الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةمقالاتأزمة السقوط والسعي الخائب للنظام الايراني

أزمة السقوط والسعي الخائب للنظام الايراني

0Shares

بقلم مهدي عقبايي

ليس بوسع النظام الايراني إطلاقا أن يتجاوز الازمة الاستثنائية التي يواجهها حاليا والتي يجدها تمسك بخناقه من کل جهة وتمنع عنه الهواء من کل ناحية، وهناك ليس إعتراف واحد من جانب القادة والمسٶولين في النظام بهذه الحقيقة القاتلة بل هناك عشرات الاعترافات إبتدائا من الولي الفقيه نفسه والذي لم يعد يتمکن من إخفاء مخاوفه من هذه الازمة ويدعو قادة النظام للعمل من أجل ماسما بإدارة الازمات رغم إن الشعب ومنذ تأسيس هذا النظام يواجه الازمات تلو الازمات، کما إن القادة الاخرون للنظام يعترفون بدورهم بهذه الازمة وخطورتها وتهديدها لوجود ومصيره.

اسلوب إدارة الازمات التي يدعو خامنئي قادة النظام إليها، هي سياسة مخادعة ومشبوهة دأب عليها النظام الايراني وعندما يجد أوضاعه مزرية ويجد صعوبة في مواجهتها ولايتمکن من تجاوزها من دون أن يلقي بالثقل الاکبر على الشعب ويجعله في فوهة المدفع حتى يضمن عدم سقوطه وإستمراره، وإن لجوء خامنئي الى هذا الاسلوب وتهربه من المواجهة مع الولايات المتحدة بعد أن ملأ قادة حرسه الارهابي الدنيا صراخا وصخبا بشأن قوتهم التي لاتقهر وإنهم سيضربون الولايات المتحدة في الرأس وسيدمروها ويدمروا اسرائيل معها، فإنه يکشف ضعف وعجز النظام عن المواجهة وخوض الحرب من جانب کما إنه يفضح أيضا تهربهم من خوض المفاوضات بعد أن تيقنوا من حدية وحزم وصرامة الولايات المتحدة ووضعها 12 مطلبا للتفاوض في ضوئه، ولأن خامنئي يعلم بأن خياري الحرب والمفاوضات يقودان النظام الى نفس المصير، فإنه لايجد أمامه أي خيار سوى التهرب من السبيلين وإختياره سبيل ثالث يضع کل الثقل على کاهل الشعب الذي لم يکن قد إختار هکذا نهج أو طالب به من قبل بل إنه وبإختصار يدفع ثمن أخطاء النظام وحماقاته المتواصلة، ولاريب من إن هذا الاسلوب لايمکن للشعب أن يقبل به ويجعل من نفسه مرة أخرى درعا أو جسرا للنظام کي يعبر للضفة الاخرى بسلام في حين إنه يبقى على أوضاعه السلبية التي عانى ويعاني منها منذ 40 عاما.

لايمکن لأسلوب إدارة الازمات ولاأي أساليب وطرق مخادعة أخرى أن تنقذ النظام أبدا من أزمة السقوط التي صارت تخيم عليه کملاك الموت لتقبض روحه الشريرة في أية لحظة، فهذا الاسلوب ليس حلا وإنما هو هروب مجدد فاشل ومفضوح للأمام ولکن هذه المرة لم يعد هذا الاسلوب يجدي نفعا مثلما إن الشعب لم يعد على إستعداد لکي يدفع ثمن أخطاء النظام ويساهم بإبقائه ککابوس فوق رأسه ورأس الاجيال الخادمة إضافة الى أن المجتمع الدولي لن يترك هذا النظام وشأنه بعد أن أصبح عاملا سلبيا لإختلاق وإفتعال المشاکل والازمات والمواجهات والحروب وتصدير التطرف والارهاب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة