الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانموعدهم مع حفنة من الأشهر

موعدهم مع حفنة من الأشهر

0Shares


بقلم:غيداء العالم


علی الرغم من کل المواقف و التصريحات الدولية الصادرة بشأن إنسحاب أمريکا من الاتفاق النووي و إظهار أهمية الاتفاق و ضرورة المحافظة عليه، ولکن و کما أعلن قائد الحرس الثوري الايراني علی أثر الانسحاب الامريکي بأنه”من الواضح أن الأوروبيين غير قادرين علی اتخاذ قرار مستقل بين إيران وأميرکا وأنهم مرتبطون بأميرکا… مصير الاتفاق الإيراني واضح”، فإن مصير الاتفاق من دون أمريکا يعني سيره بخطی حثيثة نحو الاخفاق و النهاية.
الانسحاب الامريکي من الاتفاق و ماسيترتب عليه من تأثيرات سياسية و إقتصادية عميقة علی الاوضاع القلقة و الهشة من أساسها في إيران، لايمکن للدول الاوربية أو روسيا و الصين مساعدة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علی تخطيها و العبور منها، خصوصا وإنه يواجه حاليا أزمة سياسية و إقتصادية إستثنائية تتوضح معالمها مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالحرية و تحسين الاوضاع المعيشية وهما أمرين ليس بإمکانه أبدا توفيرهما!
المشکلة التي يعاني النظام من جرائها الامرين هي إن هذا الانسحاب قد تم تزامنا مع مطالبات مستمرة من جانب زعيـمة المقاومة الايرانية، مريم رجوي، التي سبق وأن أعلنت عن عدم رضاها و تشکيکها بإتفاق تموز 2015 و إعتبرته ضعيفا و في صالح النظام، کما إنه يتزامن أيضا مع تقارب غير مسبوق بين المقاومة الايرانية و المجتمع الدولي الی جانب تفاهم و تنسيق غير مسبوق بينها و بين الشعب الايراني، ولذلک فيمکن القول من إنه ستکون لهذه الخطوة الکثير من الآثار و النتائج السلبية علی النظام وتضعه أمام طريق مسدود بل و قد تحشره في زاوية ضيقة يکون خصمه فيها الشعب و المقاومة الايرانية.
الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في تموز 2015، کان المجتمع الدولي يتأمل من ورائه أن يساهم في تحسين الاوضاع المعيشية للشعب الايراني و يساهم کذلک في إستباب الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، لکنه کان علی العکس من ذلک بل کان وبالا علی الجميع وبالاخص علی الشعب الايراني حيث تضاعف القمع و تزايد الفقر و الحرمان، إذ أن النظام قام بصرف المليارات المجمدة التي تم إطلاقها في دعم و تقوية و توسيع التدخلات السافرة في بلدان المنطقة، ومن هنا کان تأکيد المقاومة الايرانية علی عدم جدوی الاتفاق النووي ومن إنه قد جاء ليخدم النظام و يعزز من دوره المشبوه و غير المقبول داخليا و إقليميا، ومع إن القادة و المسؤولين الايرانيين يؤکدون من إنهم تعودوا علی الحصار و سيواجهونه، لکن هذا الکلام غير منطقي ذلک إن الشعب کان هو من يدفع ثمن و ضريبة مغامرات و أخطاء النظام وصار واضحا عدم إستعداده لذلک، وإن الاشهر القليلة القادمة ستثبت ذلک من دون أدنی شک!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة