الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران .. إعادة فتح الأماكن الدينية وعواقبها

إيران .. إعادة فتح الأماكن الدينية وعواقبها

0Shares

في يوم الجمعة 25 مارس  أمر روحاني وزير الصحة، نمكي بتقديم الإرشادات المتعلقة بإعادة فتح الأماكن الدينية والأضرحة المقدسة، مدعيًا أن مراعاة البروتوكولات الصحية ممتازه للغاية و ”مصدر فخر”، وتسمح بإعادة فتح هذه الأماكن.

 وحاول عدد من كبار المسؤولين في نظام الرعاية الصحية والعلاج في نظام الملالي أن يدرأوا روحاني وسيده خامنئي عن تنفيذ هذا القرار مشيرين إلى أن الوضع ليس في طريقه إلى التحسن على الإطلاق فحسب، بل يتجه إلى الأسوأ، بيد أن مساعيهم باءت بالفشل. 

 وجادل البعض بأن حجة روحاني لبدء المشاريع التجارية هي أنه إذا التزم الناس بالبقاء في منازلهم، فإنهم سوف يموتون جوعًا. وفيما يتعلق بإعادة فتح المساجد والأضرحة المقدسة، ما هي حجته في الزج بأبناء الوطن في هاوية الوفاة بكورونا؟ ولماذا يصر الملالي بشدة على ذلك؟ 

  

 السبب الاقتصادي لإعادة فتح الأماكن الدينية

 

نظرًا لأن المساجد والأضرحة المقدسة هي المتجر الدائم للملالي ووسيلة ارتزاقهم، فمن الطبيعي  أن يكونوا متحمسين لإعادة فتحها؛ خاصة وأننا نعلم أن الأضرحة والعتبات المقدسة مثل الروضة الرضوية، وحرم السيدة معصومة (نجلة الإمام موسى كاظم) في مدينة قم، وغيرها من العتبات المقدسة، من أكبر مصادر الدخل لنظام الملالي وخامنئي نفسه.

وتشبه الروضة الرضوية بأوقافها الشاسعة جدًا وأصولها الضخمة باسم الإمام رضا اتحادًا احتكاريًا اقتصاديًا ضخمًا يسيطر عليه خامنئي وزمرته بمخالبهم تمامًا.

وبإغلاق هذه العتبات يُغلق في وجه الملالي وخامنئي شخصيًا قناة ضخمة لجني الثروة. ولابد أن يضع الملالي في اعتبارهم أن حجم أضحيات ونذور الناس سيزداد في ظل ظروف تفشي وباء كورونا ومعاناتهم وعجزهم إلى أقصى درجة، وأنه بإغلاق هذه العتبات سيفقد الملالي هذه الأموال والأرباح الضخمة.

خاصة وأن الأضحيات والنذور تزداد في شهر رمضان وليالي القدر، وكما أن سوق ليلة العيد مهم للتجار، فإن سوق رمضان وسوق محرم بالنسبة للملالي الذين يعيشون على هذا الطريق من الرزق لهما أهمية كبيرة جدًا، ولا يمكن للملالي التخلي عن هذه الأرباح الضخمة.

 

 السبب السياسي والاجتماعي

 

بالإضافة إلى أن هذه الأماكن الدينية والمساجد، ولاسيما صلوات الجمعة، ذات أهمية سياسية واجتماعية كبيرة لنظام الملالي.

فإن  هذا النظام يعتبر صلاة الجمعة أهم منبر له، حيث أنه يمضي قدمًا في سياسته بشكل رئيسي من هذا الطريق، وبتوقف صلاة الجمعة يُحرم نظام الملالي من نقطة الارتكاز السياسية والاجتماعية والدعائية هذه.

  بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل شبكة تجسس وقمع من قوات الباسيج  والمداحين والبلطجية حول مساجد الضرار الحكومية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، والمساجد هي المكان الموثوق فيه لتجمع هذه القوى القمعية، وبإغلاق هذه المساجد يتلقى نظام الملالي ضربة موجعة أيضًا.

 

 الاختيار بين الخطر المرتقب والخطر القائم

 

بما أن إعادة فتح الأماكن الدينية والسماح بالتجمعات في هذه المراكز يؤدي إلى تفشي فيروس كورونا الفتاك بشكل واسع  النطاق ومخيف، ألم يقلق خامنئي وروحاني  من أن الآثار الكارثية لهذا القرار ستكون دمارًا عليهما؟ ألم يضعا في اعتبارهما خطر هذا الأمر وعواقبه؟

في الواقع، الإجابة مزدوجة على هذا السؤال، فإما اختيار حياة الناس أو المصالح الاقتصادية وأمن نظام الملالي، وهو نظام اختار المصالح الاقتصادية وأمن النظام بما لا يدع مجالًا للشك وبالإجماع، ويدفع ثمن ذلك على حساب أرواح الناس بلا رحمة.

وأعلن خامنئي ذلك بوضوح في خطابه في 9 أبريل  2020 بمناسبة منتصف شعبان، قائلًا: " يجب علينا أن نواصل عجلة الإنتاج مهما كان الثمن"  وعبارة "مهما كان الثمن" تنطوي على معنى خاص، ألا وهو أن عدد الوفيات ليس بالأمر المهم، إذ إن المهم هو النظام الفاشي والحفاظ على بقائه في الحكم، وأن هذا الأمر هو الواجب الأكثر إلحاحًا.

وفي نفس الخطاب قلل خامنئي من أهمية وفيات كورونا مهما كان العدد، قائلًا: " يعتبر وباء كورونا مشكلةً تافهةً مقارنة بالعديد من المشاكل.

ثم صرح بأن: "مشكلة كورونا لن تجعلنا في غفلة عن مؤامرة الأعداء". لذا، فإن القضية الرئيسة بالنسبة للنظام وخامنئي هي أمن النظام ليس إلا، وأن شبكة الملالي إلى جانب المساجد الضرار مكان هام ومحوري في هذا الهيكل الأمني.

ولهذا فمن الطبيعي أن تُفتح المساجد والأماكن الدينية مهما كان الثمن، في ظل الظروف التي يواجه فيها نظام الملالي تهديدًا من الأعداء، ألا وهم الشعب والمقاومة الإيرانية.  

 ولا شك في أن نظام الملالي يخشى من الحجم الكبير لوفيات كورونا ويشعر بالخطر لأنه خطر أمني بالفعل، بيد أن الخطر العاجل القائم بالنسبة للنظام الفاشي هو تحرك جيش العاطلين عن العمل والجياع.

وفي الواقع، في اختياره بين السيئ والأسوأ اختار نظام الملالي السيئ. حيث قال روحاني مؤخرًا: " كورونا مرض، ولكن البطالة خطر كبير. ولا يجب أن نسيطر على وفيات كورونا ونتجاهل الوفيات الناجمة عن الفقر والبطالة".   

 لذلك، كما قال قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في رسالته في 11 أبريل 2020، فإن خامنئي وروحاني، اعتمدا استراتيجية زيادة الخسائر في الأرواح والزج بأبناء الوطن في حقول ألغام وباء كورونا من أجل الحفاظ على النظام القروسطي من خطر اندلاع الانتفاضة والإطاحة بهذا النظام برمته في ظل العقوبات، مثلما فعل في مذبحة السجناء السياسييين.

بيد أنه على أي حال لا يمكن لنظام الملالي أن ينجو من آثار وعواقب هذه الجريمة الكبرى التي ارتكبها في حق الشعب الإيراني.   

 وأكد قائد المقاومة الإيرانية في نفس الرسالة على أنه: "إذا كان نظام الملالي يرى وفاة كل شخص فرصة ونعمة، فإننا يجب علينا أن  نحول كل حالة وفاة إلى دقات ساعة الصفر لاندلاع الانتفاضة وناقوس الإطاحة من خلال الثورة وخوض حرب شرسة ضد هذا النظام اللاإنساني. كما أكد على أن مرحلة الاستبداد ونظام الدجل المعادي للبشرية قد انتهت". 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة