الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإضعاف موقع خامنئي ورسالته

إضعاف موقع خامنئي ورسالته

0Shares

يعتبر إضعاف موقع خامننئ وكسر شوكة ولاية الفقيه في خضم النزاعات والأزمات الطاغية على النظام في الظروف الراهنة أمرا ملحوظا جدًا.

والمواقف المتضاربة لخامنئي التي لا تأتي بأي حل للأزمات الطاغية على النظام جعلت موقعه ضعيفا للغاية حيث أصبحت الألسنة أكثر حدة ضده إلى حد كبير. وتعرض خامنئي نفسه الآن لهجمات غير مسبوقة من داخل النظام حيث يحمّلونه مسؤولية الظروف التفجيرية الراهنة مشككين في مكانته كالولي الفقيه في النظام.

 

ضربة على شوكة ولاية الفقيه

وأوضح كروبي الرئيس الأسبق لمجلس شورى النظام المتخلف خلال رسالة له نشرت يوم الأحد 2أيلول/ سبتمبر التعيين الصوري لخامنئي كالولي الفقيه في النظام وأنه وبهذا الأداء في الإدارة عاد البلد إلى عهد ما قبل الدستورية أي عهد قاجار وكتبت يقول: «إن كان مجلس الخبراء من خبراء، فلا بد من أن يتساءل بشأن نتائج السياسات الاستراتيجية للقائد خلال العقود الثلاثة الماضية حتى الآن».

وفي جانب آخر من رسالته أضاف كروبي قائلا: «لا بد من التساؤل من القيادة بشأن تدخل قوات الحرس والباسيج وقوى الأمن الداخلي إلى النظام المصرفي وبيع النفط وبقية المجالات…».

وكسر شوكة خامنئي أمر خطير إلى درجة كتب جراءها أبوالفضل قدياني من أعضاء العصابة الفاشية لمجاهدي الثورة الإسلامية يوم أمس في مقال له يقول: «لا بد من أن تتحول المطالبة بإقالة خامنئي من السلطة إلى مطلب علني للناشطين السياسيين والمدنيين والثقافيين …». وبشأن روحاني قال: «إنه بات كبقية رؤساء الجمهورية السابقين منفذا للأوامر الظالمة في نهاية المطاف ويطلق العنتريات برفقة خامنئي وقادة قوات الحرس».

وفي تصريحات أدلى بها خامنئي في اجتماع مع الهيئة الحكومية كانت إشارات تدل على أنه يحاول الرد على أسئلة وجهت له من داخل النظام حيث قال: «أتعرض لسؤال بين حين وآخر بأنك قلت تحرق الاتفاق النووي ولماذا لم تحرقه؟ ولم نحرقه بسبب هو أنه قلنا ربما يمكن توفير المصالح الوطنية به، وإلا إذا ما فهم الإنسان أنه المصالح الوطنية لا تتوفر من خلالها، ونحن نعرف الحرق والقيام به».

وفضلا عن ذلك، كانت هناك ثلاث نقاط أخرى في هذه التصريحات حيث تدل كلها على هذا الموقع الضعيف والهش لخامنئي بطريقة ما. وتم بث النسخة الكاملة لهذه التصريحات بعد الاجتماع بثلاثة أيام من تلفزيون النظام وكان من الواضح أنه تم حذف جوانب عديدة منها. كما كان خامنئي يحاول في هذه التصريحات ورغم أنه دافع بشكل تام عن حكومة روحاني، أن يلقي اللوم عليه للكثير من المصائب والمشكلات الاقتصادية في المجتمع لينقذ نفسه. ومن جانب آخر ومن أجل تصغير الأزمة أدلى بأقوال تافهة أثارت السخرية حتى من جانب العناصر التابعة لزمرته. وفي مقدمة هذه التصريحات المضحكة جعل قضية قلة حفاظات الأطفال مرتبطة بجذور الأزمة الاقتصادية في النظام. وهكذا اضطراب وتشويش يبينان إلى حد كبير الظروف المعقدة التي وجد فيها خامنئي نفسه. وترغمه الظروف التفجيرية في المجتمع واستمرار الانتفاضات على الإذعان ببعض الحقائق من جهة ولكن ومن أجل الحفاظ على موقعه يرغم وجود التضارب في الكلام والكيل بالمكيالين من جهة أخرى.

 

خامني محاصر في طوق المحاسبة

وفي تصريحات أدليت أخيرا، ذهب الكثيرون أبعد من التشكيك في خامنئي نفسه وبزعمهم يبحثون عن صيغة لإنقاذ النظام. غير أنهم لا يعرفون بأنهم يوجهون بهذه المواقف الضربة على عمود خمية ولاية الفقيه.

وقبل ذلك، كانت هناك جماعتان أو موقفان بشأن الظروف التفجيرية والانتفاضة في النظام. المجموعة الأولى تضم المهمومين الذين كانوا يؤكدون على أنها دعاية بحتة جملة وتفصيلا والأمر هو نتيجة عمل المتوغلين الأميركان ويكمن الحل في الاقتصاد المقاوم.

كما كان الموقف الثاني لزمرة روحاني حيث أكدت على أنها حرب نفسية، محاولة أن تجعل انطلاقتها مربوطة بزمرة من الجناح المتنافس.

ولكن الآن هناك جماعة ثالثة يرفع صوتها يوما بعد آخر ممن يؤكدون أن مصدر هذه الأزمة هو خامنئي ذاته.

جماعة ثالثة تبحث عن الولي الفقيه على غرار الملكة البريطانية!

وتعرف هذه الجماعة خير المعرفة أن النظام ضعيف إلى درجة عندما يريدون استيضاح أو إقالة وزير يهتز بذلك أركان النظام ناهيك عن اعتبار الولي الفقيه مسؤولا للأزمات الطاغية على النظام.

كما تلم هذه الجماعة بأخطار مترتبة على التشكيك في مكانة خامنئي للنظام برمته ولذلك يتجنبون التشكيك في مبدأ ولاية الفقيه. وقدم مرة تاج‌زاده نظرية بشأن ما تبحث عنه هذه الجماعة مؤكدا أنهم يبحثون عن نظام على غرار الملكة البريطانية إلى أن تكون ولاية الفقيه شرفية بحتة دون تدخل في أي أمر.

إنهم وبموقفهم يريدون الإيحاء بأن نظام ولاية الفقيه لا يزال يتحلى بقابلية الإصلاح من داخله. إن هدفهم هو الحفاظ على مبدأ ولاية الفقيه. ولكن بإيجاد إصلاحات في مكانة خامنئي وتقييد صلاحياته. كما وأن الملا محمد خاتمي كان يقول في حالة عدم إيجاد إصلاحات، فيتعرض النظام للخطر.

ويشبه ذلك بموقف الذين كانوا يؤكدون في نهاية عهد نظام الشاه على بقاء الشاه في السلطة عدم تدخل الشاه في السياسة والحكومة وذلك في الوقت الذي كان شعار الموت للشاه سائدا. ولكن الآن اجتاز الشعب خامنئي بشعاري الموت لخامنئي والموت للدكتاتور حيث يهتفون بشعار الموت لمبدأ ولاية الفقيه!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة