الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتأخطبوط ولاية الفقيه منذ الظهور حتى الأفول

أخطبوط ولاية الفقيه منذ الظهور حتى الأفول

0Shares

بعد تولي حكومة ولاية الفقيه السلطة في إيران، رأى الملالي بسبب الخصائص الرجعية غير المتحضرة التي تتسم بها طبيعة هذه الحكومة المتزمة، أن استمرار وجودهم المخزي يكمن في اختيار سياستين:

أولاً، محليًا؛ تركز وجودهم المخزي في إيران على قمع الشعب واللجوء إلى الإعدام؛ وثانياً، إقليميًا؛ بنوا استرايجيتهم على تصدير الأزمات والإخلال بالأمن في البلدان المجاورة لكي يمضوا قدمًا بالمراوغة والاحتيال في تحقيق نواياهم الشيطانية، وصرف الانتباه الدولي عن حدودهم.

 

وفي هذا الصدد، استقزوا الحكومة العراقية السابقة على الحرب، منذ بداية الثمانينات، وحاولوا إنشاء بعض القواعد خارج حدودهم للتوسع في عمقهم الاستراتيجي واستعراض قوتهم الهشة من خلال الترويج لشعارهم العبثي  "فتح القدس عن طريق كربلاء".

وفي ظل هذا الاتجاه تحول احتلال أمريكا  للعراق إلى هبة من الله بالنسبة لحكومة الملالي المتعطشة للدماء، لذا استطاعوا الشروع في تنفيذ مشروع التهام بلاد الرافدين من خلال إرسال العناصر التي تلقت تدريبها في إيران، في وقت سابق، وبفضل السياسة الأمريكية الخاطئة في احتلال العراق، وخلاصة القول، كان نظام ولاية الفقيه الرابح الأول من الحرب الأمريكية العراقية.      

    

وآنذاك، أعلنت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية NCRI ، السيدة مريم رجوي ،  أن احتلال نظام الملالي للعراق وفق ستراتيجية دبيب النمل أكثر خطورة مائة مرة من المشاريع النووية لحكومة الملالي، وفي الاتجاه نفسه، كشفت المقاومة الشعبية الإيرانية عن قائمة تضم 32 ألف مرتزقًا يتلقون أجورهم من هذا النظام. بيد أنه للأسف الشديد حالت سياسة الاسترضاء التي تنتهجها الدول الغربية دون الاستجابة لهذه التحذيرات، وما زاد الطين بله أن الدول الغربية قدمت العراق للحكومة الفاشية الإيرانية على طبق من ذهب بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق تلبية لأمر أوباما.               

بعد أن أصبح لإيران اليد العليا على العراق شرعت في نهب ثروات الشعب العراقي المضطهد، ولا شك في أن هذا كان جانبًا ثانويًا من جرائم حكومة الملالي، لأن النظام الإيراني استنادًا إلى دوره الكبير في تشكيل داعش في العراق خطط للمشهد بحيث مكن القوات التابعة له من التواجد في العراق باسم "الحشد الشعبي" – تحت ستار الحرب مع داعش –  الذي لم يتلق أي تعليمات من أي عراقي سوى قاسم سليماني. 

 

ومن الناحية الاقتصادية وإدارة البلاد احتل العراق، في عهد المالكي وفي المرحلة الأخيرة أثناء تولي عادل عبدالمهدي، المرتبة الثانية عشرة على مستوى العالم في الفساد المالي. ونتيجة لذلك غرق العراق، الذي يتجاوز دخله 100 مليار دولار، في البطالة والفقر والإقصاء.  

وبسوء استخدام سياسة الاسترضاء وإهمال الحكومات الغربية، اتبع أخطبوط الولي الفقيه اتجاهًا مماثلًا في لبنان وواصل نواياه الشريرة فيه بتأسيس حزب الله. كما أن الولي الفقيه أغرق ثورة الشعب السوري النبيل في دماء أبنائه بحجة الدفاع عن الحرم (للسيدة زينب)، وبدعمه الكامل للحوثيين وسع دائرة عدم الاستقرار حتى حدود السعودية، ولكي يتمكن من تثبيت خطوطه الدفاعية بعيدًا عن الحدود الإيرانية. وسعى إلى الحفاظ على استقراره بخلق الأزمات في المنطقة…

 

هذه هي طبيعة ولاية الفقيه، وطبيعة النظام القائم عليها. نظامٌ لا يفهم سوى لغة القوة، ولاشيء غير القوة. واتباع سياسة الاسترضاء والتكيف مع هذا النظام الفاشي ما هو إلا هبة له للبقاء.

  على مدى هذه السنوات، تقف المقاومة الإيرانية NCRI في كثير من المرات سدًا منيعًا في التصدي لسياسات خامنئي الشيطانية وذلك بكشف الستار عن سياسات نظام الملالي التوسعية وأنشطته الصاروخية والنووية، وسعت بلا كلل في تكوين جبهة موحدة للتصدي للفاشية الدينية في إيران، وكانت نتيجة جهد المقاومة الإيرانية سجلاً مشرفًا من التضحية والمقاومة بأي ثمن ضد هذه الحكومة القروسطية، وما زالت تمضي قدمًا في طريقها لتحقيق أهدافها النبيلة. 

 

بعد سنوات من المعاناة؛ تحملها الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، بالإضافة إلى الأضرار التي ألحقتها حكومة الملالي الشيطانية بشعوب المنطقة وأغرقتها في الأزمات والاضطرابات على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

وفي الأشهر الأخيرة، أخذ نجم نحس أخطبوط ولاية الفقيه في الزوال، وألقى شعار "بره بره" في جميع أرجاء المنطقة وبالتحديد في المناطق التي تقع تحت نفوذ الملالي بزلزال الإطاحة على الجسد الهرم لهذه الحكومة اللاإنسانية. 

 

 وبغض النظر عن نتائج الثورة الحالية في العراق ولبنان، فلن تعود حكومة ولاية الفقيه إلى نقطة ما قبل هذه الثورة من حيث القوة على الإطلاق. وتثبت كل الأدلة والقرائن أن الثورة العراقية واللبنانية ستفتح طريقها إلى شوارع إيران مرة أخرى في القريب العاجل. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة