الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتإنه عقرب وليس فراشة

إنه عقرب وليس فراشة

0Shares

بقلم:سهى مازن القيسي

 

الطبع يغلب التطبع، ويبقى الاصل والاساس هو الذي يسود وماعداه فإنه مجرد إضافة عرضية أو جانبية سرعان ماتزول، ومن هنا، فإن سياسة المماشاة والاسترضاء والمهادنة التي إتبعتها البلدان الغربية مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية القائم أساسا على نظريـة ولاية الفقيه الاستبدادية القمعية الرافضة للآخر، من أجل کسب ودها وأملا في تغييرها وتأهيلها، لم تثمر في نتيجتها ومحصلتها النهائية إلا على الخيبة خصوصا بعد أن رأى العالم کيف إن الاتفاق النووي الذي تم إبرامه مع هذا النظام أثمر عن توسيع نطاق تدخلاته في المنطقة وتطوير برامجه الصاروخية من جانب وعن زيادة قمعه لشعبه وإفقاره وزيادة حرمانه، من جانب آخر.

هذا النظام الذي يحترف ممارسة الکذب والخداع والتمويه ويقوم بإستخدام ذلك على أفضل مايکون مع المجتمع، لابد لنا أن ننوه بکيفية خداعه لإدارة الرئيس الامريکي الاسبق کلينتون والتمويه عليه برداء الاصلاح والاعتدال المزيف وإقناعها بإدراج منظمة مجاهدي خلق، أهم وأقوى معارضة سياسية فعالة بوجه النظام ضمن قائمة الارهاب في مقابل وعود کاذبة بأن يقوم النظام بخطوات لتطبيع علاقاته مع المجتمع الدولي، ولم يکن هذا الاتفاق الکارثي إلا واحدا من أکبر الاخطاء التي قامت بها الولايات المتحدة الامريکية في تعاملها مع القضية الايرانية، خصوصا بعد أن صار واضحا الآثار السلبية جدا لهذا القرار على داخل إيران من جهة وعلى مسيرة النضال ضد هذا النظام وتغييره.

مثلما لم يسفر الاتفاق النووي عن أية نتيجة إيجابية فإن إدراج المنظمة أيضا ضمن قائمة الارهاب قد کانت نتيجته أيضا بالغة السوء، وفي الحالتين، کانت أمريکا والدول الغربية تتصور بأنه يمکن تدجين وإستئناس هذا النظام وجعله مقبولا، وتناسوا بأنه من المستحيل وعلى وجه الاطلاق أن ينقلب العقرب السام فراشة وديعة، ومن هنا، فإن کشف المخابرات البلجيکية والالمانية عن العملية الارهابية الاجرامية التي کان النظام الايراني يسعى للقيام بها ضد المٶتمر السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي أ‌قيم في اليوم الاخير من يونيو/حزيران المنصرم، والذي يجب أخذه هنا بنظر الاعتبار والاهمية القصوى، هو إن هذا التجمع کان تجمع الانتفاضة والبديل الديمقراطية، وکان يبحث في مرحلة مابعد سقوط هذا النظام الذي بات وشيکا، وإن السعي لهکذا جريمة کان لأکثر من هدف، فهو من زاوية کان يريد أن يتهم المنظمة بها ومن زاوية أخرى کان يريد إلقاء الرعب في نفوس وقلوب المشارکين کي لايشارکون مستقبلا مستقبلا بمناسبات أخرى مشابهة من زاوية أخرى، بالاضافة الى إنه کان يريد من خلال هذه العملية الارهابية أن يرسل رسالة خاصة للشعب الايراني من إن يده تطال معارضيه أينما کانوا ولايمکن إسقاطه، ولکن جرت الامور بصورة مغايرة وبقى سواد الوجه للنظام مثلما کانت هذه العملية بمثابة إدانة صريحة لسياسة مماشاة النظام وعدم جدواها بالمرة، وإن الحل کان وسيبقى في دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة