الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران .. البروباغاندا الإعلامیة للنظام تنتهي بسقوط صاروخ على مشارف مدینة زاهدان!

إيران .. البروباغاندا الإعلامیة للنظام تنتهي بسقوط صاروخ على مشارف مدینة زاهدان!

0Shares

یشهد التاريخ تشابه بعض الأحداث بشكل مثیر للدهشة. خلال الحرب العالمية الثانية، بذل هتلر جهداً كبيراً للحصول على القنبلة الذرية. حیازته  لهکذا سلاح فتاک کان من شأنه أن یغیر ساحة الحرب والتاريخ تغییراً جذریاً. لكن هزيمة الجيش النازي في مدینة لينينغراد الروسیة وتقدّم الجيش الأحمر نحو أبواب برلين سلبه هکذا فرصة.

من جانبها تعدّ محاولات نظام الملالي السرية لتطویر التكنولوجيا النووية وتکنولوجیا الصواريخ الباليستية والتي بدأت منذ التسعینیات (سبعينيات السنة الشمسیة)، مثالاً آخر على مثل تلک الخطوات.  

من خلال توظيف علماء أمثال عبد القدير خان الباكستاني وعلماء كوريين شماليين، اغتنم النظام الإیراني الفرصة الذهبیة المتاحة أمامه لتدشین مشروعه فائق الأهمیة بینما کانت الأنظار موجّهة إلی الغزو العراقي للكويت.

وأكدّت سنوات مدیدة من التستر المتقن علی المشروع وإنفاق مليارات الدولارات من ثروات الشعب والممتلكات العامة، أهمية جهود النظام الإيراني للحصول على الأسلحة النووية. لأن امتلاك قنبلة نووية وصواريخ باليستية طويلة المدى تمكّن النظام من دخول دول النادي النووي من خلال تغيير هيكله العسكري.

في الواقع، بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلتها المقاومة الإيرانية ودورها الحساس في الکشف عن حقیقة النظام وتعریة مخططاته الشریرة وقیامها بالعدید من النشاطات والمقابلات في هذا الصدد، تبدّدت جميع الآمال والأهام التي نسجها النظام في مخیّلته علی مرّ السنین.

کما أفاق المنهمک حتی ذلک الحین بالمشاکل المستجدة في العراق والشرق الأوسط، من سباته العمیق وعلم أنه تعرّض للخداع من قبل النظام بفضل جهود المنظمة.

کما أنّ النظام وفي خضم سعیه الحثیث لإخفاء أنشطته المحظورة، قد خدع أجهزة الاستخبارات الغربية بواسطة حیلة أخرى تمثّلت باختلاق وثائق ومستندات مزیفة تفید أن الحكومة العراقية آنذاک برئاسة صدام حسين تمتلك أسلحة نووية وقد أرسل هذه المستندات المزیفة إلى الدول الغربية ونشر الکثیر من الدعايات الکاذبة حول الأمر، مما أثّر بشکل کبیر علی اتخاذ قرار شنّ الحرب ضد الحكومة العراقية لیکون هو رابحها الوحید.

مع رفع ملف محاولات النظام السریة لتطویر التكنولوجيا النووية إلی مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لم يعد النظام قادراً على متابعة المشروع بشکل متواصل، واضطرّ إلى الموافقة علی الاتفاق النووي في ظل العقوبات الدولية الصارمة.

لكن بما أن سياسة الاسترضاء والمساومة مع النظام كانت لا تزال سارية، تجاهل الغرب وعلی وجه التحدید الرئیس الأمریکي أوباما التهديدات الأخرى لنظام ولاية الفقيه. لذلك لم يفرض الاتفاق النووي القيود علی النشاط الصاروخي للنظام وإرهابه الإقليمي کما ینبغي. بدوره استغلّ نظام الملالي هذه الفجوة وواصل سياسته المتمثلة في تطوير وتوسيع صناعة الصواريخ بشکل أوسع.

منذ ذلك الحين، يعمل النظام الإیراني بجدّ لتحسين نوعية صواريخه البالیستیة بعيدة المدى وینجز جمیع عملياته تحت غطاء الأبحاث العلمیة والفضائیة ووضع الأقمار الصناعية في المدار الأرضي.

 

رابع فشل علی التوالي في سلسلة إخفاقات النظام

منذ يناير العام الماضي أطلق النظام الإیراني أقماره الصناعية لثلاث مرات متتالية، لکنها جمیع محاولاته الثلاث باءت بفشل ذریع. وجاءت محاولته الفاشلة الرابعة عشية ذكرى الثورة المناهضة للملكية استکمالاً لسلسلة إخفاقاته المتتالیة!

وفقاً لإحصائيات البنتاغون، أنفق نظام الملالي أكثر من 20 مليار و700 ملیون دولار على مشاریعه العسكرية خلال عام 2017 وحده، وقد مکّن مثل هذا الإنفاق الجنوني على مدى السنوات القليلة الماضية خاصة في فترة ما بعد الاتفاق النووي، النظام من امتلاک أكبر ترسانة صاروخیة.

ما هو السبب الرئيسي وراء هکذا إنفاق هائل؟

لقد بذل نظام الملالي الذي بنی سياسته الخارجية علی أساس شعار الحرب ضد قوی الاستکبار في الشرق والغرب، قصاری جهده للحصول على سلاح عسكري متفوّق لضمان مستقبله. تحقیق مخطط إطلاق صواريخ بالیستیة قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، هو الهدف الرئيسي وراء الاستثمارات الكبيرة والإنفاقات الهائلة التي یضخّها النظام علی صناعة الصواريخ. لأنه بمرور الأیام بات أكثر عزلة سياسياً واقتصادياً على الساحة الدولية، وأمسی یستشعر حاجة ماسة إلى هذه الصناعة.

الإعلان عن رابع فشل للنظام!

تمّ الإعلان یوم الأحد عن المحاولة الفاشلة الرابعة للنظام لوضع قمر "ظفر" الصناعي في المدار الأرضي المطلوب.

بذل "جهرمي" وزير الاتصالات والجهاز الدعائي للنظام قصارى جهدهما للتخفیف من وطأة فشل المحاولة بالحدیث عن نجاح عملیة إطلاق الصاروخ ومحاولة تحویله إلی انتصار ملحمي عشية ذكرى اغتصاب الملالي للسلطة في إيران.

نجاح هذه المحاولة التي مُنیت بفشل ذریع کان بالغة الأهمیة بالنسبة لولي الفقیه العاجز والمستأصل عقب انتصارات انتفاضة نوفمبر إلی درجه أنه تمّ بث عملیة إطلاق الصاروخ مباشرة على تلفزيون النظام!

هذا وأن النظام قد تلقّی العديد من الضربات القاضیة خلال العام الماضي. زیادة أسعار البنزين لتعویض عجز الميزانية والذي أثار انتفاضة شعبية عامة، نفوق قاسم سلیماني الرجل الثاني في النظام والذراع الاستراتيجي لخامنئي وأداة إثارة الفتن والحروب والقمع في المنطقة، تلاه حادث إسقاط الطائرة المدنیة الأوکرانیة بصواریخ الدفاعات الجویة للحرس والتستر علی الأمر لعدة أیام وتدفّق الطلاب إلى الشوارع بشعار "سلیماني قاتل وقائده (خامنئي) باطل" و"الموت لخامنئي" احتجاجاً علی الأمر، عجز النظام في الالتفات على العقوبات التي أغرقت النظام في بحر من الأزمات الاقتصادية إلی جانب العدید من الأزمات المستعصیة الأخری، قد دفع خامنئي إلی السعي الحثیث من أجل تسجیل نجاح واحد والتباهي به في ذكرى اغتصاب السيادة الشعبیة في إیران.

لتحقیق هذا المبتغی، روّج الولي الفقیه -بمساعدة أبواقه الدعائیة- منذ فترة طويلة إلی أنه سیرسل صورة قاسم سليماني إلى الفضاء إلخ، لكن هذه المحاولة البائسة أیضاً تحوّلت إلى هزيمة جدیدة شديدة الوطأة بالنسبة للنظام بعد أن عُثر علی حُطام القمر الصناعي في محافظة سیستان وبلوشستان.

فرصة محدودة أمام "الزعیم" للانتحار

وصلت جيوش الحلفاء إلى برلين قبل حيازة هتلر للأسلحة النووية، ولم يكن یملک إلّا قلیلا من القوت یکفیه فقط للانتحار قبل أن يرى سقوط الرايخ الثالث بأمّ عینه.

أظهر نظام الملالي الدیکتاتور على مدى السنوات الأربعین الماضية أنه لم يستخلص أي دروس من الجهود العقيمة التي بذلها الدیكتاتوريون من قبله، وأنه في عجلة من أمره للحصول على أسلحة نوویة وصواريخ بالیستیة.

تحقيقاً لهذه الغاية، حجب النظام النظر عن احتیاجات ومتطلبّات الشعب الإيراني بینما ینفق مليارات الدولارات من ممتلكاته علی مشاریعه الإرهابیة. لكن جيش الجیاع والعاطلين عن العمل والشباب الثوار الأبطال، لن يمهلوا الفاشية الدينية الحاكمة في إيران فرصة لتنفیذ مخططاتها، وعاجلاً سیضیق هذا الجیش الخناق على نظام ولاية الفقيه ولن یجد "الزعيم" إلا فرصة محدودة فقط للانتحار.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة