الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانآفاق المرحلة المقبلة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع النظام...

آفاق المرحلة المقبلة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع النظام الإيراني

0Shares

المحامي عبد المجيد محمد

 

 

کما کان متوقعا، في بيان رسمي انسحبت الادارة الأمريکية من الاتفاق النووي مع النظام الإيراني. ورداً علی هذا الانسحاب، لم يعد لـ 1 + 5 مفهوم ومحتوی، وکما کتب الملا حسن روحاني رداً علی انسحاب الولايات المتحدة، «ومن اليوم فصاعدا فان الاتفاق النووي هو بين إيران وخمس جهات»
وکتب وزير خارجية الملالي علی الفور علی تويتر:
«سوف أقوم، بناء علی إیعاز الرئیس روحاني، بجهود دبلوماسیة لدراسة ما إذا کان بقاؤنا في خطة العمل المشترک الشاملة (الاتفاق النووي) قد یضمن المنافع الکاملة لإیران.. النتیجة ستحدد ردّنا»
من الملاحظ أن الملا حسن روحاني ووزير خارجيته يقدمان مضمونًا وجوهرا واحدا لکن بصيغتين، وهو أن استمرار الإجراء مشروط بتوفير وحماية مصالح النظام الإيراني.

 

ما هي مصالح النظام الإيراني؟
إذا کنا نريد أن نعطي الإجابة علی السؤال نقول ان مصالح النظام الإيراني تکمن في مواصلة وحتی توسيع تدخلاته في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، إثارة الحروب واستمرار المجازر في سوريا وإبادة الشعب الأعزل بمال الجياع وجيش العاطلين عن العمل في إيران، وتقديم الدعم والاسناد، لحسن نصر الله وزعزعة استقرار لبنان، ودعم الحوثيين بسخاء وتأزيم الوضع في اليمن والدول المجاورة لليمن.
لکن الواقع مختلف، ولم يخطط کل شيء لغرض توفير وحماية مصالح الملالي الحاکمين في إيران. من 8 مايو، لن يعود يتم فتح أبواب نظام ولاية الفقيه علی نفس المصراع السابق. لقد بدأ منعطف جديد في تاريخ نظام ولاية الفقيه الجائر والمجرم. وبانسحاب أمريکا من الاتفاق النووي مع إيران، تدور أبواب المساومة والاسترضاء مع نظام القمع الحاکم في طهران علی مصراع آخر ولن يدور علی ما کان عليه في السابق. و لن يتمکن نظام ولاية الفقيه الإيراني الحاکم من توسيع سيطرته علی الإرهاب في دول المنطقة. ومن هذا التاريخ، لن يعود يتمکن النظام من إنفاق الأموال الطائلة علی نطاق واسع في سوريا وتسليح وتمويل للميليشيات التابعة له.
هناک مثل فارسي يقول «انکبّ الکوز وانصبّ ما فيه».
من الآن، سيتعين علی الولي الفقيه الحاکم في إيران أن يتبع سياسة تقييدية ضيقة ومحدودة لاحتواء الوضع. وعليه أن يسحب الأذرع الأخطبوطية التي مدّها في بلدان المنطقة الواحدة تلو الأخری. وأن يقيّد المبالغ الطائلة، والتکاليف الهائلة في سوريا ودعم حسن نصر الله تقييدا شديدا. الأمر الذي وضع الرئيس الأمريکي الاصبع عليه وقال: «موّل النظام الإيراني فترة حکمه الطويلة من الفوضی والإرهاب بنهب ثروات شعبه».
الواقع أن أبناء الشعب الإيراني أظهروا في انتفاضتهم العارمة في ديسمبر الماضي أنهم يريدون التخلص من الاضطهاد والاستبداد الديني الحاکم علی بلدهم.
ان التغيير الديمقراطي في إيران أمر لا بدّ منه وإنهاء النظام الديکتاتوري الإرهابي الحاکم باسم الدين في إيران أمر ضروري للسلام والديمقراطية والأمن والاستقرار في المنطقة. وهذا هو الطريق الوحيد لوقف الحروب والأزمات في هذه المنطقة الحساسة. الخلاص من الخطر النووي وإرهاب النظام الإيراني مرهون بالخلاص من النظام برمته. نظام ولاية الفقيه لا وجود له علی أرض الواقع دون الإرهاب والقمع وأسلحة الدمار الشامل. وهذا ما تؤکده المقاومة الإيرانية منذ مالايقل عن 30 عاما ومازالت تکرره.
لقد حان الوقت لکي يقف العالم وبشکل خاص دول المنطقة بجانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وأن يحيل مجلس الأمن الدولي ملف قادة النظام الإيراني بسبب ما ارتکبوه من أعمال إرهابية وانتهاکات لحقوق الإنسان وجرائم لا تعدّ ولا تحصی بحق الشعب الإيراني،  والشعوب العزل في سوريا والعراق وسائر دول المنطقة إلی المحکمة  الجنائية الدولية. حان الوقت لکي يتخلص الشعب الإيراني وشعوب المنطقة من شرّ هذا النظام وأن تتحقق الحرية والسلام والأمن في هذه المنطقة من العالم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة