بقلم:اسراء الزاملي
ليس هناك من حکم أقسى و أکثر فظاعة من ذلك الذي يفرض عليك أن تدفع ثمن قتلك! وهو حکم يثير التعجب و الاستغراب الى أبعد حد لو علمنا بأنه يطبق حاليا في الالفية الثالثة بعد الميلاد، ولاريب من إنه يدل بکل وضوح الى إن الشعب الذي يواجه هکذا قانون هو شعب يحکمه نظام خارج التأريخ و الزمن!
عندما کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يقوم بإعدام أعضاء منظمة مجاهدي خلق، فإنه کان يبتز عوائلهم و يستلم نقودا منها بدل الرصاص الذي أطلقه النظام في إعدام أبناء هذه العوائل مقابل تسليم جثامين الشهداء! وهذا الاسلوب القرووسطائي الغريب و الفريد من نوعه، لم يتم إيقاف العمل به بل إن القوانين السارية في هذا النظام تعمل به فقد أصدرت محكمة مدينة بيرانشهر على لقمان وحيد 30 عاماً من أهالي شين آباد بمدينة بيرانشهر كان قد فقد احدى عينيه وأحد قدميه اثر انفجار لغم أرضي، بدفع غرامة نقدية قدرها 23 مليون تومان، بتهمة عبور غير قانوني للحدود وخسارة اللغم الذي انفجر!!
العديد ممن تسائلوا عن سر رفع منظمة مجاهدي خلق لشعار إسقاط النظام و عدم الرضي بأي بديل آخر عنه و الاصرار عليه، فقد يکون هذا القانون الهمجي الذي يبيض وجوه التتر و المغول و عتاة مجرمي التأريخ، واحدا من أفضل المبررات التي يمکن تقديمها لهٶلاء حتى يعلموا في ظل أي نظام غريب و فريد من نوعه في ظلمه و قسوته.
أن تدفع ثمن قتلك، هو منتهى ليس الظلم فحسب وانما الاستخفاف بالمبادئ و القيم الانسانية و السماوية برمتها و تدل على حقيقة إن مثل هکذا نظام ليس يعادي شعبه فقط وانما الانسانية برمتها ولذلك فمن الواجب الملح أن يبادر المجتمع الدولي الى أن يولي إهتماما خاصا للتجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، الذي سيتم إنعقاده في العاصمة الفرنسية باريس في الثلاثين من حزيران القادم، والذي سيزيح الستار عن الجرائم و الممارسات الاجرامية الفريدة من نوعها التي إرتکبها و يرتکبها هذا النظام وکيف إنه يشکل تهديدا جديا للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم وإن مواجهته ليس شأنا يتعلق بالشعب الايراني و المقاومة الايرانية لوحدهما فقط بل إنه شأن عالمي لأن هذا النظام يهدد العالم کله و يشکل خطرا و تهديدا محدقا به، وإن تفعيل الدور الدولي برفع مستواه الى حد الاعتراف الرسمي بالنضال المشروع الذي يخوضه الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و التغيير الحقيقي في إيران، هو إجراء يخدم السلام و الامن و الامن لکونه يعجل بعملية التغيير في إيران.
