الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران .. أزمة الانتخابات وعواقب الانقسام في زمرة الأصوليين

إيران .. أزمة الانتخابات وعواقب الانقسام في زمرة الأصوليين

0Shares

لا تزال الانتخابات والأزمة الناجمة عنها هي القضية الأكثر أهمية على مائدة مفاوضات نظام الملالي .كما  كانت هذه القضية المحور الرئيسي في منابر صلاة الجمعة، حيث أن ممثلي الولي الفقيه في صلوات الجمعة كانوا يناشدون المواطنين المشاركة فيها خوفًا من ركود مسرحية الانتخابات. وتزامنت هذه المناشدات مع الهجوم على روحاني وزمرة الإصلاحيين من ناحية، والدفاع عن الولي الفقيه التعيس الرجعي من ناحية أخرى.  

 
ففي طهران، كان الملا صديقي يخاطب في تصريحاته روحاني وزمرته ويوصي بعدم التصويت للمرشحين الذين لا يجب التصويت لهم، قائلًا: لا يجب على الممثلين الأمناء المخلصين للثورة التوقيع على اتفاقيات متعددة الأطراف وكأنهم أجانب.
وأكد الملا علم الهدى على أهمية هذه الانتخابات وأنه لا توجد انتخابات في الماضي تضاهي هذه الانتخابات في مدى خطورتها وتأثيرها.

 نظام الملالي ورسالة إفلاس مسرحية 11 فبراير
إن السبب الرئيسي في كل هذا الرعب من ركود مسرحية الانتخابات ناجم عن أن مسيرة 11 فبراير التي وصفها النظام نفسه بأنها مناورة للانتخابات، فشلت فشلاً ذريعًا. ففي طهران التي كانت محور اهتمام نظام الملالي وفي ساحة " آزادي " التي كانت مركزًا لهذه المسرحية، تظهر مقاطع الفيديو والصور المنشورة التي تم التقاطها من هذه الساحة أثناء خطاب روحاني أن الحشد الموجود حول المنبر يقدر بحوالي 2000 شخص.

كما أن هؤلاء المحتشدين هم نفس بلطجية خامنئي الذين كانوا يسخرون من روحاني مرددين "الموت لروحاني وكانت بقية الساحة خالية.

وكان الوضع في المدن أكثر خزيًا وعارًا . والنقطة الأخرى هي أن نظام الملالي أقام مراسم الأربعين للمجرم الجلاد الهالك قاسم سليماني بالتزامن مع مسيرة 11 فبراير لكي يضفي عليها حسب عقله البليد المزيد من الانتعاش، إلا أن هذه الخدعة باءت بالفشل هي الآخرى لدرجة أنه فضل ألا يتمادي في مراسم الأربعين والتزم الصمت قدر الإمكان، وبناءً عليه، فإن جرعة الدعاية الكاذبة التي لجأ إليها الولي الفقيه في جنازة المجرم سليماني كانت من نسج خياله. 

والحقيقة الناصعة هي أن انتفاضة نوفمبر كانت مشهدًا للبداية الأولى لانهيار قوات الولي الفقيه. كما أن مسيرة 11 فبراير سلطت الضوء بشكل مضاعف على أن نظام ولاية الفقيه لم يعد قادرًا حتى على جلب قواته المرتزقة إلى الساحة.

والقضية الأخرى التي أحبطت معنويات خامنئي هي الانقسام الحاد بين عناصر زمرة الأصوليين عشية مسرحية الانتخابات. لأن الفرق المختلفة في هذه الزمرة قدموا حتى الآن 7 قوائم مختلفة ولم ينجحوا في الاتفاق حول القائمة ورئيس قائمة المجموعة.
وأدى هذا الانقسام في زمرة الأصوليين من ناحية، إلى تفاؤل زمرة الإصلاحيين التي من الممكن أن تستفيد من الانقسام في زمرة الأصوليين وأن تفوز بالمزيد من المقاعد في المجلس أكثر مما كانوا يتوقعون ويشكلون أقلية قوية في المجلس.

ومن ناحية أخرى، أدى هذا الانقسام إلى قلق الولي الفقيه بشدة من المجلس الحادي عشر، ويمكننا إدراك هذه الحقيقة في تصريحات أئمة صلاة الجمعة، ومن تصريحات علم الهدي على وجه الخصوص، حيث قال : " قفوا عند باب مجلس شورى الملالي، ولا تسمحوا لمجموعة أن تدخل المجلس، أولئك هم من يختلفون مع القيادة، حتى ولو كانوا قلة".  (14 فبراير 2020)

 السبب الرئيسي للرعب
بغض النظر عن المنافسات بين الزمر، فإن ما يشغل بال زعماء نظام الملالي ولاسيما خامنئي هو تصاعد مقاطعة الانتخابات بحيث لا يتمكن للولي الفقيه من الإعلان عن حصوله على عدد من الأصوات يفوق ما أعلن عنه في الانتخابات السابقة التي تم هندستها  قبل الانتخابات(34 مليون صوت ) .

إضافة إلى زيادة  حوالي 3 ملايين صوت بشكل مبدئي . وفي هذه الحالة سوف يتلقى الولي الفقيه ضربة سياسية شديدة، خاصة وأن روحاني ووزارة الداخلية قد يكونوا هذه المرة  مصدر قلق للولي الفقيه في الإعلان عن الإحصاء الذي يروق له، إلى حد ما.      
وعبر صادق خرازي، من العناصر ذات الميول الإصلاحية عن خوفه من المقاطعة في حوار متلفز في 12 فبراير 2020، قائلًا : " كل من يقاطع الانتخابات لا ينتمي لهذا الشعب.  كل من يقاطع الانتخابات ينتمي للأجانب الذين يريدون الإطاحة بهذا النظام من على وجه الأرض. ولا خيار لنا لمواصلة العيش والاستقرار السياسي في إيران سوى أن نتحمل بعضنا البعض، وليس أمامنا خيار آخر". 
إن هذه التصريحات المشتركة بين الزمرتين الحاكمتين تدل على رعبهما من الانقسام الذي سيحدث في قمة النظام الفاشي بسبب الانتخابات وقدرة العدو الأصلي للنظام على استغلاله وتنفجر الانتفاضة.  
وفي هذا الصدد، قام النظام الفاشي بحملة اعتقال واسعة النطاق على أنصار وأسر مجاهدي خلق ليمنع انفجار الانتفاضة، وبث مناخ من الرعب في أيامه الأخيرة من ناحية، ويقوم بإعدام السجناء الأبرياء كل يوم تقريبًا من ناحية أخرى. الأمر الذي يدل على شدة رعب الولي الفقيه من الظروف المتفجرة في المجتمع .  
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة