الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران .. الإقامة في الحاويات جرح عميق لأهالي سربل ذهاب

إيران .. الإقامة في الحاويات جرح عميق لأهالي سربل ذهاب

0Shares

في كثير من الأحيان تبقى الذكريات غير الملفتة للنظر من مصاعب الماضي في الذاكرة بمرور الزمن، ولكن ماذا يمكن للمرء أن يفعل عندما تنهال علينا المصاعب وتتعمق الجروح بدلًا من شفائها؟ 
هذه هي التجربة المثيرة التي يعيشها منكوبو الزلزال في مدينة سربل ذهاب. فقد مضى ما يقرب من ألف يوم منذ وقوع هذا الزلزال المدمر. حيث انهارت منازل الفقراء المبنية من الطين على رؤوسهم وبدأ التشرد وانهيال المشاكل التي لا نهاية لها على رؤوس أهالي هذه المنطقة.  
وهرع الناس لتقديم المساعدة، ونصبت حاويات، لتكون مأوى بدائي لهم للعيش فيها باعتباره بلسمًا لآلامهم في الأيام الأولى.
وتخلى نظام حكم الملالي عن المواطنين، حتى أن أولئك الذين لديهم القليل من الثروة ليسوا لديهم القدرة على استكمال الإعمار  بسبب ارتفاع تكلفة مواد البناء.
وبدأ إعمار 9200 وحدة في مدينة سربل ذهاب، وتم الانتهاء من إعمار 5500 وحدة منها حتى الآن. 
وهناك مجموعة أخرى ليست بالقليلة العدد، لم يتمكنوا حتى الآن من استكمال بناء منازلهم بعد مرور ما يقرب من عامين على وقوع الزلزال.
وبناء منزلي في الوقت الراهن في مرحلة صب الأساس وبعيد المنال بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء ونقص الموارد المالية، ولم يعد بإمكاني مواصلة العمل أكثر من ذلك. 
فبالله عليكم، كيف يمكن ترك منازل المنكوبين بالزلزال نصف مكتملة، في حين أنه يتم المضي قدمًا في إنجاز مشاريع مرتزقة نظام الملالي في لبنان بسرعة بالتمويل من ميزانية الشعب الإيراني؟!
وهنا في ضاحية جنوب بيروت التي تنتشر فيها قوات حزب الله، حيث بنيت المنشآت اللازمة لهذا الحزب الشيطاني؛ يعيش الناس في هذا الحال منذ أقل من 7 سنوات، بيد أنه لم يتبق أي دمار في هذه المنطقة ولا في أي مكان آخر في لبنان منذ حرب الـ 7 سنوات إلا وكانت إيران وراءه. 
إن الحياة بالنسبة لساكنى الحاويات الذين ليسوا لديهم حتى قطعة أرض لبناء منزل أسوأ من حال السكان في لبنان، حيث أنه تم التخلي عنهم وهم يعيشون في هذه الورطة دون أي دعم.  
السلام عليكم، اليوم 21 أبريل 2020، نحن هنا في سربل ذهاب، وتحديدًا في حي قوات الشرطة. لقد مر حوالي 891 يومًا على وقوع الزلزال ومازلنا نعيش في الحاويات، ويوجد هنا الآن عدة عوائل، وقطعوا علينا المياه والكهرباء لمدة 3 أيام، ولم يسمحوا لنا بالبقاء هنا بسبب التزمت المفرط. ثم إنني الآن لدي طفل عمره شهر واحد وتركته الآن في منزل أحد أقاربي لأن زوجي ليس لديه أي مصدر للدخل وهو عاطل عن العمل الآن ولا أعرف ماذا أفعل، والطقس حار جدًا، والوضع صعب حقًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى. 
والجدير بالذكر أن معظم القاطنين في الحاويات هم من المستأجرين السابقين، غير أن الإيجارات والقروض العقارية الجديدة أصبحت أرقام فلكية ولم يعد بإمكانهم السداد، ومازالوا مضطرين إلى قضاء عمرهم في الحاويات.
أنا توران همتي، وزوجي يعاني من آلام المرض منذ 15 عامًا، وليس لدي أموال لسداد القرض العقاري وسداد الإيجار.

وهذه هي المرة الألف التي يقطعون فيها المياه والكهرباء عنّا، ونذهب ونقوم بتوصيلها مرة أخرى. 
مشكلتنا في الحياة هي أننا ليس لدينا أي مصدر للدخل على الإطلاق ولا أرض ولا زراعة. 
لقد وعدوا منكوبي الزلزال في سربل ذهاب، في السنوات الأخيرة بتوفير أراضي للمستأجرين، بيد أنه بعد مرور ما يقرب من 3 سنوات لم يتم الوفاء بهذه الوعود، حالهم في ذلك حال غيرهم من منكوبي الزلزال.
والجدير بالذكر أن الوعد بتوفير أرض للمستأجرين المنكوبين بالزلزال في مدينة سربل ذهاب لم يتجاوز حد تسجيل الأسماء حتى الآن، ولم يعد للمستأجرين أي أمل في تحقيق هذا الوعد الواهي. لقد سجلنا أسمائنا لاستلام الأرض، بيد أنهم لم يردوا علينا حتى الآن. 
وعلى الرغم من المتابعات العديدة التي قمنا بها، لم نصل إلى نتيجة مثمرة حتى الآن. 
أطلق حديث في البداية من دون قصد أو على شكل خطأ بأن  يحلوا مشكلة المستأجرين بطريقة أو بأخرى، بمعنى أنه كان بإمكانهم توفير الأراضي والمنازل للمستأجرين، فضلًا عن بناء المدينة بعد وقوع الزلزال مباشرة، وللأسف هذا لم يحدث. 
والحقيقة الجلية هي أن نصيب سكان مدينة سربل ذهاب التي ضربها الزلزال ليس أكثر من الحرمان، والغريب أن نظام الملالي الفاشي اللاإنساني منح القاطنين في الحاويات مهلة مدتها 48 ساعة لإخلاء الحاويات، قائلًا: لقد منحناهم مهلة مدتها 48 ساعة لكي يجدوا مأوى لأنفسهم.

ولكن من أين وكيف يجدوا المأوى؟ ! في الحقيقة هذه هي سياسة نظام الملالي المناهضة للشعب ؛ التي تدفع ثمنها جماهير الشعب المحرومة في إيران.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة