الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإستعراض القوة حدوديا غطاءا معبرا عن الوهن والعجز والخوف من السقوط

إستعراض القوة حدوديا غطاءا معبرا عن الوهن والعجز والخوف من السقوط

0Shares

خلصت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في تحليلها لطبيعة وبنية فاشية الملالي قبل أربعة عقود إلى أن نظام الملالي يجب أن يتحرك على قدمين لفرض نفسه على العالم المعاصر، وتحافظ هاتين القدمين على توازن هذا النظام وتمكنه من البقاء، فالقدم الأولى هي القمع داخل إيران، والقدم الثانية هي الحرب وتصدير الأزمات خارج الحدود أي تصدير الإرهاب، فإذا تم بتر إحدى هاتين القدمين فقد تتمكن العمامة الفاشية من المضي قدما لفترة قصيرة من خلال التملق والتحايل لكنها ستسقط في النهاية على الأرض.
 واستنادا لهذا التحليل الذي استغرق أثبات دقته وصحته مدة 4 عقود فإن أوجب الفروض لدى قادة هذا النظام هي صيانة هذا النظام بأي ثمن؛ حتى لو حولوا إيران كلها إلى أرض محروقة وحاصروا أهلها بالفقر والأزمات وكورونا والموت من أجل ذلك فلن يترددوا.

وعليه فإن مصدر أي فعل ورد فعل لخامنئي وقادة المافيا في حكومته يجب أن يكون من منطلق الإلتزام بـ "الواجبات"! ، وإذا اعتقدنا خلاف ذلك  فسنخطئ في تحليل استراتيجيات وآليات هذه الحكومة.

لقد كانت القضية الأساسية المطروحة على طاولة الملالي هي كيفية الحفاظ على أنفسهم في السلطة منذ اليوم الأول لاغتصابهم سلطة الشعب الإيراني.

– تمهيد الطريق والدفع إلى حرب ثمان سنوات مع العراق
– التورط في مشروع معاد لإيران، وهدر رؤوس الأموال لخلق نفايات نووية
– تنفيذ عمليات إرهابية كتفجير عبوات ناسفة في الخُبر بالسعودية وأيضا في أميا بالأرجنتين الى اغتيال الدكتور كاظم رجوي في سويسرا وعملية الاغتيال في مطعم ميكونوس و …
– إنتاج ونشر الصواريخ وتصديرها للميليشيات التابعة له
– عمليات التفريخ الإرهابي في بعض دول المنطقة، و مليات تفريخ للحرس والبسيج لخلق مرتزقة بأموال نفط الشعب الإيراني
– التدخل في العراق وترسيخ موطئ قدم في ذلك البلد بذريعة داعش
– التورط في الحرب السورية لإبقاء بشار الأسد في السلطة
– التدخل في اليمن وتصعيد الحرب هناك
– التورط في لبنان بإمداد عملائها في حزب الله بالمال والسلاح 
و…

وقد كشف خامنئي وبشكل صريح في 25 ينانير 2016  عن استراتيجيته في الحفاظ على النظام من خلال مغامرات إرهابية في بلدان أخرى.
" ولو لم تقاتل [الميليشيات التي صنعها النظام المسماة بالباطل " زينبيون "و" فاطميون "، لو لم يقف هذا العدو المرتزق المستقدم داخل البلاد كدرع لحمايته لكان علينا قتالهم والوقوف في وجوههم هناك في كرمانشاه و همدان وغيرها من المحافظات والقضاء عليهم."
ويردد خامنئي ويقول "هؤلاء" ماذا يعني خامنئي بـ "هؤلاء"! ومن هؤلاء؟ من الواضح تمام الوضوح أن هذا العدو ليس خارج حدود إيران حيث لم يسبق لأي دولة أن سعت إلى قلب نظام الملالي ودعت إلى الإطاحة به، رد خميني محددا موقفه بعد خطاب زعيم المقاومة مسعود رجوي عام 1959 في أمجدية قائلا:
"عدونا ليس الولايات المتحدة ولا الاتحاد السوفيتي ولا أي شخص آخر، عدونا تحت مسامعنا هنا في طهران !"
لذلك وللإيضاح فإن خامنئي حيثما يشير بكلامه إلى "هذا العدو" أو "هؤلاء" فإنما يقوم بتقليد معلمه خميني، وهو يقصد بقوله هذا واشارته تلك الشعب وقوته النهضوية الأكثر ثباتا وتأثيرا في تاريخ ايران المعاصر وهي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
يجب النظر أيضا إلى حملات النظام العسكرية واثارة الغبار على الحدود شمال غرب إيران من منطلق ذلك.

ويجب أن نعلم أن أساس التوجه الى هذا الفعل هو بحث النظام عن مخارج من الأزمات الداخلية، وأزمة الاطاحة به على وجه التحديد مستخدما لأجل ذلك العسكرة واثارة الغبار على الحدود كغطاءا وهروبا من الأوضاع المزرية المتفجرة داخل المجتمع بتحويل الأنظار من الداخل إلى الخارج، إنها ثقافة صناعة الأزمات التي يقوم عليها النظام.
خامنئي بحاجة ماسة إلى زيادة القمع والإرهاب بعد المجيء برئيسي الى صدارة السلطة؛ ولخلو ذات اليد فإنه يلعب بورقته الأخيرة، حيث انتهت عملية ركوب كورونا كأزمة مفضوحة، ولهيب الانتفاضة على الطريق، لذلك كان من الضروري عليه أن يفكر في صناعة أزمة جديدة لتصدير أزمة الخوف من الإطاحة بالنظام التفكير إلى خارج حدود إيران.
 ومع هذا التفاوت فإنه لا يملك قوة المغامرة وصنع الأزمات هذه المرة خارج حدود إيران، فيرسم خط داخل حدوده الخاصة ويتخذ شكل القوة، وهذا ما كان يخشاه خامنئي.
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة