الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومأبعاد كارثة كورونا في إيران، وهروب خامنئي من نيران السخط الشعبي

أبعاد كارثة كورونا في إيران، وهروب خامنئي من نيران السخط الشعبي

0Shares

بلغت أبعاد الكارثة حدًا لا يعود النظام يقدر على فرض الرقابة على الأخبار والتقارير المعنية بها كما وأن أبعاد السخط الشعبي والكراهية العامة لا يمكن إنكارهما، الأمر الذي جعل خامنئي يسرع إلى الظهور في الساحة لتبرير سياسة إجرامية اتخذها وهي عبارة عن حرق المواطنين في أتون كورونا والهروب من عاصفة السخط الشعبي، لكي يأتي بخدعة سخيفة من أجل إنقاذ نفسه ويقدم روحاني وحكومته مسببًا لتفشي كورونا.

اللجوء إلى تغريدة! لماذا؟

في محاولة غريبة بالنسبة له استخدم زعيم نظام الملالي ومن أجل إيصال رسالته، شبكة تويتر، الأمر أظهر استعجاله إلى حد لم يقدر عنده على الانتظار في خضم هذه الظروف الملتهبة وغير المستقرة ليومين حتى يظهر يوم الجمعه نفسه بمناسبة 28 من شهر صفر. وقال في تغريدة له على صفحته الشخصية بشبكة تويتر:

 

"يجب أن يكون وضع القوانين لظروف كورونا حكومي وضروري. ومنذ فترة أبلغت الرئيس المحترم والمسؤولين بأن ينبغي أن تكون ضرورية. يجب فرض الحظر على بعض من النشاطات والرحلات. وتؤدي بعض الرحلات إلى التفشي السريع من دون السيطرة عليه مما يثير الأسف."

 

وقبل تناول مضمون هذه التغريدة وما يتابعه خامنئي من هدف، ينبغي إلقاء نظرة على ظروف كورونا الراهنة إلى حد ما:

وبحسب وسائل الإعلام الدولية وإذعان مسؤولي النظام وحتى طبقًا للإحصائيات المفتعلة من قبل النظام والتي تعد أقل من الحقيقة بأضعاف، تحتل إيران من ناحية الإصابة بكورونا والوفيات الناجمة عنها المرتبة الثانية (بعد الهند بعدد السكان البالغ مليار و400مليون شخص)، بل المرتبة الأولى مقارنة بعدد السكان.

ويأتي ذلك بينما أفادت وكالة أنباء أسوشيتد برس (12 تشرين الأول) مستشهدة بتقرير أصدره مجلس شورى النظام مؤخرًا تقول: "يصل عدد المصابين بكورونا في إيران إلى 8 – 10 أضعاف أكثر من الإحصائيات الرسمية.

وهكذا تحتل إيران حتى في القيمة المطلقة للإحصائيات المتعلقة بكورونا في العالم المرتبة الأولى. وتبين تصريحات أدلى بها العناصر التابعة لهذا النظام ومسؤولوها خلال اليومين الأخيرين ذلك الأمر.

وأذعن ظفرقندي المدير العام لمنظمة النظام الطبي بأن إيران من بين البلدان الخمسة التي فيها أكبر عدد الوفيات مقارنة بعدد المصابين بكورونا وقال: نحن قلقون جدًا تجاه تضاعف عدد الوفيات على الصعيد العام.

وأعلن حسن خليل آبادي عضو مجلس بلدية طهران عن دفن 390شخصًا من أبناء طهران يوم الثلاثاء 13 تشرين الأول في مقبرة بهشت زهراء. ويأتي ذلك بينما كان قد تم الإعلان عن إجمالي عدد الوفيات في البلاد بأنه 254شخصًا.

وأذعن حريرجي بأن عدد الوفيات ضعف الإحصائيات المعلنة.

وقال حميد عمادي رئيس قسم مكافحة العدوى في مستشفي "ألف سرير" بالعاصمة طهران في حوار له مع تلفزيون النظام: "والآن لا بد من القول للمواطنين، كونوا حذرين، وفي حالة الإصابة بالمرض، فأنتم تتحملون مسؤولية دمائكم…".

 

أهداف يتابعها خامنئي من هذه التغريدة

أولًا، حاول خامنئي ومن خلال هذه التغريدة التستر على سياسته الإجرامية المتمثلة في إخفاء الحقائق لكورونا وتصغيره ليقدم نفسه مسؤولًا عن وضع القوانين والإجراءات المفتعلة التي باشر بها النظام.

وذلك بينما كان قد اعتبر في تصريحات أدلى بها قبل يومين، كورونا كبلية عظيمة وذلك بعدما نسي تصريحاته السابقة، ولكن رغم كل ذلك، جعلته الأبعاد المتزايدة للكارثة يضطر إلى التأكيد على المسألة متسرعًا ومن خلال تغريدة.

ثانيًا، بذكره "قلت منذ فترة طويلة  للمسؤولين…" حاول إنقاذ نفسه بخساسة وذلك على حساب روحاني.

ثالثًا، بالإشارة إلى الرحلات وأن الرحلة تؤدي إلى "التفشي السريع ومن دون أن تتم السيطرة عليه" لكورونا، يلقي اللوم على المواطنين ويتستر على حقيقة أن الموجة الأخيرة ناجمة عن العزاء والحداد لمحرم.

رابعًا، وبالإشارة إلى الحكومة والضرورة، مهّد الطريق للإجراءات القمعية وتدخل قوات الحرس والباسيج بذريعة مكافحة كورونا.

 

 

إجراءات استعراضية للنظام

قال روحاني يوم الأربعاء في اجتماع الحكومة: "أمام كورونا، الطاقم الطبي والأطباء والممرضين والقوات المسلحة والمديرون والقطاعات الاقتصادية والشركات القائمة على المعرفة، كلما كان بوسعنا، كلما نفذنا، ونقوم بكل ما بوسعنا…".

 

وعقب ذلك أعلنت المتحدثة باسم الصحة في النظام عن فرض القيود على الرحلات من المبدأ أو المقصد لـ5مدن عملاقة كطهران وكرج وأصفهان ومشهد وأروميه وسوف تكون حالات الحظر هذه من الساعة 24 يوم الخميس 15تشرين الأول حتى ظهر الأحد 18 تشرين الثاني.

ويعد ذلك مجرد إجراء استعراضية وغير مفيدة لأن الحظر للتنقل بين المدن ليس إلا لـ3 أيام ونصف يوم فقط، بينما فترة الحجر الصحي وفرض القيود على الرحلات ما لا يقل عن أسبوعين حتى يكون مؤثرًا. كما وأنه طالما لم يتم إيقاف المشاغل والمهن، ويستمر التنقل في المدن العملاقة كطهران كما كان في السابق، ومترو الأنفاق مكتظ بالناس، لا يعالج فرض القيود على الرحلة بين المدن شيئًا.

 

والنقطة الأخرى هي أنه لا خامنئي ولا روحاني لم يعدا بمساعدة عملية وفعالة وحتى لا يجري الحديث عن دفع معوقات الأطباء والممرضات الذين يحملون أرواحهم على أكتافهم منذ 8أشهر أو حتى توظيف قوة جديدة.

وأعلنت قوات الحرس فقط أنها توظف الإمكانيات والمستشفيات التي في حوزتها من أجل مكافحة كورونا، وذلك ليس سوى كلام فارغ لأن المستشفيات التابعة للجيش وقوات الحرس غير قادرة على متابعة قضايا المرضى والمصابين الخاصين لهم.

 

وهكذا، يبين تسرع خامنئي ولجوء نظامه إلى إجراءات صورية أنّ توظيف كورونا كسد أمام الانتفاضة، قد ولّى عهده والأمواج الناجمة عن الوفيات والتي كان خامنئي يحاول ركوبها، بدأت تطال النظام وفي هذه الحالة سوف يكون النظام الخاسر الأول والأخير في هذه اللعبة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة