الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيران«آتنا دائمي» تعكس مطالب شعبها من عنبر النساء بسجن إيفين

«آتنا دائمي» تعكس مطالب شعبها من عنبر النساء بسجن إيفين

0Shares

أرسلت مؤخرا السجينة السياسية والمدافعة عن حقوق الإنسان «آتنا دائمي» يوم 25 مايو 2018  رسالة من سجن إيفين إلى خارجه، أدانت فيها عقوبة الإعدام وجميع أشكال العنف واحتجت على صدور حكم بالإعدام على السجين السياسي «رامين حسين بناهي» والمعاناة التي تعاني منها أسرته.

وبعد عودتها من المنفى من سجن قرجك الرهيب، هذا أول رسالة أرسلتها من عنبرالنساء إلى خارج سجن إيفين. وحصلت آتنا دائمي وزميلتها السجينة السياسية «كولرخ إيرايي» على مطلبهما القاضي بإعادتهما إلى سجن إيفين بعد قضي 81 يوما من مقاومتهما المستميتة وإضرابهما عن الطعام.

 فيمايلي النص الكامل لرسالة آتنا دائمي:  

الثورة لم تحقق أي من أهدافها

 قبل 41عاما خرج المواطنون إلى الشوارع لمكافحة الفقر والإدمان والإختلاف الطبقي والفساد لدى المسؤولين الحكوميين. وعقد اجتماعات خفية وبثّ منشورات وتسجيلات صوتية وتوزيع منشورات ليلية وكتابة شعارات على الجدران وإضرابات وكسرالواجهات وإضرام النار في ممتلكات عامة وحافلات وبنوك وتوفير الأسلحة وقنابل يدوية وقتل كبار المسؤولين وما إلى ذلك إلى أن حدثت الثورة  في نهاية المطاف وأنا قمت بإعادة مطالعة  كل هذه النقاط في الأيام الـ 107 من النفي القسري لسجن قرجك وهذه كانت ذكريات أولئك الذين تحدثوا بفخر عن إنجازاتهم ، والآن العديد منهم من كبار المسؤولين في هذا النظام.

ولكن لم يتم اختفاء أي شيء من الأشياء التي تم القيام  بكل تلك الأعمال الفخرية للقضاء عليها، بل أصبحت أسوأ من ذي قبل، كما تم إضافة مجازر ومقبار جماعية. خلال هذه السنوات الأربعين تم قمع أي نقد واحتجاجات  من قبل المواطنين المنهوكين الغاضبين، بلا رحمة، وتم سجنهم  وإعدامهم، ونفيهم واختفائهم. ومثل أفراد داعش دهسوهم بالسيارة. وحتى المعتقدات الدينية لدى المواطنين في هذه الحكومة الإسلامية أصبحت مهتزة بشدة. يعتبر سجن قرجك وسكانه جزءًا صغيرًا من إنجازات هذه الثورة.

أكثر تصميما من أي وقت مضى على معارضة جميع أشكال العنف

«الانتقام» هو أكثر الحالات التي نراها ونسمعها في بلدنا الإسلامي أكثر من أي شيء آخر! أنا ناشطة في مجال حقوق الإنسان و معارضة مستميتة للإعدام وكل أشكال العنف. لكن خلال كل سنوات نشاطي أيضاً وبهدف دحض المعتقدات والأفكار، قالوا إن القصاص هو حكم وفق الإسلام والقرآن! لكنني لا أعرف لماذا بعض الناس فقط يمكنهم استخدام هذا الحق، والشعب الذي لحقت به أضرار طائلة لمدة 40 عاماً وقدموا قتلى وسُجن أبنائه لا يوجد لهم الحق في الانتقام بل ليس حتى الحق في المطالبة بحقوقهم الأساسية.

على سبيل المثال ، طالما تم اختلاق ملف كيدي ضدي أنا،  وصدر عليّ حكم بالسجن ظلماً، أختلق أيضا ملف كيدي ضد والدي وضد شقيقتيي الاثنتين، ثم تبعه النفي غير القانوني تماما ودون سبب وبإعتداء عليّ بالضرب المبرح إلى سجن قرجك وأسوأ من كل هذه المضايقات كان احتجاز والدتي المريضة وشقيقتي وحرمانها من فرح قليلة في حفلة زفافها… ولكن بعد كل هذه حالات التعذيب التي تم فرضها على عائلتي فقط وفقط من أجلي ، وانتقاداتي ، واحتجاجاتي وأنشطتي السلمية ،ليس لم يحترم حق الاحتجاج فحسب، بل يتوقعون مني أن أصف أعمالهم  بأنها أعمال عادلة وأتنازل عن مواقفي وألتزم بالصمت وأطيع أوامرهم ، في حين أن «آتنا دائمي» الحالية ستناضل بحزم وجدية أكثر من ذي قبل وبالمقارنة بالسنوات القليلة الماضية لتحقيق أهدافها على الرغم من فرض المضايقات والإيذائات عليها.

ملف «رامين حسين بناهي»

أود أن أقول بشأن «رامين» من عائلة «حسين بناهي» التي لم تر في الأربعين سنة الأخيرة من حياتها ، من العضو الأكبر وإلى الأصغر منها، أجواء الهدوء والأمن ، ثماني سنوات من السجن وحالة عدم الاستقرار بالنسبة للأخ الأكبر ، ومن ثم للإفراج عنه  ولكن على حساب قتل أخ آخر ، في طريقه للقاء ومن خلال اصطدام مشبوه!

واستدعاء واعتقال مرتين على الأقل في السنة لكل فرد من أفراد الأسرة. هجمات متتالية على المنزل وتفتيشه وخلق أجواء الرعب والتخويف والتهديدات اللانهاية لها! و«رامين» الذي كان قد شهد منذ طفولته ومازال كل هذه الاضطهادات. و «رامين»  الذي يجد الحقيقة بالتأكيد كآلاف الآخرين وأمضي قدما في طريق أحبائه والطريق الذي يؤدي إلى الاستقلال والطريق الذي سجن من أجله المئات وأعدم  المئات الآخرين. أعزاء مثل «فرزاد كمانغر» و«شيرين علم هولى» و«إحسان فتاحيان» و«شيركو معارفي» وأيضا السجينة الأقدم «زينب جلاليان».

بالإضافة إلى قضية وطموحه الكبير رأى «رامين» مراراً وتكراراً كيف أن العائلة وحتى زملائه من مسقط رأسه ومواطنيه ، حتى  شرّدوا من أجل أنشطتهم السلمية. رأى كيف أن أمه الطاعنة في السن ، بعد الاعتقالات المتكررة لأبنائها، أكدت للمدعي العام أنها ستقتل نفسها إذا لم يتم اخلاء سبيل أبنائها! ورأى كيف واجه كل فرد من أفراد الأسرة  تحت الضغط لمنع شقيقه الآخر«أمجد»  من التخلي عن أنشطة حقوق الإنسان في أوروبا. وكم هو جميل وأنا أدرك احساس وأحوال أمجد!

ورأى «رامين» جميع هؤلاء وكان أكثر تصميما على تحقيق قضيته ، ولكن الآن حكم عليه بالإعدام بتهمة الإرهاب. مع نفس السيناريوهات المتكررة! أما بنت شقيقته النبيلة  التي كانت قد شهدت أيضاً كل هذه المصائب ، ومن ناحية أخرى ، فقد تعرضت لضغوط شديدة من قبل قوات الأمن  ففضلت الموت  على حياة تحت سيطرة الإستبداد. طابت ذكرى (نيشتمان» العزيرة.

أولئك الذين هم على استعداد للموت ولكنهم لا يستسلمون

نعم أيها السادة اعلموا كلما تلجأون إلى العنف والاضطهاد كلما يفضل الكثيرون أن يموتوا لكنهم لا يستسلمون للظلم. كما انتحرت فتيات كوبانيات بالقاء انفسهن من فوق جبال كوباني للحفاظ على كرامتهن أمام دواعش! حاليا بدلاً من التعذيب وتسجيل الاعترافات الإجبارية وإصدار أحكام الإعدام ، فكّروا قليلاً حول لماذا أصبح أفراد مختلفون منتقدين ومن ثم محتجين ثم معارضين ومن ثم تحولوا إلى أعداء وأخيراً العدو اللدود. فانظروا في أعمالكم  قليلا لاستلام الإجابة على السؤال المذكور!

برأيي كل شكل من أشكال العنف هو عمل مدان. و صدور حكم الإعدام بأي ذريعة كانت وعلى كل شخص باي عقيدة ورأي كان هو عمل مدان، ولكن سجن قرجك ! كان هذا السجن تجربة جيدة لي ومن جانب آخرتجربة مرة للغاية بالنسبة لي. في الواقع جامعة رائعة! هذا المنفى القسري فتح عيني أكثر على جزء كبير من مجتمعي الذي تم نسيانه وإخفائه وراء دعايات كاذبة ومزيفة.

من وجهة نظري فإن الظروف المتردية في ذلك المخيم للعمل السخري،  ومعسكر لاقلاع الإدمان، أو سجن قرجك نفسه، أومن المفضل أقول إن سجن «شهرري» مدانة بشدة. هناك الكثير من الحديث عن هذا السجن حيث كل شيء يمكن ، ماعدا الندم ، لذلك سأقول الحقائق بشأنه قريبا.

وأشكر أولئك الذين على الرغم من آلامهم ومعاناتهم في هذا السجن الأسود ، قدموا حبهم لي بأي شكل من الأشكال. مرة أخرى ، أقول إني أكون خادمة لكل سجينة في ذلك السجن  حتى اولئك اللاتي أجبرن على الاعتداء علينا بالضرب المبرح والشتائم! وأشكر لجميع الذين تذكرونا خلال غيابنا ، وفي النهاية أشكرعائلتي العزيزة التي على الرغم من تحمل ضربات العصي الكهربائية والهراوات على مر السنين ، لم تتركني وحدي حتى لحظة.

آتنا دائمي 25 مايو 2018

سجن إيفين

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة