الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانروحاني في جنازة تليغرام

روحاني في جنازة تليغرام

0Shares
بقلم: أمل علاوي
لازالت قضية إغلاق و حجب تطبيق تيلغرام تثير الکثير من اللغط و النقاش المتباين، خصوصا وإن توقيتها يأتي علی أثر إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي کان لهذا التطبيق دور مهم في التواصل بين الناس و التنسيق و التعاون فيما بينهم في الانتفاضة المذکورة، ولعل الموقف الجديد الذي أعلن عنه الرئيس روحاني علی حسابه في انستغرام والذي نفی فيه أية علاقة لحکومته بها قائلا”حکومتي ليست لها أي صلة بحجب أو إغلاق أي من شبکات التواصل الاجتماعي وکنت عارضت الخطوة بشدة”، هو موقف يثيرالعديد من التساؤلات بهذا الصدد و تفتح المجال لتسليط الاضواء علی الکثير من الامور و القضايا.
طوال الاعوام الماضية، کان القادة و المسؤولون الايرانيون يتفاخرون بأن هناک تنسيق و تعاون و إنسجام کبير بين أجهزة النظام و تشکيلاته المختلفة ولکن وعندما يعلن روحاني بعدوم وجود أية صلة لحکومته بهذا الحجب، فإن يعني تکذيبه للنظام و إنه ليس هناک من تعاون و تنسيق بين أجهزة النظام. لکن ومن جانب آخر، فإن السلطة القضائية کانت قد أعلنت قبل أسابيع عن عزمها علی إغلاق تطبيق تيلغرام، وکان بإمکان روحاني و حکومته أن يتخذان موقفا علنيا من ذلک وليس بعد أن قضي الامر.
الحقيقة المرة الاخری التي تدعو للتشکيک بموقف روحاني هذا، هو إن وزير داخليته کان قد أعلن و قبل حجب التطبيق، بأن الحکومة تعطي الاولوية للجوانب الامنية، وهو ماجعل أوساط المراقبين و المحللين السياسيين يتوقعون خطوات قمعية بإتجاه المزيد من تضييق الخناق علی الشعب الايراني، بمعنی إن خطوة حجب تيلغرام لم تکن من دون علم حکومة روحاني عموما و وزارة داخليته خصوصا. ويبدو إن روحاني يحاول من خلال موقفه هذا تحقيق هدفين؛ أولهما، کسب عطف الشعب الايراني و لفت إنتباهه و ثانيهما، إمتصاص النقمة الشعبية أو التخفيف منها.
تطبيق تيلغرام الذي شکل أرقا للنظام عموما و للأجهزة الامنية خصوصا، يأتي من کونه قد کان أحد الوسائل التي ساهمت بتقوية و توسيع الاتصالات بين الشعب من جهة و بين منظمة مجاهدي خلق من جهة أخری، وهذا قد ولد الرعب في داخل الاوساط السياسية في طهران و جعلها تنظر الی التطبيق نظرة العدو المتربص بهم، ولذلک فقد کان واضحا جدا من إنهم سيحجبونه عاجلا أم آجلا وهم يتصرون کالعادة من إن ذلک سيساهم في قطع العلاقة بين الشعب و منظمة مجاهدي خلق أو إضعافها، وهو أمر لم يتمکن النظام من تحقيقه طوال أربعة عقود.
لو کان هناک من وصف دقيق يمکن أن نطلقه علی موقف روحاني من قضية حجب تيلغرام، فإنه کالذي يقتل القتيل و يمشي في جنازته، وإن روحاني عندما يمشي في جنازة تيلغرام، فإن الجميع يعلمون بأنه أحد القتلة!
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة