الخميس, مارس 28, 2024

الوعود الواهية

0Shares
بقلم: محمد حسين المياحي
التصريحات الاخيرة التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والتي أکد فيها من أنه” يکون في حکومة لا تعتبر محاربة الفساد أولوية”، في إشارة واضحة بأن محاربة الفساد ستکون من أولوياته في ولايته الثانية، وهو يتعهد بذلک في خضم الانتخابات الجارية في العراق علی أمل أن يکسب أصوات الشارع العراقي الذي ضاق ذرعا بالفساد الذي صار أغلب ساسة العراق الجديد ضليعين فيه.
هل بإمکان العبادي علی فرض تفوقه في الانتخابات أن يفي بوعده هذا؟ هل سيتمکن من القضاء علی الفساد و مکافحته و القضاء علی الرؤوس الکبيرة فيه؟ من الصعب جدا أن نجاوب بنعم حلی هذين السؤالين، لأن أکبر الساسة الفاسدين و أقواهم دورا و نفوذا و تأثيرا في العراق، هم من المحسوبين علی نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والاهم من ذلک إن لطهران دائما حصة من ثمرات فسادهم و نهبهم لثروات الشعب العراقي خصوصا وإن الازمة الاقتصادية تطحن بالنظام الايراني وهي بحاجة ماسة للأموال لتسيير أمورها التي باتت ثقيلة بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، وبعد أن وصلت الاحتجاجات الداخلية الی مرحلة غير مسبوقة و صار النظام هدفا لها ناهيک عن تزايد دور و حضور منظمة مجاهدي خلق في داخل إيران و صيرورتها طرفا فاعلا في تسيير و توجيه الامور و الاوضاع في الشارع الايراني.
الاوضاع الصعبة جدا للنظام الايراني بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي و الذي أکد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف علی صعوبتها لکنه شدد بأن موسکو ليس في إمکانها أن تقدم شيئا لطهران بهذا الصدد، ومن هنا فإنه من المنتظر جدا بأن تشدد طهران من ضغوطاتها علی أتباعها في العراق و تدفعهم بإتجاه التفکير بطرق و أساليب من أجل نهب ثروات العراق و إرسالها الی النظام المتزعزع في طهران، ولذلک فإن العبادي عندما يقدم هکذا وعد فإنه يعرف جيدا ماسينتظره و ينتظر غيره في المستقبل، فهذا النظام لايرحم أحدا من الذين کانوا سائرين في رکابه و يخرجون عليه، وإن في الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أفضل مثال علی ذلک.
القضاء علی الفساد، شعار لايمکن تحقيقه في العراق و الدول الاخری الخاضعة للنفوذ الايراني، طالما کان هناک نفوذ إيراني وکانت هناک أذرع لطهران في هذه البلدان، وعودا علی بدء، فإنه لايمکن تحقيق و إنجاز أي شئ فيه تعارض و تقاطع مع مصالح و مواقف النظام الايراني، ولذلک فيجب علی الشعب العراقي أن يضع نصبعينيه دائما بأن أساس الشر و البلاء يأتي من النظام الحاکم في إيران و الذي طالما بقي جاثم علی صدر الشعب الايراني الرافض له فإن الاوضاع ستبقی سلبية، وإن من يسير علی نهج هکذا نظام لايمکنه أبدا أن يقدم الخير و الصلاح للعراق و الشعب العراقي.
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة