السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتإنتفاضة خوزستان ممثلة لسخط ايران كلها على نظام الملالي

إنتفاضة خوزستان ممثلة لسخط ايران كلها على نظام الملالي

0Shares

    تمثل انتفاضة خوزستان بقيمها وكيفيتها واستمراريتها وانتشارها غضب إيران كلها، وتحديا ورفضا لسياسات وإدارة نظام الملالي طيلة 42 سنة.

    لقد هزت التوترات والتحديات والاضطرابات التي أعقبت انتفاضة خوزستان جسد وبنية نظام الولي الفقيه، فقليل ما نتذكر أن دخلت وسائل إعلام النظام في حلة تعبئة كاملة لشرح الأوضاع والبحث عن حلول  للأزمة في السنوات الماضية، واليوم يشكل الإقرار بالإدانة الجنائية والسياسية والاقتصادية والإدارية مصيبة وتحديا كاملا لادراة نظام الملالي في داخله، وتكشف انتفاضة خوزستان عن كل الجروح التي طال أمدها سياسيا وإداريا في نظام الملالي، وتحذر منها وسائل الإعلام الحكومية باستمرار.

  ومشكلة خوزستان ليست بمعزل عن صراع إيران كلها لنظام ولاية الفقيه، وتعد أزمة المياه الحادة في خوزستان والتي تعتمد عليها أيضا حياة الطبيعة والحيوانات جزءا من هذه التناقضات التي لا يتم حلها في محيط الإنسان لتوفير حياة طبيعية له في جميع أنحاء إيران، وتحتد الآن وتتشابك الأزمات الحادة في الحياة البشرية والطبيعة بإيران ويقومون اليوم بمعاقبة النظام الديني.

   لقد تحولت الأزمة السياسية في خوزستان ضد نظام الملالي إلى صيحة ضده وقد أوضح الخبراء أن أصل هذه الصيحة وسببها من وجهة نظر علمية لم يكن إلا مجرد فساد سياسي ونهب اقتصادي من قبل حكومة ولاية الفقيه، ولا زالت الاسباب قائمة، وفي هذا الصدد  كتب 543 أستاذا جامعيا في رسالة إلى رؤساء السلطات الثلاثة بالحكومة في 23 يوليو 2021 حول سبب موت المياه والطبيعة في خوزستان جاء فيها:

"أن المشاكل الحالية ناجمة من نفس القرارات غير المهنية، والتي تستند في الغالب إلى الصراعات السياسية على السدود، وتحويلات المياه، والتدخل في النظام البيئي وتعطيله، وحرف الأعمال التجارية عن الظروف الطبيعية للنظام البيئي الذي يقوض الأمن البشري وعرضته للخطر وتسببت في تنمية غير مستدامة "

 ثقل العبء السياسي والاجتماعي لأزمة خوزستان على النظام، وسياسات وادارات 42 سنة عصفت بإيران كلها.

كتبت صحيفة "ستاره صبح" الحكومية في عددها الصادر بـ 24 يوليو2021 في مقال بعنوان " ما هي جذور الاحتجاجات في خوزستان ومناطق أخرى"

يٌكتب تاريخ أسبقية عقيدة إسلام الملالي على العلم والكفاءة:

   بدأت مشاكل البلاد عندما تم إخراج أشخاص واسعي المعرفة وطنيين وخيرين ومحبين للناس وإيران من دائرة" القرار، وصنع القرار "بحجة عدم التعهد والالتزام العملي بـ الإسلام وولاية الفقيه، وتم تهميشهم واستبدالهم بأشخاص متظاهرين بالالتزام.

 قامت هذه الصحيفة الحكومية بإدراج أمثلة بارزة على أسباب موت المياه والحياة البيئية في خوزستان،  وهي الأسباب التي دعت خبراء البيئة إلى تحذير اللصوص وعملاء النهب في السلطة لسنوات وعند الاعتراض عليهم تأمر سلطة الملالي القضائية باعتقال وسجن النشطاء البيئيين، وانتبه إلى :

  • حذر الخبراء منذ سنوات من إنشاءصناعات مباركة للصلب، ومصنع سيباهان للصلب.
  • كان بناء "سد كرخة" خطأً.
  • كان بناء سد ”كتوند“ خاطئا بسبب ارتباطه بالأراضي الملحية.
  • لا ينبغي بناء سد عند منبع بحيرة أورميا.
  • كان إنشاء مصنع هفت تبة لقصب السكر خطأً في خوزستان بسبب الحاجة إلى الكثير من المياه.
  • وفي المدن حذر دعاة حماية البيئة من تدمير الحدائق وبناء أبراج في مكانها."المصدر نفسه"

 لقد كُسرت سياسة 40 سنة لنظام الملالي في أعين وأذهان الناس، وأحد أوجه مشخصات الموقف في المجتمع الايراني هي انتفاضة خوزستان وباقي المحافظات ودليل بارز للحكومة توضحه وسائل الإعلام الحكومية، وقد برزت هذه الحقيقة الى حد تقوم فيه الصحافة المذكورة بإنذار مسؤولي النظام: وإن لم يطالب الشعب في الماضي فهو يطالب اليوم.

   سر بقاء الحكومات يكون مشروطا بالقضاء، وهؤلاء على عكس بقية العالم فالسلطة القضائية تابعة ومطيعة لديكتاتورية ولاية الفقيه وعلاقتها مع مواطنيها أحادية الجانب مع مؤشر النهب والاعتقال: أولئك الذين يسيئون استخدام السلطة، وأياديهم في جيوب الشعب، والسبب في عدم تحسن الوضع هو وجود ملايين الملفات في محاكم القضاء. " نفس المصدر"

 ونتيجة لسياسة خامنئي وعملائه القائمة على الفساد والقمع وحفظ المصالح والموارد المعيلة للنظام فقد تعين بشكل حاسم وقاطع القضاء عليه ونظامه، لأن ارض ايران اليوم تطالب بالماء والبشر وأصبح التمرد والعصيان حياة ولم تبقى هناك علامة على وجود قدرة لتحمل القاعدة الاجتماعية لهذه السلطة، وقد ارتبطت مقاطعة سلطة "التعيينات بدل الإنتخابات" بخيوط الانتفاضة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة