السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران ..السينما الزائفة – إنتاج أفلام يتبناها النظام للافتراء على مجاهدي خلق...

إيران ..السينما الزائفة – إنتاج أفلام يتبناها النظام للافتراء على مجاهدي خلق -3

0Shares

في الجزء الثالث من هذا التقرير، سنلقي نظرة على بعض الأمثلة على الأفلام السينمائية باهظة التكلفة التي أنتجها النظام للافتراء على مجاهدي خلق وتشويه صورتهم:

دراسة فيلم "ماجراى نيمروز 2 رد خون" (أحداث الظهيرة 2 )، وهو أكبر منتج سينمائي تكلفةً في سينما الملالي للافتراء على مجاهدي خلق.

يرمي فيلم "ماجراى نيمروز 2 رد خون" (أحداث الظهيرة 2 )، إلى تقديم صورة للجمهور عن عملية الضياء الخالد والعلاقات الداخلية بين أعضاء مجاهدي خلق.

وفي الوقت نفسه، يعتبر هذا الفيلم محاولة لتبرير ما ارتكبه النظام الفاشي من جرائم وإعدام أعضاء مجاهدي خلق بعد عملية الضياء الخالد في عام 1988.

وتم إنتاج هذا الفيلم في عام 2018، وتم عرضه للجمهور في أكتوبر 2019، أي بعد عام واحد من إنتاجه تقريبًا.

ويجري بثه في الآونة الأخيرة على شاشة التلفزة المنزلية في مرحلة الحجر الصحي المنزلي، وتم نشره على شبكة الإنترنت. ويعتبر هذا الفيلم في واقع الأمر نتيجة كل تجارب النظام الفاشي في مجال صناعة الأفلام المناهضة لمجاهدي خلق.

ويقول عناصر هذا النظام أنهم كانوا يتطلعون إلى أن يحظى هذا الفيلم بمصداقية كبيرة. وتم إنتاج هذا الفيلم تكملة لفيلم " ماجراي نيمروز 1"، حيث التقى خامنئي شخصيًا بعملائه وأشاد بالجزء الأول من الفيلم.

من هو الجمهور المستهدف من هذا الفلم؟ 

بشكل عام، إن كل منتج ينتجه النظام الفاشي، إما أنه لديه جمهور داخل النظام أو خارجه. حتى أنه من الممكن أن نشير في بعض الحالات إلى أن بعض المنتجات الثقافية للنظام الفاشي تستهدف الجمهور داخل وخارج النظام في آن واحد، وتسعى إلى بناء أرضية مشتركة بين الجمهور داخل نظام الملالي والجمهور خارجه وتسليط الضوء عليهما.

فعلى سبيل المثال، تتحدث بعض أفلام النظام، مثل فيلم " به‌وقت شام"  عن الأمن القومي وتهدف إلى أن تجمع وراءها الجمهور داخل نظام الملالي والجمهور خارجه سويًا في آن واحد. 

وفيما يتعلق بفيلم "ماجراي نيمروز" ( أحداث الظهيرة ) يمكننا القول بأن جمهور هذا الفيلم خارج نظام الملالي.

وإذا نظرنا إلى عملية صناعة الأفلام المناهضة لمجاهدي خلق التي يتبناها نظام الملالي سوف ندرك في بداية الأمر أنها كانت أفلامًا نمطية وغير احترافية إلى حد بعيد.

أي أن الصورة التي كانت تقدمها عن مجاهدي خلق كانت كاريكاتورية للغاية. مثل الشخصيات الشريرة في أفلام هوليوود؛ وهم دائمًا ما يكونون مجموعة من البشر الطائشين لا منطق لهم وينحصر دورهم في القتل وغير ذلك من الأعمال الشريرة فقط.

والحقيقة أن خلق الشخصيات الروائية في الفيلم السينمائي هو أحد المؤشرات الرئيسية لتقييم الفيلم ومصداقيته، بمعني أنك تدرك في النهاية إلى أي مدى من الممكن أن تكون هذه الشخصية موجودة في عالم الواقع، وهل ظروفها طبيعية وهل الدور الذي تلعبه طبيعي. 

وإذا كان الفيلم يستهدف الجمهور داخل النظام الفاشي، فلا داعي لهم أن يظهروا عدوهم في صورة طبيعية للغاية، لأنهم يفترضون أن الجمهور المحلي يقبل أيضًا أن يكون العدو شخص شرير.

ويكفي هنا فقط إظهار بطل الفيلم وهو يقتل العدو، وبهذه الطريقة يقتنع الجمهور. وهذا ما فعلوه في فيلم "ماجراى نيمروز 1". 

ولكن كما قلنا، لم تكن مشكلة نظام الملالي في إنفاق الأموال الفلكية لإقناع قوات الباسيج فقط، بل كان هدفه الرئيسي من وراء هذه المشروعات المكلفة مثل فيلم "ماجراى نيمروز 2" هو التأثير على الجمهور المعارض للنظام أيضًا حتى لا ينضموا إلى صفوف مجاهدي خلق. 

ولذلك، وضعوا في فيلم "ماجراي نيمروز 2" (أحداث الظهيرة) الأشياء التي تمكنهم من كسب ثقة المشاهد المعارض من أول وهلة.

فعلى سبيل المثال، نجد التواريخ المدرجة في العنوان الفرعي، مثل تاريخ مضيق جهازبر في 26 يوليو 1988 تاريخًا صحيحًا، بيد أن الفيلم لم يشر إلى ما وقع فيه من أحداث.

ويرمى الفيلم من وراء إدراج هذه التواريخ إلى التلميح بأن عرض الأحداث يتم على نحو صحيح من خلال تاريخها، أو أن في هذا الفيلم مشهد يظهر خطب قائد المقاومة الإيرانية، السيد مسعود رجوي ، في قاعة الاجتماعات في أشرف.

ولكنه يريد أن يظهر للجمهور من خلال إعادة بناء غرفة التحكم في قاعة الاجتماعات في أشرف التي تُعرض فيها قصاصات من الصور الحقيقية أن ما يراه هو فيلم وثائقي.

ولكن نظرًا لتحريف كل شيء، كان هناك احتجاج على هذا الفيلم حتى بين قوات هذا النظام الفاشي. فعلى سبيل المثال، نشرت وكالة الأنباء الرسمية لهذا لنظام مقالًا بعنوان "المأساة التاريخية لفليم أحداث الظهيرة".

الأزمة الداخلية في نظام الملالي بسبب فيلم "ماجراى نيمروز 2" واعتراضات خبراء الحكومة

ومن السلبيات التي أظهرها الفيلم داخل نظام الملالي توصيف قوات حرس نظام الملالي بأنها شخصيات ليست متعاطفة. 

وبعبارة أبسط، نقول إن هذا الفيلم لم يحاول تقديم صورة إيجابية عن قوات حرس نظام الملالي وقوات خميني. حيث أنه يظهر قوات حرس نظام الملالي أفرادًا تخلو قلوبهم من الرحمة ولا يثقون في بعضهم البعض وليسوا أشخاصًا جديرين بالثقة أيضًا، فهم أفراد عنيدين ومتعسفين وعصبيين ويلهثون وراء مصالحهم الخاصة وإرهابيين، وهلم جرا. أي أنه يظهر بدقة الصورة التي لدى المجتمع عن قوات خميني.

وفي هذه النقطة، لا يتحدى الفيلم ذاكرة وإيمان الجمهور خارج نظام الملالي، لأنهم بصرف النظر عن أولئك الذين يتذكرون أحداث الثمانينيات والتسعينيات ورأوا ما ارتكبته قوات حرس نظام الملالي من جرائم في الشوارع والسجون.

فإن الجيل الجديد رأي بأم عينه قبل إنتاج هذا الفيلم الانتفاضتين العظيمتين في 2009 و 2018 على الأقل وأنه تم قمعهما بواسطة هذه القوات الشريرة أيضًا. 

وبعبارة أخرى، فإن قوات حرس نظام الملالي مكروهة ومكشوف عنها القناع اجتماعيًا لدرجة أن هذه المشاهد لا تضيف أي شيء في أذهان الناس ضد هذه القوات القمعية، فالجميع يعرف أن هدفها الرئيسي هو القضاء على مجاهدي خلق.

لذا فإن هذا الفيلم لا تأثير له على الرأي العام بشأن قوات حرس نظام الملالي، وهذه هي النقطة التي يحاول فيها الفيلم كسب ثقة الجمهور خارج النظام فيما يدور فيه من أحداث.

ومن المؤكد أنه قد يفقد مجموعة من الجمهور داخل النظام، بيد أنه لا يستهدف الجمهور داخل النظام في هذه النقطة، بل إنه يستهدف الجمهور الخارجي حتى يقنعه بعدم الميل لمجاهدي خلق والانضمام إلى صفوفهم.

ولهذا السبب يحاول هذا الفيلم أن يقدم صورة مقلوبة عن مجاهدي خلق وعلاقاتهم الداخلية. والفحوى العام للصورة التي يقدمها للجمهور عن مجاهدي خلق هو أن هذه الجماعة ليست رائعة ومحبوبة كما تظنون، وتحدث فيها أحداث كثيرة مزعجة. 

ويظهر نظام الملالي في فيلم "ماجراى نيمروز 1" الذي تم إنتاجه في عام 2016، وعُرض على الجمهور في عام 2017، أنه تم قتل أبرز قادة مجاهدي خلق داخل البلاد على يد قوات حرس نظام الملالي.

كما يظهر فيلم "أحداث الظهيرة 2" أن قوات نظام الملالي هي التي كبحت جماح مجاهدي خلق، على الرغم من امتلاكهم للكثير من المعدات واستيلائهم على عدة مدن في عملية الضياء الخالد، ووصولهم إلى ضواحي كرمانشاه.

لذا، فإن الرسالة الأولى الموجهة هنا على وجه التحديد للشباب الذين  يميلون لمجاهدي خلق، هي أن الفائز في هذه المعركة هو نظام الملالي، وألا يفكروا في الانضمام لمجاهدي خلق.

ولكن يتضح هنا أن هناك تناقضًا، ألا وهو أن معركة مجاهدي خلق مع نظام الملالي لا تزال مستمرة، وأنهم أنتجوا هذا الفيلم من باب الصدفة للحيلولة دون تأثير مجاهدي خلق في الوقت الراهن حيث أنهم مازالوا مستمرين في نضالهم.

ويظهر فيلم "أحداث الظهيرة 2" مشاهد لأفراد عاجزين لا يتمتعون بالحياة، ولاسيما بين النساء المجاهدات.

وهم أولئك الذين يندمون ويتوقون شوقًا للحياة الطبيعية والعيش في ظروف طبيعية بعيدًا عن النضال. لذا، فإن رسالة الفيلم هنا وبالتحديد للفتيات والشابات اللواتي ينضمن إلى معاقل الانتفاضة هي أنهن سوف يفقدن كل ما وهبته لهن الحياة من نعم.

ويظهر الفيلم إحدى النساء مبتورة القدم في محاولة لنقل أصعب أشكال الألم للجمهور حتي يقنع المشاهد بهذه الطريقة أن هذا هو مصيره إذا ما انضم لصفوف مجاهدي خلق.

ولاشك في أن هذا الفيلم ينطوي على تناقض آخر، وهو كيف يمكن أن تتمتع المرأة بمشاركة ضخمة واسعة النطاق في مجاهدي خلق وتشارك في صفوف القيادة بذكاء منقطع النظير، وفي الوقت نفسه يظهرها الفيلم بأنها معوقة. 

إن أكبر كذبة ينطوي عليها الفلم بشأن مجاهدي خلق هي مشهد مذبحة المواطنين العاديين في إسلام آباد بأبشع طريقة ممكنة، بدءًا من الشنق حتى الرمي بوابل من الرصاص وإحراق المواطنين.

 أي أن الغرض من ذلك هو تقديم صورة مروعة وبربرية عن مجاهدي خلق لأولئك الذين ليس لديهم أي فكرة عنهم. والفيلم هنا أيضًا يوجه رسالة إلى معاقل الانتفاضة مفادها أن الطريق الذي تسلكونه سوف يحولكم إلى بشر لا رحمة في قلوبهم وسوف تقبلون على ممارسة أفعال مروعة.

ولا شك في أن الفيلم لم يستطع في هذه النقطة أيضًا أن يقدم أي دليل منطقي على ما يدعي، وأن هذا القدر من العنف الذي ينطوي عليه الفيلم موسوس تمامًا ولا معنى له، ولا يتناسق مع ما أظهره عن مجاهدي خلق قبل هذا المشهد بعده.

إلا أن هذا الفيلم يسعى في نهاية المطاف إلى إرسال رسالة للمشاهد خارج نظام الملالي مفادها أننا أناس سيئون وعنيفون، إلا أن مجاهدي خلق أكثر سوءًا وقسوة منا، ولذلك لا تتبعوهم وتنضموا إليهم، وهلموا لبناء البلاد مع هذا النظام الفاشي (المعترف بأنه سيء وعنيف). فيكف تُبنى بلد بأناس يعترفون بأنهم أشرار؟

هل نجح فيلم "ماجراي نيمروز 2" في تبليغ رسائله المناهضة لمجاهدي خلق للجماهير؟

في يناير الماضي، أي بعد أشهر قليلة من عرض هذا الفيلم للجمهور، عُقدت مناقشة في وكالة "إيرنا" للأنباء، قام فيها ثلاثة خبراء أمنيين في نظام الملالي بدراسة هذا الفيلم.

وهؤلاء هم الأشخاص الذين يتابع اثنان منهم على الأقل قضايا مجاهدي خلق في وزارة الاستخبارات لسنوات عديدة. ويقول أحدهم أن مهمتي في الأساس هي دراسة مجاهدي خلق ومراقبتهم، ويقول أنه قد تم إجراء حوار معه حول إنتاج هذا الفيلم.

ويقول هؤلاء الأفراد في هذه المناقشة أنهم مستاءين من هذا الفيلم. فعلى سبيل المثال، يقول أحدهم، "ما هو الداعي للكذب في فيلم أحداث الظهيرة 2 لإظهار قسوة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وسفك الدماء؟".

من المهم أن نلاحظ أن هذه التصريحات أدلى بها خبراء أمنيون في نظام الملالي. ويقول الخبير المختص إن إظهار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بأنهم شنقوا المواطنين كذب في كذب ولا أساس له من الصحة، وما هو الداعي إلى أن نلجأ إلى الكذب لإظهار عنفهم ثم نظهر لبعضنا البعض أن قواتنا أيضًا ارتكبت هذه الجرائم؟

وهذا يعني أنه يعترف بأن الافتراء على مجاهدي خلق بأنهم شنقوا شخصًا في إسلام آباد كذب محض، ولكن الحقيقة هي أن قواتنا هي التي ارتكبت هذه الجريمة، لأن هناك صور تثبت ذلك. ويقول: لقد صورنا هذا المشهد حتى نبرر ما فعلناه لاحقًا.

وعن مشهد المذبحة المأساوية التي ارتكبها مجاهدي خلق، يقول نفس الخبير الأمني في نظام الملالي: عندما يريدون إظهار وجه قبيح لمنظمة مجاهدي خلق يرمون الجثث في الوسط ويضرمون فيها النيران. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف لقوة تسعى إلى أن تسبق الزمن لتصل إلى طهران خلال 48 ساعه أن تحرق الموتى؟

وإذا كان المشاهد ذكيًا إلى حد ما، فإنه سيدرك هذه النقطة بسرعة ويعممها على القصة الكاملة للفيلم، ويقول من الممكن أنهم يكذبون علينا ويضللونا في المشاهد الأخرى المعروضة في الفيلم.

أي أنهم يعترفون بأنفسهم بأن كل مشهد في الفيلم يدور حول مجاهدي خلق ويرمي إلى التأثير على عقول الشباب مفعم بالأكاذيب.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة