الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران .. انفلات الوضع وتفاقم غير مسبوق للأزمة الداخلية.. ما مدلولاته؟

إيران .. انفلات الوضع وتفاقم غير مسبوق للأزمة الداخلية.. ما مدلولاته؟

0Shares

بينما أطلق خامنئي الذي يدرك أزمة النظام الداخلية الحادة والتشرذم والصراع والسجالات بين زمر المافيا داخل النظام، صفارات الإنذار الحمراء وحذر بقوله: "لا ينبغي للمسؤولين تدمير الوحدة والتضامن (في النظام) وتمزيق (النظام)" (16 ديسمبر الماضي)، لكن يبدو أن حدة الأزمة تتجاوز قدرة خامنئي في التدخل لإطفاء نيران صراع زمر النظام، ولو مؤقتًا.

في صباح يوم 19 يناير / كانون الثاني، عندما حضر وزير خارجية النظام جواد ظريف مجلس  الشورى للنظام للإجابة على أسئلة أعضاء المجلس، اشتد لهيب الصراع حول ما إذا كان يجب التفاوض مع الولايات المتحدة أم لا، وأعطى أعضاء الزمر المتنافسة إنذارين وبطاقتين صفراء إلى ظريف وروحاني. وشنوا هجمات شديدة عليهما؛ ومع أن ظريف استخدم الولي الفقيه ليحتمي خلفه، إلا أن العصابة المنافسة لم تتراجع بل وألقت باللوم على ظريف وروحاني في قتل قاسم سليماني وقال كريمي قدوسي: "قاسم سليماني قُتل عندما كنت تتفاوض مع جون كيري! قُتل قاسم سليماني عندما وقعت على الاتفاق النووي ؛ لقد حولتم الكرامة (!) تجاه العدو إلى موازنة الخوف والاستسلام والإذلال والتسوية والتفاوض وأسقطتم النظام".

 

بدوره قام الحرسي قاليباف، رئيس المجلس، بجلد حكومة روحاني، وركب موجة الغضب العام على نهب الشعب بمنظمة البورصة، ليلقي اللوم على روحاني قائلا: "الحكومة تتحمل المسؤولية في مجال (انهيار البورصة) بشكل خاص. لا يمكن دعوة الناس من على المنابر الرسمية لتقديم كل يملكونه إلى البورصة ثم يقومون بخفض قيمة رأس مال المواطنين من خلال سوء الإدارة "(مجلس شورى النظام – 19 يناير/كانون الثاني).

 

عضو آخر في مجلس شورى النظام، يدعى آوايي، الذي يبدو أنه حصل على نصيب أقل في عمليات النهب، وبينما سال الغضب من وجهه كشف النقاب عن محافظ خوزستان الموالي لروحاني وقال: "يا سيد روحاني، ما هو دينك لشريعتي، محافظ خوزستان، الذي لا تغيره؟ ضعف الإدارة في الفيضانات ومشاكل الصرف الصحي والإنفاق غير السليم لموارد المحافظة، فالناس هم من يدفعون ثمن سوء إدارة المحافظ". كما هاجم محمود زاده، عضو آخر في المجلس، روحاني، مسلطًا الضوء على أزمة معيشة الشعب وركز على مزاعم روحاني بأن قادة الدول الأخرى ينتظرون نموذجًا لوضعنا (النظام) قائلا: " (السيد روحاني) طاح حظ هكذا مسؤولي الدول الذين ينتظرون نموذجًا لبرامجكم الاقتصادية القائمة على التربح الريعي!).

 

التحذير من عواقب الانقسامات والصراعات في النظام

كشفت جلسة مجلس شورى النظام يوم 19 يناير عن جانب واحد فقط من شدة الصراع بين زمر المافيا داخل النظام. هذا تُذاع علنا وعلى الهواء مباشرة، ناهيك عما يجري وراء الكواليس وهو أكثر حدة وحادة.

هذا الوضع الحرج والتخبط في النظام يحصل في وقت تذكر الأطراف المختلفة في النظام، بتراكم الغضب والكراهية الاجتماعية التي يمكن أن تتحول إلى انفجار مدمر في أي لحظة، وتحذر: "آهات (الشعب) التي تخرج من الأفواه بدأت تسمع رويدا رويدا. انتبهوا وصدّقوا أن الغد متأخر وأن هذا الأنين يتحول إلى صراخ ؛ صرخة لن يكون من السهل إسكاتها!" (صحيفة آرمان الحكومية – 19 يناير). و "مجتمع محتقن. لا يمكن أبدًا التنبؤ بنتائج انفجار الاحتقان الاجتماعي. لكن ما من شك في أن هذه الأحقاد ستنفجر يوما ما وقد تتحول إلى سيل عارم ومدمّر" (صحيفة ابتكار الحكومية، 19 يناير).

 

نعم، هذا هو المشهد الاجتماعي والسياسي في إيران اليوم: نظام متشتت وغارق في أزمات داخلية شديدة وصراعات الزمر في مواجهة مجتمع شديد العصيان، والذي سينفجر غضبه وكراهيته قريبًا، ليجتاح مثل "سيل عارم"، ديكتاتورية الملالي بكاملها، ويمزق النظام اربا اربا وفقًا لخامنئي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة