الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتإغلاق القضية الجنائية والفرار من المساءلة

إغلاق القضية الجنائية والفرار من المساءلة

0Shares

هدى مرشدي ـ كاتبة ايرانية

ضغوطات وقمع المرأة في إيران بالإضافة لأمثلتها الممنهجة في الشوارع ظهر منه وجه قبيح ومؤلم آخر أيضا:

رش الأسيد على رؤوس ووجوه الفتيات البريئات.

مثل هذه القسوة والفظاعة التي لاتصدق والمنظمة حكوميا تشهد لها الكثير من الأمثلة فيما يتعلق بالنساء والبنات في إيران.

أمثلة هذه الأعوام تبين لنا بوضوح هذه الحقيقة المرة.

•        نساء شابات في أصفهان أصبحن فريسة لرش الأسيد. والبعض يروج لهذه الفكرة بأن دافع رش الأسيد هو محاربة (الحجاب السئ أو اللإسلامي).

•        على الأقل ست نساء شابات ضحايا لرش الأسيد دخلن مشفى فيض في أصفهان.

•        عدد ضحايا رش الأسيد عل يد عملاء النظام المجرم وصل إلى ١٥ شخصا في أصفهان.

•        أخبار رش الأسيد في أصفهان أخل بأمن سكان المدينة والنساء والفتيات أصبحن يخشين المرور في الممرات العامة خشية رش الأسيد الحكومي.

هذه الأخبار كانت قسما من الأخبار المروعة في عام ٢٠١٤. أربعة أعوام مضت منذ ذاك اليوم الذي احترقت فيه وجوه وعيون تلك النساء والفتيات بلحظة واحدة. هؤلاء النسوة ومنذ ذاك اليوم يعانين من مشكلات كثيرة والدواء والعلاج تحول إلى جزء كبير من حياتهم. كل شئ تغير في حياتهم ولكن وضع القضية وشكواهن من رش الأسيد عليهم لم يجد أي تغيير على الإطلاق.

يوسف طباطبائي نجاد امام صلاة الجمعة في إصفهان هذا المجرم قال في نفس ذاك العام: "إن مسئلة الحجاب السيء تخطت حد التذكير بها ومن أجل مواجهتها يجب رفع العصا أكثر للأعلى وكذلك استخدام القوة النافذة في هذا الأمر".

اثنان من الملالي الحكوميين في منطقة أصفهان وبعد أسابيع من الصمت أيديا ضمنيا بأن عملية رش الأسيد في أصفهان كانت تندرج تحت مسئلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فقط هاتين الجملتين توضحان جيدا أيادي أي جهاز تلوثت بهذا الشكل في قضية رش الأسيد على فتيات ونساء المجتمع. في نفس الوقت اتهم ٢٤٠ ناشط حقوقي خلال بيان لهم الحكومة الإيران ية بتضييق الجو المعيشي العام في المدن على النساء وجعله أكثر انعداما للأمن بالنسبة لهن وفي هذا الجو هناك أشخاص داعشيون بلباس ديني يقومون بمهاجمة الفتيات والنساء في إيران ويقومون برش الأسيد الحارق على وجوههن.

وقد تجمع عدد من النساء والشبان المحتجين في نفس الوقت مقابل وزارة الداخلية في طهران ونادوا بشعار: استحوا استحوا يا قوات الشرطة؛ أيتها الشرطة أين عينا أختي؟ هذا التجمع مع هجوم المرتزقة أدى إلى الاشتباك واعتقال عدد من المعترضين. إن انتشار خبر الجريمة الوحشية لرش الأسيد في نفس العام تلاه موجه كره وصدمة وانزعاج في إيران والعالم كله. حيث تعرضت النساء والفتيات لهجمة وحشية بالأسيد الحارق على يد عصابات البسيج المنظمة وقوات الأمن التي كانت ترتدي اللباس المدني.

عدة أمثلة من شهود عيان ومقدمي التقارير:

أحد المتصلين قال ردا على الصحفي: الوجه المشترك لجميع الضحايا كان عدم ارتداء الحجاب الشرعي (الشادر) واستخدام السيارة الخاصة.

أحد المواطنين الأصفهانيين يقول: قبل فترات من بدء رش الأسيد تم إرسال رسالة إلى هواتف المواطنين الأصفهانيين تتضمن بأنه سيتم رش الأسيد على وجوه من لايلتزم بالحجاب وذلك لمدة اسبوعين.

أحد المسافرين من طهران لأصفهان يقول بأنه تكلم مع سائق التكسي الذي كان أحد شاهدي العيان في قضية رش الأسيد وحتى أنه نجح في تسجيل رقم روحة إحدى الدراجات النارية للفاعلين واتصل برقم ١١٠ الخاص بالشرطة من أجل المتابعة الفورية للشرطة ولكن لم يتم إعطاء أي اهتمام لاتصاله ولم يكن له أي تأثير وعندما فاتح أحد ضباط شرطة مرور أصفهان بموضوع نمرة الدراجة النارية قال له الضابط بأن هذا النوع من النمر يتبع لأحد المؤسسات والأجهزة الحكومية وأنه لن يتابع الموضوع أكثر من هذا وعلى هذا النحو سعت وكلات الأنباء الحكومية عن طريق إيجاد جو ضبابي وغامض لعدم التعرف على هؤلاء المجرمين وإظهارهم. لكن خدعة النظام في نسب هذه الجريمة لأشخاص مجهولين كان لإظهاراتها تأثيرا معكوسا بين أوساط الشعب وكما أنها بينت للجميع بأن جميع قادة ورؤوس هذا النظام هم المسؤولون عن هذه الجريمة.

ولكن اليـــــوم؛  

نظام الملالي في تاريخ ١٨ يوليو ٢٠١٨ أعلن عن إغلاقه قضية جريمة رش الأسيد الخاصة بمرتزقته ضد النساء الأصفهانيات بحجة عدم إيجاد المتهم وإصداره حكما كاذبا بدفع دية من بيت المال.

محافظ أصفهان بعد مدة من هذه الأحداث ومتابعة الشعب لها قال: حتى هذه اللحظة لم أتدخل في هذه القضية. وأضاف بكل وقاحة أيضا: نحن لدينا الكثير من المسائل الماء والعمل والبيئة وبقية المشكلات في العديد من المواضيع التي يجب أن نوليها اهتماما أكثر.

إن انتشار هذا الخبر ولاسيما بحجة عدم إيجاد المتهم واجه كرها شعبيا ظاهرا.

مينا امرأة ٣٦ عاما أحد ضحايا رش الأسيد قبل أربعة أعوام وبعد وقوع هذه الحادثة المؤلمة انفصلت عن زوجها وتعيش وحيدة مع صبي يبلغ من العمر ١٤ عاما. هذه المرأة تواجه الآن حياة قاسية وصعبة.

الانزعاج الشعبي الشديد وفضح جريمة النظام دفع الملالي المجرمين لإخفاء قضية هذه الجريمة والسكوت عنها حتى أعلنوا في النهاية إغلاقها في نهاية هذه الفضحية الفظيعة. بلا شك لو تم التحقيق في كلمة واحدة في هذه القضية بشكل حقيقي فإن أدلتها ستشير حتما إلى العناصر المنظمة المعروفين (برجال الأمن باللباس المدني) وإلى السلطة القضائية التابعة للنظام وفي النهاية إلى بيت العنكبوت خامنئي بصفته رأس جميع الفظائع والجرائم المروعة.

لكن غضب تلك النسوة الأحرار وغضب الشعب الإيراني لايعرف نهاية أو حدا وهذه الخدعة لايمكنها أن تفطئ صوتهم أبدا.

في المجتمع الإيراني الذي يحكمه رجال الدين تعتبر المرأة من الأشياء المستخدمة وعضو من هوامش المجتمع. بالطبع لايمكن توقع أكثر من هذا لذلك يلجأ النظام دائما لأي طريقة أو وسيلة من أجل تحقيق أهدافه المشؤومة والمتخلفة حتى يتمكن من وضع النساء الإيران يات تحت أشد أنواع الضغوطات وحصرهم في الزاوية وذلك بتدخله في أي مجال سواءا عن طريق تدخله في التعليم والعمل والتدخل في الموضوعات السياسية وسواءا عن طريق تدخله في موضوع اللباس والغطاء. وذلك لأنهم علموا جيدا خلال هذه الأعوام أن النساء الإيران يات القويات والمتمكنات واللواتي يملكن طاقة داخلية عظيمة ليسوا من أهل الاستسلام والتسويات. وهن في طابور الاحتجاجات والانتفاضات، يقفن منذ البداية على الخط الأول والطليعي في مواجهة هذا النظام المتخلف والرجعي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة