعود رجوي ، قائد المقاومة الإيرانية في 6 نوفمبر 2019 بكل ما في الكلمة من معنى على أن

" طرد ونهاية نظام الملالي في العراق يعني نهاية ولاية الفقيه. وأن المحرك الجيوبولوتيكي قيد التشغيل وبركان الانتفاضة يتعارض مع خميني وخامنئي ونظام الملالي وقادته وعملائه". (الرسالة رقم 15، 6 نوفمبر 2019)

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة