السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران..الأصوات المطالبة بالتطعيم ضد "كورونا" تتعالى والنظام في "ورطة"

إيران..الأصوات المطالبة بالتطعيم ضد “كورونا” تتعالى والنظام في “ورطة”

0Shares

استخدم روحاني كل مهاراته في الاحتيال في اجتماع مقر كورونا في 6 آذار / مارس للتشكيك في إمكانية تحضير وتوفير اللقاحات والتطعيمات، وقال "إنتاج اللقاح محدود في العالم، لا يمكن إنتاج اللقاح لكل أفراد العالم، ناهيك عن أنه ليست هناك عدالة، وتشتري الدول الغنية اللقاحات قبل الآخرين!".

وذهب روحاني إلى أبعد من ذلك في تبرير جريمة رفض التطعيم، وأضاف: "حتى لو كان هناك لقاح فعملية التطعيم محدودة، هل يمكن تطعيم الجميع؟ توفير مناعة اللقاحات غير متاح دائما أيضًا!" "إذا كان اللقاح متوفرًا، فإننا نواجه هذه المشكلة مرة أخرى!".

ظاهرة غريبة

تخرصات روحاني عن اللقاح تأتي في وقت تجري فيه: "أكبر حملة تطعيم في التاريخ في جميع أنحاء العالم، حيث تم حقن 225 مليون جرعة من اللقاح المعتمد عالمياً ضد (كوفيد 19) في 100 دولة مختلفة".

لا يوجد مكان في العالم، ولا في أي دولة سوى إيران المنكوبة بالملالي يتحدث مسؤولوها ضد اللقاح ويعملون على عرقلة الحصول عليه، ويحشدون أجهزتهم الدعائية ضده، لدرجة نشهد برامج غريبة عبر الإذاعة والتلفزيون لمناهضة برامج مكافحة التطعيم بما في ذلك شركة فايزر وموديرنا!".

في جميع دول العالم، يظهر كبار المسؤولين أولاً أمام الكاميرات ويحاولون تشجيع الناس على التطعيم عن طريق حقن اللقاحات المعتمدة؛ لكن في إيران، لم يخرج خامنئي وروحاني، من الحجر الصحي متعدد الحلقات لعدة أشهر خوفًا من الإصابة بكورونا ولم يلتقيا بأي شخص، لكن بعد الإعلان عن الموافقة على فايزر وموديرنا، ظهرا فورا في سلسلة من الاجتماعات وجهًا لوجه؛ لذا لا شك في أنهما نفسهما خضعا للتلقيح بشكل عاجل، غير أنهما في نفس الوقت يؤكدان: اللقاحات الأمريكية والبريطانية غير مسموح لها بدخول البلاد!" (خلال حديث لخامنئي في 8 يناير).

من ناحية أخرى، عندما يزداد الطلب على اللقاح في المجتمع ويشعر الملالي بالتهديد، فإنهم يقدمون عددًا صغيرًا من اللقاحات في محاولات استعراضية ونشرها عبر أبواق الدعاية، لكن القضية مفضوحة لدرجة أن صحفهم تكتب: "كل هذا، والنقطة الأقل ملاحظة هي الضعف والسير بشكل أكثر بطئاً من السلاحف في عملية تطعيم المواطنين"، وتضيف "وما تم القيام به عمليا حتى الآن هو التطعيم بعشرات الآلاف من الجرعات فقط!"، كما أشارت صحيفة آرمان الحكومية في 3 مارس.

كورونا درع حماية للنظام

سبب هذه المعارضة المستهجنة للقاح واضح، ويكمن في أن كورونا هو الدرع الفريد من نوعه لنظام ولاية الفقيه، فبعد الانتفاضتين العارمتين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 ويناير2020، تلمس الملالي إمكانية الإطاحة بنظامهم، وفجأة جاء كورونا لمساعدتهم مؤقتًا كفرصة لإخماد الانتفاضة.

وعلى هذا الأساس يتمنى خامنئي وروحاني أن يبقى كورونا مستمرا على حساب قتل أبناء الشعب الإيراني، حتى يتمكنا من إطالة عمر نظامهما المشين لأطول فترة تحت حماية الوباء.

 ويمكن رؤية هذا الحلم أيضًا في كلام خامنئي وروحاني اللذين يقولان ”إن خطر كورونا أكبر مما كان عليه العام الماضي! الخطر منتشر! وعلينا التخطيط لمدة عام، وربما أكثر من ذلك".

لكن مع انتاج اللقاح وبدء توزيعه في مختلف أنحاء العالم، بدأت بداية نهاية كورونا مع كل ما نشهده من تقلبات، ما بات يدفع خامنئي وروحاني للشعور بقلق عميق من فقدان هذا الدرع الذي لا يقدر بثمن، الدعاية السلبية لروحاني حول اللقاح والأكاذيب التي تقول إن "هناك خوفًا من اللقاح في العالم" هي بالتحديد بسبب هذه المعارضة للقاح.

عواقب اجتماعية خطيرة

بطبيعة الحال، فإن مثل هذه المعارضة الهستيرية للتلقيح لها عواقب فادحة على النظام، لأن الطلب الآن على اللقاح يتزايد بشكل كبير بين سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة، هناك العديد من الأصوات داخل النظام أصبحت تتعالى لدرجة أن هنالك من يؤكد بأن "وضعنا لن يتحسن حتى اليوم الذي لا يوجد فيه لقاح"، و"أننا أكثر تخلفًا في التطعيم من جيراننا في البلدان المتخلفة!"، وتذكر هذه الأصوات بالخطر المحتمل لاندلاع إنتفاضة، حيث باتوا يدقون ناقوس الخطر تحذيرا من ممارسات السلطات لتحويل قضية اللقاح إلى أزمة! (حسب ما ورد في صحيفة آرمان الحكومية، الصادرة في 6 مارس).

ويمكن استخلاص حقيقة مفادها أنه على الرغم من استفادة الملالي من وباء كورونا لمدة عام مضى ليكون درعا لحمايتهم من الانتفاضة، لكن الآن بعد أن بدأت عملية القضاء على كورونا باللقاح، يرى خامنئي وروحاني أن نظامهما غير محمي ضد الانتفاضة، ما أدى لإصابتهم بحالة من الهلع من جديد.

إنهما يحاولان عبثًا إبقاء حليفهما كورونا من خلال الدعاية السلبية ضد اللقاح ومنعه من دخول البلاد، لأن الغضب المتزايد الآن بشأن الطلب على اللقاح قد تضاعف بسبب الاحتقانات الهائلة الناجمة عن وطأة الفقر وارتفاع الأسعار وتدهور المستوى المعيشي للمواطن الإيراني، واستمرار الحكم الديكتاتوري الجاثم على صدور الإيرانيين لما يقرب 42 عامًا، يمكن أن ينفجر في أي لحظة ليقتلع ديكتاتورية الملالي من جذورها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة